"هيثم الشهاب".. الثائر الذي بدأ مشواره الصحفي بمواجهة قسرية مع أقبية الحوثيين (بورتريه)

[ الصحفي المختطف لدى الحوثيين "هيثم الشهاب" ]

"هيثم الشهاب" صحفي شاب في العشرينات من عمرة مختطف منذ قرابة عامين ونصف يوم في سجون ميليشيات الحوثي وصالح في العاصمة صنعاء، حيث اختطف ضمن حملة الحوثيين ضد الصحفيين والناشطين المعارضين لهم مع بدء الحرب بعد انقلابهم المسلح على الدولة في سبتمبر من العام 2014.

منذ يونيو من العام 2015 اختطف "الشهاب" ومعه ثمانية صحفيين آخرين من صنعاء بعد اقتحام مكان يتجمعون فيه للمقيل وممارسة عملهم الصحفي في الوقت الذي كانت ميليشيات الحوثي أغلقت جميع مكاتب الصحف والقنوات التي لا تتبعها في العاصمة، حيث تحولت الى مدينة بلا صوت معارض.
 
من الريف إلى العاصمة

أكمل الصحفي "الشهاب" دراسته الجامعية في العام اللي حدث فيه الانقلاب حيث تخرج من قسم الصحافة في جامعة صنعاء، وكان عمل منذ وقت مبكر في الصحافة الورقية وعدد من المواقع الالكترونية اليمنية، بالإضافة إلى نشاطه المعارض لانقلاب الحوثيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ينحدر الشهاب من مديرية الصلو بمحافظة تعز وهو الابن الأكبر في أفراد أسرته المكونة من خمسة أخوة، احد الشباب المشاركين في ثورة فبراير 2011 حيث كان من أوائل من خرجوا إلى المظاهرات في ساحة التغيير واستمر لأكثر من عام معتصم في خيمته، وكان يشارك في معظم المسيرات وتعرض للإصابة بالغاز المسيل للدموع عدة مرات.
 
كأي شاب قادم من الريف بدأ هيثم يشق طريقة نحو المستقبل من خلال التأهل المهني في الصحافة لكنه واجه آلة قمعية لا تقبل بأي رأي مخالف بالتزامن مع سيطرة ميليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء فمنذ ذلك الفترة بدأ الشهاب بتغطية أحداث المظاهرات الشبابية التي اندلعت من جامعة صنعاء وتعرض للاعتقال والاعتداء عدة مرات من قبل المسلحين الحوثيين.
 
روح مفعمة بالحياة والكفاح

عرف بين زملاؤه برؤيته المنفتحة على الحياة في ممارسته اليومية حيث يمارس طقوس جميلة في استماع الموسيقى ومناقشة كل جديد مع أصدقاءه في أماكن تجمعهم في المقاهي وساحات الكلية التي كان يدرس فيها، بالإضافة إلى علاقاته مع زملاءه الصحفيين.

يقول الصحفي عماد المشرع  "أن هيثم الشهاب ليس صحفيا فقط، بل كان إنسان يهم كل من حوله ويكافح بإصرار وتحدي، ويعمل من اجل الوطن، ويضحي لأجله، يتفقد جميع زملاءه، يحب الكل ويحبوه الجميع".

وأضاف المشرع في حديت لـ"يمن شباب نت" والذي كان زميلاً له في الدراسة "قضيا من هيثم أربع سنين كاملة أثنا دراستنا معا، ولم نجد منه موقفا سلبيا واحدا، ضحوكا مازحا، بشوشا، ثائرا، لا يتردد عن فعل شيء طلبته منه ولو كان فوق طاقته".

                  الصحفي "هيثم الشهاب" على اليميين بجوار الصحفي المختطف أيضا هشام اليوسفي

وتابع المشرع "الصحفي هيثم  يمتلك شخصية ايجابية مفعمة بالنشاط والحب والحياة، وكل جريمته انه يمارس الصحافة ويعارض الحوثيين لذا هو في سجونهم من أكثر من عاميين في ظروف إنسانية سيئة".

وقال واصفاً "الشهاب" في علاقته بكل من حوله من أصدقائه أنه "لا يكل ولا يمل من عمله الصحفي ويعمل بجهد مضاعف لمسابقة الزمن في صقل مهارته في مشواره مع مهنة الصحافة والذي لا يزال في البداية" مشيرا "أن عمله لم يشغله عن التواصل المستمر مع جميع أصدقاؤه".
 
1000 يوم اختطاف

منذ نحو 1000 يوم يقبع الصحفي "هيثم الشهاب" في سجون ميلشيات الحوثي وصالح حيث عملت خلال فترة الاختطاف على نقلة إلى عدة سجون مع زملاؤه المختطفين وإخفاءه في بعض الأوقات لأشهر دون أن يعرف أهلة عنه شيئا، وهو الآن في مقر سجن الأمن السياسي في العاصمة صنعاء.

وقال مصدر مقرب من الصحفي "هيثم الشهاب" إن الحوثيين يفرضون قيود معقدة على الزيارة للصحفيين في سجن الأمن السياسي ويمنعون أشياء كثيرة من دخولها للمختطفين تخصهم بشكل مباشر".

وذكر المصدر في حديث لـ"يمن شباب نت" طلب عدم ذكر اسمه "أنهم يمنعون الزيارة مابين الحين والآخر منذ اختطافهم وأحيانا يتم إخفاء مكان اختطافهم لعدة أشهر، ولا يعرفون عنهم شيء ويكونوا حينها يتعرضون للتعذيب".

وأفاد المصدر "أن الحوثيون يضعون الصحفيين المختطفين في زنازين منفردة وضيقة ويمارسون بحقهم تعذيب جسدي ونفسي بشكل متواصل، بالإضافة إلى جلسات التحقيق مابين الحين والآخر ومنعهم من العلاج".

ولا تزال ميلشيات الحوثي تختطف 12 صحفياً في العاصمة صنعاء وترفض الإفراج عنهم رغم المطالبات الكثيرة من قبل العديد من المنظمات الدولية، ويتهم الحوثيون المختطفون بالعمالة كتهمة كيدية لاستمرار إخفائهم وممارسة الانتهاكات بحقهم.


                        الصحفي "هيثم الشهاب" في إحدى المسيرات الإحتجاجية في العاصمة صنعاء

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر