محللون: الحوثي طلب من صالح اعتزال العمل السياسي والعودة لسنحان

[ علي صالح وعبدالملك الحوثي ]

عزا محللون سياسيون إعلان الرئيس المخلوع توقفه عن الحضور في مناسبات العزاء والأفراح إلى إجباره من قبل الحوثيين الذين طلبوا منه تخفيف نشاطاته وظهوره الإعلامي، مستبعدين كليا دوافع النسيان والانشغال التي ساقها في تبريراته.
 
وفاجئ صالح أنصاره بحزب المؤتمر بإعلانه عبر صفحته على موقع فيسبوك، تفويض أمين عام حزبه عارف الزوكا لتمثيله في واجب التعازي والمشاركة بالمناسبات الاجتماعية لأعضاء وقيادات حزبه وحلفائه.

 
ولم يقدم صالح تبريرات مقنعة لقراره الذي وصف بمثابة اعتكاف وتواري إجباري عن المشهد، لكنه اكتفى بالقول إنه أقدم على ذلك" تجنّباً للإحراج الذي تُسببه حالات النسيان أحياناً أو الانشغال الكبير".
 
وكمؤشر على أن ما أعلنه خارج عن إرادته، ترجى" أن يقدّر الجميع دوافع هذا الإجراء".
 
طلب حوثي
 
ويُعتقد أن هذه الخطوة تنفيذ لما طلبه منه عبدالملك الحوثي الذي تحدث معه لأول مرة قبل يوم واحد عبر دائرة تلفزيونية وقِيل في الظاهر أنهما ناقشا " حل الخلافات وتعزيز الشراكة"، بحسب الصحفي المقرب من الرئيس المخلوع نبيل الصوفي الذي تبعه هو الآخر وأعلن اعتزاله الكتابة في السياسة بعد تهديده من قبل الحوثيين.
 
وفي هذا السياق، يقول د. عبدالوهاب الحميقاني، أمين عام حزب الرشاد، إن معلوماته تفيد بأن الحوثيين طلبوا من صالح ترك العمل السياسي لأمين عام حزبه والمغادرة إلى سنحان مسقط رأسه جنوب العاصمة صنعاء.

 
وأكد في منشور له عبر صفحته بالفيسبوك، أن الطلب كان قبل أسبوع وأن اتصال صالح وزعيم الحوثيين حسم هذا الأمر نهائيا.

 
حب الظهور
 
ويُعرف عن صالح البالغ من العمر 75 عاما، ولعه الشديد لحضور مثل هذه المناسبات ليس انطلاقا من دوافع إنسانية بالنظر إلى سيرته وتاريخه الحافل بالغدر والحقد والانتقام، وإنما لأهداف سياسية لكسب ولاءات أو للتنفيس عن حالة العزلة والتخفي التي يعيشها منذ بدء عاصفة الحزم في 26 مارس 2015.
 
وخلال فترة الحرب التي دخلت عامها الثالث شكّلت مثل هذه المناسبات فرصة لصالح للظهور الإعلامي للحديث وتوجيه رسائل تارة لتطمين أنصاره بأنه لا يزال لاعبا مؤثرا وتارة أخرى للخارج بأنه يتحرك ولا يخشى استهدافه على الرغم من أن التحالف لم يعلن يوما اعتزامه استهدافه شخصيا.
 
وكانت آخر مشاركة له بمناسبة عزاء، عندما حضر أواخر أغسطس الماضي، تشييع القيادي بحزبه خالد الرضي الذي قُتل على أيدي الحوثيين بصنعاء وفُسّرت حينها على أنها رد على أنباء وضعه قيد الإقامة الجبرية التي فرضها الحوثيون.
 
تفسيرات مختلفة

ويرى المحلل السياسي، باسم الحكيمي، أن هناك احتمالين لتفسير إعلان صالح الأول أن الحوثيين اشترطوا عليه تخفيف حضوره ونشاطاته والتزم بذلك عبر ما كتبه.
 
والتفسير الثاني بحسب ما كتبه الحكيمي بصفحته بالفيسبوك، أن صالح " مرتاب وقلق من شيء ما يدبر له لذلك قرر التواري عن الانظار  وبرر مسبقا حتى لا يحمل اختفائه على محامل مختلفة".
 
ومع ذلك، لم يستبعد أن يكون الهدف من إعلانه كسب تعاطف معين وإثارة التساؤلات حول دوافعه وتسليط جزء من الأضواء نحوه كما يحب ويفعل ذلك دائما.
 
أما المحلل السياسي محمد الغابري، فيقول إن قرار صالح استسلام غير معلن للحوثيين الذين قال إنهم عرفوا نقطة ضعفه وهي تجنبه المواجهة المباشرة واستغلوها لتقليص نفوذه تحت لافتة الحفاظ على الجبهة الداخلية ومواجهة التحالف.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر