دلالات إعلان" المجلس الانتقالي" تشكيل" جمعية وطنية" (تقرير خاص)


اثارت الخطوات التصعيدية الأخيرة لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي حالة من التساؤل والمخاوف لدى الكثيرين في ظل تراخي وجمود الحكومة الشرعية و اضطراب الوضع العام في البلد.
 
و أعلنت ما تسمى بـ "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي" التي يرأسها محافظ عدن السابق المقال عيدروس الزُبيدي الخميس، تشكيل ما أطلق عليها" الجمعية الوطنية" والمكونة من 303 عضوا، التي يعتقد أنها بمثابة برلمان جنوبي مواز للبرلمان الرسمي للبلاد.
 
يأتي هذا الإعلان عقب ساعات من إعلان حكومة بن دغر الغاء احتفالًا وعرضًا عسكريًا بمناسبة الذكرى الـ50 للاستقلال، بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية وعناصر ما تسمى بقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.
 
وقال رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، في تدوينه له على حسابة بـ" تويتر"، الخميس: "لا نقبل سفك الدماء لكي نحتفل.. لن نحتفل وهناك من يرى في احتفالنا بالذكرى الخمسين للاستقلال مشكلة".
 
ودعا "بن دغر" قوات الجيش وألوية الحماية الرئاسية للعودة إلى مواقعها. .. وتابع: هناك عدو أمامنا، وفي أوساطنا عدو آخر "يقتل للقتل فقط".
 
وتزامنت خطوات المجلس الانتقالي التصعيدية ضد الحكومة مع توتر ومواجهات حدثت في صنعاء بين شريكي الانقلاب (الحوثي- صالح)، يرى البعض أن ذلك يقدم خدمة مجانية لإثارة المزيد من الفوضى في عموم البلاد.
 
ويرى مراقبون ومحللون تلك الخطوات التصعيدية أنها تهدف لإزاحة الرئيس هادي تدريجيا من المشهد وتثبيت مخطط أبوظبي عبر تمكين المجلس الانتقالي الأمور.
 
تثبيت مكاسب الإمارات

 
وفي هذا الشأن يعتبر المحلل السياسي، ياسين التميمي، خطوات المجلس الانتقالي ضمن مخطط تمكين هذا الفصيل من الحراك المرتبط بأبو ظبي، والذي يراد له أن يكون قوة تأثير معتبرة في تقرير مصير الجنوب خلال المرحلة المقبلة .
 
و يرى التميمي ذلك تثبيت للمكاسب السياسية التي تحرزها الإمارات على مشاريع القواعد العسكرية والهيمنة على الموانئ.
 
و أضاف التميمي في سياق حديثة لـ"يمن شباب نت" أن الحكومة ليس بمقدورها أن توقف إجراءات الانتقالي التي تتم في ظل الحراسة العسكرية والأمنية للتحالف... مُشيراً إلى أنه ليس هناك أسوأ من تفقد الحكومة الشرعية نفوذها ويمنع رموزها من العودة إلى عاصمتها واستهداف رئيس الوزراء من قبل النظام الأمني الإماراتي التمويل والأهداف.
 
إزاحة الرئيس هادي
 
ويرى الخبير الاستراتيجي، علي الذهب، أن تحركات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، لا تنفصل عن ما يجري في صنعاء، ولو تمكن طرفي التمرد على الشرعية من المضي نحو خطوات أخرى، فإن ذلك يعني إزاحة الرئيس هادي تدريجيا من المشهد، وتمكين هذا المجلس من الجنوب كبديل لحكومة هادي التي تكون بذلك قد ثبت فشلها.
 
ويلخص، الذهب، تغاضي التحالف ازاء تحركات المجلس من خلال منع رئيس الحكومة من إحياء ذكرى ?? نوفمبر في عدن، ُمشيراً إلى أن دعماً إماراتياً يوفر غطاء لتحركات هذا المجلس.
 
وعن الخطوات التي يمكن للحكومة الشرعية اتخاذها ازاء تصعيدات المجلس الانتقالي تحدث ،الذهب، لـ"يمن شباب نت": عودة مؤسسة الرئاسة والحكومة لممارسة وظائفهما من داخل البلاد، والالتحام بالجماهير التي بدأت تفقد الثقة فيهما، ولعلها الفرصة الأخيرة، وفتح نافذة للحوار مع الجانب الإماراتي الذي يعد المحرك الحقيقي للحراك ومجلسه الانتقالي.
 
يذكر أن ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، تم الإعلان عنه في مايو/أيار 2017، ويعمل على إعاقة عمل الشرعية من أجل تطبيع الحياة في المحافظات المحررة وتحديدا العاصمة المؤقتة عدن.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر