عيدٌ سادسٌ في اليمنِ بلا مظاهر فرح (تقرير خاص )

[ مظاهرة محدودة للعيد باليمن ]

يقضي اليمنيون عيدهم السادس للعام الثالث على التوالي على وقع معارك في جبهات مختلفة من البلاد لتحريرها من قبضة مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية، بالتزامن مع وضع معيشي واقتصادي وصحي متدهور؛ وهو ما انعكس على مظاهره الاجتماعية.
 
قلة من المظاهر تشير إلى العيد في اليمن لا تتجاوز الملابس الجديدة والقليل من حاجيات العيد ؛ فالظروف القاهرة التي تمر بها اليمن السعيد لم يعد فيها العيد سعيد كما يراه الكثيرون.
 
تشرد وبُعد قسري
 
أصبح العيد بنظر الكثير من الأسر المُشردة بفعل الحرب لها ليست إلا ذكرى ؛ كما هو حال الناشطين والصحفيين الذي تركوا أُسرهم والعيش في مناطق محاصره و محررة تكثر فيها الظروف النفسية والمعيشة الصعبة.
 
الإعلامي ،عبدالرحمن الشوافي، الذي يعيش منذ ثلاثة أعوام داخل مدينة تعز بعيداً عن أهله، يقول لـ"يمن شباب نت " إن سعادة العيد لا تقاس إلا بالأجواء الأسرية التي يعيشها الناس مع ذويهم وأهاليهم وأقاربهم في اجواء يغلب عليها الزخم الاجتماعي الأسري"، مُشيراً أن حصار المليشيات أجبرته على العيش في غربة داخليه.
 
ويَعتبر الشوافي العيش في مدينة محاصرة منذ ثلاثة أعوام دون زيارة الوالدين والأهل والأقارب " إرهاب وتعذيب نفسي ، جريمة ليست غريبة على مليشيا تمارس كل أنواع و أشكال الإرهاب".
 
لكن ما يجعله يصبر على هذه المعاناة و البعد القسري عن أسرته هو "المقاومة والانتصار للمبادئ و القضية".
 
وضع معيشي صعب 
 
التربوي ،عبدالحكيم أحمد، يلفت إلى أن عيد الأضحى هذا العام أتى محملاً بالوضع الاقتصادي المتدهور و ارتفاع الاسعار وانقطاع مرتبات الموظفين وغيرها من المنغصات الناتجة عن الظروف الاستثنائية التي يعيشها اليمنيين.
 
وفي حديثه لـ"يمن شباب نت "يرى عبدالحكيم أن كل تلك المنغصات جردت العيد من الفرح والسرور ؛ الأمر الذي جعل الكثير من اليمنيين يعتبرونه مجرد يوم من الأيام.
 
وأضاف: كل تلك الاسباب ساهمت في غياب مظاهر العيد، لا المتنزهات ولا الحدائق حاضرة إلى رحلات العائلات و صخب الأطفال الذين اتخذوا من الحارات والأزقة ملاعب بعد أن أصبحت الأحياء السكنية عرضة للقصف العشوائي من قبل المليشيات.

تأثير على العادات

أما زميله ،عارف المحمدي، يرى أن العلاقات الاجتماعية تأثرت و تغيرت بشكل واضح نتيجة سوء الأوضاع المعيشية عند اليمنيين؛ الأمر الذي أدى إلى تهرب بعض الناس من زيارة بعض الأقارب والأرحام؛ ويكتفون بإرسال التهاني والتبريكات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من ذلك بالاتصالات الهاتفية والزيارات المباشرة.
 
يفسر ،المحمدي، ذلك التهرب بعدم توفر المال الذي يقدمونه هدايا عند الزيارة أو ما يعرف بـ"العواده أو العيدية وهو دفع الرجال للأهل والأقارب والأطفال مبالغ مالية".
 
ويبقى العيد الحقيقي بالنسبة لهما ولعامة اليمنيين، هو انتهاء الحرب و دحر الانقلاب و تحسين أوضاع الناس و محاسبة أطراف الانقلاب الذين يقفون خلف كل الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق اليمنيين وسلبوهم فرحة العيد ، وتسببوا بدمار وخراب البلاد.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر