" المياه الملوثة" تهدد سكان صنعاء بمزيد من الأمراض والأوبئة (تقرير خاص)

[ سكان صنعاء يواجهون مشكلة كبيرة في الحصول على المياه النظيفة ]

 
التلوث المائي في اليمن المصدر الرئيسي للأمراض والأوبئة المنتشرة في أوساط المجتمع، فسكان العاصمة صنعاء، لا تقتصر معاناتهم اليوم على شح المياه، بل إن مئات الآلاف منهم يشربون مياه ملوثة تهدد من صحتهم العامة، وتروج لها منشآت خاصة على أنها " معالجة وصالحة للشرب".
 
وتحذر يولاندا جاكميه، المتحدثة باسم الصليب الأحمر من أن مدينتي صنعاء والبيضاء انضمتا إلى قائمة المدن اليمنية الأخرى التي تفتقر إلى المياه النظيفة، بسبب عدم وجود الوقود لتشغيل محطات الضخ بسبب الحرب، لافته إلى إن قرابة 2.5 مليون يمني لا تصلهم حاليا المياه النظيفة في مدن مزدحمة "مما يجعلهم عرضة لخطر تفش كبير جديد للأمراض.
 
شُح المياه وارتفاع أسعاره
 
ويكابد قرابة ثلاثة ملايين شخص في العاصمة للحصول على المياه النظيفة، فشبكة المياه الحكومية توقفت منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وزادَ من أزمة الماء، شُح الوقود الذي أصبح يباع بأسعار خيالية.
 
ومع بداية شهر ديسمبر 2015، أعلنت المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي عجزها عن تقديم خدماتها بعد أن تجاوزت مديونيتها (8 مليارات ريال)، في ظل امتناع المواطنين عن تسديد الفواتير.
 
وقدرت المؤسسة العامة للمياه، في بيان رسمي صادر لها، حجم خسائر قطاع المياه في العاصمة صنعاء فقط بنحو 12.5 مليار ريال يمني وبما يعادل 58 مليون دولار أمريكي.
 
التلوث والأمراض
 
وفي ذات السياق، أظهرت نتائج دراسة ميدانية أجرتها المؤسسة الإعلامية للشفافية ومكافحة الفساد، وجود تلوث جرثومي في  80% من المنشئات، كما أثبتت الفحوص التي أجريت في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة، وجود تلوث برازي (غائطي) بشري (بكتيريا برازية) في 60 % من عينات المياه المُنتجة في المنشآت العشر المشمولة بالتحليل “الميكروبيولوجي”، وهي أخطر انواع الملوثات.
 
وبحسب أطباء متخصصون وأكاديميون فإن هذا التلوث يعد مصدراً رئيسا للأمراض المعوية وعلى رأسها الإسهال الذي يفتك بالكثير، لا سيما أطفال دون سن الخامسة، وهو ما يجعل أعداد كبيرة من السكان عرضة لتفشي الأمراض، التي تنقلها المياه الملوثة التي يضطرون لاستخدامها بدلا من المياه النظيفة.
 
مياه غير صالحة
 
من جانبه، قال فضل مقبل يقول رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك، إن " ما يزيد عن 80 % من هذه المنشآت تنتج مياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي، تحتوي على كل أنواع الجراثيم الضارة، فيما تقتصر المعالجة على تنقية المياه من الشوائب، وليس قتل الميكروبات والبكتيريا".
 
وأضاف مقبل في تصريح لـ"يمن شباب نت" على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "ماسنجر فيسبوك"، إن ضعف الرقابة دفع بملاك هذه المنشئات إلى إجراء عملية نقل مياه من الآبار إلى منشآت مياه الكوثر في خزانات ناقلات لا تخضع للرقابة، ومن ثم إلى منشآت تعالج المياه جزئيا وتعيد تعبئتها في عبوات غير نظيفة، يتكرر استخدامها، إضافة الى قصور واضح في نظافة العمال الشخصية.
 
وتابع: لا يقتصر تلوث مياه شرب “الكوثر” ومثيلاتها في صنعاء على عدم التقيد بالشروط الصحية، لكن مصدر المياه الأساسي ملوث أيضاً، وثمة أكثر من 15 ألف بئر عشوائية غير خاضعة للرقابة في حوض صنعاء، تشكل المصدر الأساسي لمياه الكوثر وغيرها.
 
واختتم حديثة بالقول: أصبحت العاصمة صنعاء مليئة بعشرات المنشآت الخاصة التي فتحت نتيجة الحرب وغياب الدولة بدون ترخيص وتفتقر معظمها لأدنى شروط النظافة والمشترطات الصحية وتُنتج مياه شرب ملوثة، تهدد الصحة العامة، وتؤثر على مئات الآلاف من السكان.
 
ويحرم أكثر من 14 مليون شخص من إمدادات المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي وجمع القمامة في اليمن، بحسب تقارير أممية، الامر الذي يساعد في نشر الأمراض والأوبئة من بينها مرض الكوليرا الذي ينتقل عبر استهلاك المياه أو الطعام الملوث.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر