مع بدء العام الدراسي الجديد..

مستقبل الطلاب في مهب الريح في ظل استمرار انقطاع رواتب المعلمين (تقرير)

[ اليونيسف أعلنت 4.5 مليون طفل يمني لن يعودا لمدارسهم ]

بعد إجازة طويلة انطلق العام الدراسي الجديد في أجواء لا تبعث الأمل والتأمل فالتحضيرات الرسمية غائبة والأسواق شبة خالية من مستلزمات الطلاب الدراسية السنوية والمعلمون يهددون بالإضراب والأهالي يخشون أن يمضي هذا العام كسابقه دون تحصيل علمي لأولادهم.
 
تسير العملية التعليمة في اليمن نحو المجهول في ظل الحرب وسيطرة سلطات الحوثيين التي تعتبر التعليم قضية هامشية لا تستحق الاهتمام إلا بما يخدمهم في محاولة تغيير المناهج لصالحهم حيث يمتنعون عن تسليم رواتب المعلمين منذ قرابة عام.
 
بداية تجلب التشاؤم

"أنور منصور" طالب في المرحلة الثانوية بدأ متشائم من العام الدراسي الجديد بعد حضوره خلال الأيام الماضية للمدرسة التي كانت شبة خالية من المدرسين والإداريين وكذالك الطلاب.

يقول انور في حديث لـ"يمن شباب نت " انه لا يوجد ملامح توحي بالاستعداد للعام الدراسي سواء من خلال تواجد المدرسين أو البدء بتسليم الكتب الدراسية حتى ولو مستخدمه.

وأضاف "لا يحمل العام اي جديد وهو كسابقه فمنذ انتقالي للمرحلة الثانوية لم اخرج بتحصيل علمي يؤهلني للدراسة الجامعية وأصبحنا نعتمد على الغش للنجاح والانتقال في المراحل المختلفة".
 

تهديدات بتوقف الدراسة

تتدهور حالات المدرسين نحو الأسوأ فمازالت أزمة عدم صرف المرتبات تلقي بضلالها على مناحي الحياة في ظل تهديدات بالإضراب وإغلاق المدارس مما قد يوقف العملية التعليمية في بلد يعيش الحرب منذ ثلاث سنين.

وفي هذا السياق قالت  المعلمة نادية الصبري أنها "تعيش ظروف معيشة صعبة  للغاية مع أسرتها بسبب انقطاع الراتب حيث تراكمت علينا الديون".

وأضافت في حديث لـ "يمن شباب نت" أنها اضطرت للعمل في مدرسة خاصة براتب زهيد يغطي الاحتياجات الأساسية، فيما زوجها الموظف في التربية أيضا يعمل في مهنة حرة منذ أشهر.
 
وأشارت ناديه "انه من الصعوبة أن تذهب للتدريس وهي لا تستطيع توفير تكلفة المواصلات في الوقت التي هي بحاجة للعمل لتوفير احتياجات أسرتها الضرورية لتستمر الحياة".

وذكرت "أنها استمرت العام الماضي في أداء مهمتها التعليمية رغم انقطاع الراتب على أمل أن تصرف رواتبهم ولكن دون جدوى فلم نجد سوى الوعود والمماطلة والتسويف".
 
التعليم للأغنياء فقط

لم يعد أمام أولياء أمور الطلاب أي خيارات لتعليم أبناءهم في ظل الوضع التي تعيشه البلاد وتدهور التعليم الحكومي الذي يكاد ينعدم تماما، في الوقت الذي تعمل المدارس الخاصة والتي تعد تكلفتها أكثر على المواطنين حيث تحولت إلى تجارة رابحة لمالكيها المستثمرين.

يقول أمين الغرباني "أن مستقبل أولاده في التعليم مجهول إلى حد الآن لا يعرف كيف يتجاوز هذه المشكلة بسبب الإهمال الكبير في المدارس الحكومية التي لم تعد تقدم أي فائدة للطلاب ".

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن لديه أربعة من الأبناء في الصفوف الأساسية وخلال السنوات الماضية لا يجد أي جديد يضاف إليهم في المدرسة حيث تمر غالبية الأيام بلا دراسة.

وأردف الغرباني  "أن المدارس الخاصة هي الحل الوحيد لكنها ليست إلا للأغنياء فقط ، أما أنا وأمثالي من غالبية الشعب لا نستطيع تحمل تكاليف الرسوم الكبيرة التي تفرضها تلك المدارس".
 
وضع كارثي

تبقى العملية التعليمية في اليمن مرهونه بتوقف الحرب وتوافق جميع الأطراف على  الاهتمام  بمستقبل الطلاب، من حيث توفير رواتب المعلمين الذين يعدون الشريحة الأهم، وإنقاذ التعليم من الوضع الكارثي الذي يعيشه.

وكانت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة للطفولة أعلنت 4.5 مليون طفل يمني قد لا يتمكنون من العودة لمدارسهم بسبب عدم صرف رواتب المعلمين منذ قرابة عام كامل.

ووفقا لتقرير تربوي "فإن توقف رواتب 70% من المعلمين منذ عشرة أشهر يهدد نحو 13 ألف مدرسة بالإغلاق أن 1400 مدرسة في عموم البلاد ظلت مغلقة العام الماضي بعد تضرر ثلثيها بشكل جزئي أو كلي".

وأشار التقرير "أن نحو ثلث المدارس استخدمت مواقعَ قتال أو لإيواء النازحين، وأن عدد الأطفال خارج المدرسة تجاوز ثلاثة ملايين طفل منذ بداية الحرب".
 

                           صورة أرشيفة لطلاب في ثانوية الكويت في العاصمة صنعاء 
دعوات للإضراب


أعلنت نقابة المهن التعليمية والتربوية أنها لا زالت متمسكة بموقفها الرافض للعمل ما لم تتم الاستجابة لمطالبها، ودعت المعلمين حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة إلى تنفيذ إضراب شامل.

ولا مؤشرات خلال الأسبوع الماضي  ببدء الطلاب عامهم الدراسي في مدارسهم، لكنهم بدأو بالتظاهرات والاحتجاجات وسط احتمالات فشل عودة ملايين التلاميذ إلى مدارسهم هذا العام، بسبب استمرار انقطاع رواتب المعلمين.

وفي وسط الصراع المستمر في البلاد لا يضيع مستقبل الأجيال القادمة في إهمال متعمد من قبل سلطات الأمر الواقع في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر