صنعاء على صفيح ساخن.. ماذا يحدث للمدنيين وكيف تعيش المدينة؟ (تقرير خاص)

[ أغلقت جميع المؤسسات الحيوية أبوابها في صنعاء إلى مدينة مشلوله ]

بدت أحياء العاصمة صنعاء خلال اليوميين الماضيين شبة خالية من المارة في ظل حالة ترقب وخوف من قبل المواطنين بعد المعارك التي اندلعت بين ميلشيات الحوثي وصالح في عدد من الأحياء والشوارع والتي لازالت مستمرة.

حالة الخوف هي السائدة في أوساط المواطنين حيث بدا ذلك واضحاً من خلال حركة التجوال الخفيفة في الشوارع، حيث قال شاهد عيان "أن خط الستين الغربي كاد يخلو من السيارات رغم أنه يعد من أكثر الشوارع ازدحاما بالمركبات".

وعلى صفيح ساخن تعيش صنعاء وتسمع أصوات المواجهات والقذائف على مسافات بعيدة من جغرافيا الاشتباكات الدائرة وهو أثار الرعب لدى السكان الذين لزموا منازلهم في انتظار انفراج للوضع الذي يكاد يمضي بلا مسار واضح في ظل تضارب الأنباء عن معارك سيطرة الطرفين.

حياة شبة مشلولة

منذ  صباح يوم السبت 2ديسمير/كانون أول توقفت الحياة العامة بشكل جزئي حيث أغلقت جميع المصارف أبوابها بالإضافة إلى الكثير من المحلات التجارية الكبيرة في غالبية الشوارع في العاصمة صنعاء.

وقال مصدر مصرفي  لـ"يمن شباب نت" أنهم ذهبوا للدوام يوم السبت لكنهم أغلقوا أبواب الفروع وظلوا في مكاتبهم حتى انتهاء الدوام وتم إبلاغ بعد الحضور حتى يتم إشعارهم بذلك في حال هدئت الأوضاع".

وكانت المدارس في أمانة العاصمة أعلنت توقف الدراسة فيها حتى إشعار آخر، رغم أن المدارس الحكومية شبة متوقفة منذ بدء العام بسبب إضراب المعلمين الذين لم يستلموا رواتبهم منذ أكثر من عام، غير أن المدارس الخاصة مستمرة في الدوام.

ويخشى المواطنين من استمرار حالة الحرب والتي ستتفاقم معها معاناتهم من خلال توقف أعمالهم اليومية التي من خلالها يستطيعون توفير احتياجات أسرهم في ظل الارتفاع الحاد في الأسعار التي تشهدها السوق منذ أشهر.

طوابير الخوف

ومنذ بدء المواجهات بين ميلشيات الحوثي وقوات صالح في صنعاء واشتدادها في ليل الجمعة/السبت الماضي استيقظ المواطنون صباح السبت الماضي على أزمة جديدة في الغاز المنزلي حيث شوهدت طوابير طويلة عند محطات التعبئة ونقاط البيع المنتشرة. 

وقال سكان محليون لـ"يمن شباب نت" أن طوابير الحصول على الغاز مستمرة حتى مساء اليوم الأحد حيث انعدم تماما في عدد من الأحياء والشوارع وكان متوفرا في أحياء أخرى لكن بطوابير كبيرة من الناس".

وصنعت الحرب الجارية حالة هلع لدى السكان مما أدى إلى حدوث أزمة الغاز المنزلي بسبب هرولة الناس إلى المحطات لتخزين اسطوانات احتياطية في منازله خوفاً من استمرار المواجهات والتي ستصنع أزمات كثيرة.

كما أدى إغلاق مصرف الكريمي لفروعه إلى ازدحام المواطنين أمام الصرافات الآلية المنتشرة بجوار عدد من الفروع في العاصمة صنعاء يوم السبت الماضي، حيث شوهد طابور من المواطنين بجوار فرع مصرف الكريمي في شارع الستين الشمالي.

مدنيين على خط النار

يعيش المواطنون حالة حصار بمنازلهم في الأحياء والشوارع التي تدور فيها المواجهات بين ميلشيات الحوثي وقوات صالح حيث تزداد وتيرة الاشتباكات بلا توقف وخاصة في الحي السياسي وشارع الجزائر وعدد من أحياء حده وميدان السبعين.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "إن الآلاف من سكان العاصمة صنعاء عالقين في منازلهم، مع القليل من الطعام أو الماء، ولا يستطيعون الخروج خوفا من الاشتباكات بين الحوثيين وقوات صالح والمستمرة منذ الأربعاء الماضي".

وأضاف مكتب اللجنة في اليمن "إن النساء الحوامل لا يستطيعون الوصول إلى المستشفى خوفا على حياتهن" ووصف الوضع بالمرير، مذكرا المتحاربين بأن" المدنيين ليسوا جزءا من المعركة".

 وتداول الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لمنازل في مناطق المواجهات تعرض للرصاص والقذائف من قبل المتحاربين، ولم ترد إلى حد الآن أي إحصائية حول الضحايا المدنيين الذي قتلوا أو أصيبوا، بسبب استمرار الاشتباكات.

إجلاء 140 موظف إغاثة

وقال مسؤولون بالأمم المتحدة وآخرون في مجال الإغاثة إن المنظمة الدولية تحاول إجلاء ما لا يقل عن 140 موظف إغاثة من العاصمة وسط قتال أدى لقطع طريق المطار، لكنها تنتظر موافقة التحالف، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

وأضافوا "أن القتال يتجه صوب المطار والوضع متوتر جدا، لا نستطيع حتى إجلاء الموظفين" مشيراً "أن موظفي الأمم المتحدة محاصرون في الأحياء السكنية التي يقطنون بها في صنعاء منذ اندلاع الاشتباكات يوم الخميس".

وتساقطت القذائف قرب مجمع الأمم المتحدة في صنعاء بشارع الستين اليوم الأحد، وقال أحد المصادر في مسرح الأحداث إن طلقات رصاص طائشة أصابت المجمع، وصار المجمع شاغرا بعد أن تلقى الموظفون أوامر منذ أيام بأن يلزموا منازلهم ولا يتوجهون إلى العمل.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر