"الخناق" مرض جديد ينضم لقائمة الأوبئة التي تفتك باليمنيين (تقرير خاص)

[ ملصق تعريفي نشرته منظمة الصحة بتويتر للتعريف بمرض الخناق ووسائل الوقاية منه ]

انضم وباء جديد إلى قائمة الأوبئة والأمراض التي تفتك بأرواح اليمنيين الذين يرزحون تحت حرب أشعلها الانقلابيون منذ ثلاث سنوات ليكون مرض الخناق(الدفتيريا) أحدث ما أعلنت المنظمات الأممية تفشيه في اليمن التي تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
 
وأعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن، مساء اليوم السبت، عبر تغريدة على حسابه بتوتير تفشي الوباء بسرعة بعد ظهوره مؤخرا، مشيرة إلى أنها سجلت في الأسابيع الأخيرة 120 حالة تشخيص سريرية و14 حالة وفاة، وكان معظمهم من الأطفال.

 
ونشرت المنظمة إرشادات خاصة للتوعية بهذا المرض، الذي جاء في الوقت الذي استمر فيه تفشي وباء الكوليرا الذي أدى لوفاة أكثر من 2200 حالة، مع إصابة أكثر من 900 ألف حالة أخرى، منذ 27 أبريل الماضي.
 
أحدث الأوبئة
 
والخناق كما تعرفه المنظمة" مرض معد حاد تسببه السموم التي تنتجها بكتيريا تدعى بكتريا الخناق الوتدية. ويؤثر المرض على الحلق واللوزتين وهما الشكلان الأكثر شيوعا من المرض، وتشمل الأشكال الأخرى للمرض الالتهابات الجلدية".
 
وتقول مصادر طبية، إن الوباء يتركز في مديرية السدة وتحديدا في قرية بيت حلبوب، وفي مديرية يريم عزلة بني منبه، وتحديدا في قرية "المنزل" حيث بلغت الوفيات في محافظة إب إلى 12 حالة وفاة.
 
ويعد هذا الوباء الثالث الذي تعلن المنظمات الدولية عودته لليمن بعد سنوات من التخلص منه، بعد مرض التهاب السحايا الذي أبلغ بتفشيه مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أوك لوتسما في أغسطس الماضي.
 
عودة بعد غياب
 
غير أن المرض لم ينتشر إلا في مناطق محدودة وسجلت حالات وفيات وإصابة لا تتجاوز الخمسين حيث تلقت الحالات المصابة العلاج خاصة في العاصمة صنعاء التي تتواجد فيها المنظمات الدولية وتتولى دعم المستشفيات والمراكز الصحية.
 
وسُجل ظهور الوباء في اليمن عام 1988، عندما ظهر وباء إقليمي بعد موسم الحج، وتتسبب به أكثر من 50 نوعاً من البكتيريا تعيش في الأغشية المخاطية للأنف والحنجرة أو الحلق، وتتمثل أعراضها الأكثر شيوعاً في إصابة المصاب بصداع شديد وتيبُّس العنق، وصولاً إلى إصابة المصاب بطفح جلدي، لافتاً إلى أن أعراض الوباء في أوساط الأطفال غير مُحدّدة مثل التهَيُّج والنعاس.
 
وتقول الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة بالمجال الصحي إن قرابة 50% من المؤسسات الصحية في اليمن دمرت كاملا أو جزئيا، في حين لم يحصل أطباء كثيرون على رواتبهم منذ نحو سنة.
 
الكوليرا الأسوأ عالميا
 
ويبقى تفشي وباء الكوليرا الأسوأ في اليمن والتاريخ كما تقول الأمم المتحدة وتتبره منظمة أوكسفام الأكبر في العالم، مع حصده أرواح ما لا يقل عن " 2202 شخص في اليمن، فيما سُجِّل 926 ألفاً و187 حالة يشتبه في إصابتها بالوباء"، وفق تقرير نشرته منظمة الصحة حديثا.
 
وقالت المنظمة إن " حالات الإصابة سُجِّلَت في 22 محافظة يمنية، من أصل 23"، مشيرة إلى أن " المحافظات التي فيها أكبر عدد من الإصابات هي حجة والحديدة والعاصمة صنعاء".
 
لكن الوباء بدأ يسجل تراجعا نتيجة جهود مكافحته، غير أن المنظمات الدولية تشدد على ضرورة الاستمرار في المراقبة الدقيقة للحالات المشتبه بها، حتى لا ينتشر المرض مجدداً.   
 
الجمرة الخبيثة بتعز
 
وفي مطلع الشهر الجاري، أعلن مكتب الصحة العامة بمحافظة تعز، تسجيل حالة إصابة بمرض الجمرة الخبيثة في المحافظة التي تعيش وضعاً صحياً مأساوياً يتفاقم يومياً نتيجة الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة، وهو ما يمكن اعتباره الوباء الرابع وإن لم ينتشر كثيرا.
 
وتعد "الجمرة الخبيثة" من الأمراض البكتيرية التي تصيب الحيوانات الثدية آكلة العشب، وينتقل في الغالب عبر الاتصال المباشر بين الإنسان والحيوانات المصابة، ويصيب الجهاز التنفسي والبلعوم والجلد.
 
وأكد مدير مكتب الصحة بتعز، عبد الرحيم السامعي، أن "الجمرة الخبيثة من الأمراض التي سبق أن اختفت في اليمن، وكان آخر ظهور له في ثمانينيات القرن الماضي"، معللاً عودته إلى "انهيار المنظومة الصحية في المحافظة وعدم مراقبة الحيوانات المصابة".
 
وأكد أن العلاج متوفر واللقاح رخيص الثمن، وأن المرض ليس خطيراً، لكن المشكلة تكمن في سرعة انتشاره والأعراض السريعة التي تحدثها البكتيريا المسببة للمرض، لا سيما أن الأوضاع الصحية منهارة في تعز الأكثر كثافة بالسكان في اليمن.
 
ويحتاج 20 مليون يمني للمساعدات منهم سبعة ملايين يواجهون خطر المجاعة كما تقول الأمم المتحدة التي تطالب المانحين الوفاء بتعهداتهم المالية تجاه اليمن والتي قطعوها على أنفسهم بمؤتمر جنيف للمانحين في أبريل الماضي.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر