"يمن شباب نت" ينشر ترجمة كاملة لتقرير "ميدل إيست آي" المقتبس من البريد المسرب للسفير الإماراتي بواشنطن حول اليمن

 
عنوان التقرير:
حصري: رسائل البريد الألكتروني المسربة تكشف: ولي العهد السعودي يريد الخروج من حرب اليمن

يقول مسؤول اميركي إن محمد بن سلمان قال له انه يريد انهاء النزاع، وانه لم يكن لديه مانع من تقارب واشنطن مع إيران، العدو اللدود [للسعودية]

كلايتون سويشر
ديفيد هيرست
 
اعترف محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لمسؤولين اميركيين سابقين بأنه "يريد الخروج" من الحرب الشرسة التي اندلعت في اليمن منذ سنتين، واضاف أنه "لا يمانع" انخراط واشنطن مع عدوته اللدودة إيران، وفقا لرسائل البريد الإلكتروني المسربة (للسفير الإماراتي بواشنطن) التي حصل عليها ميدل إيست آي.

وكشف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان -البالغ من العمر 31 عاما - عن نواياه للسفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل "مارتن إنديك"، ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق "ستيفن هادلي"، قبل شهر واحد على الأقل من اتهام المملكة لقطر بتقويض حملتها في اليمن والتواطؤ مع إيران.

وقد قُتل أكثر من 10 الاف شخص، وأصيب 40 الف اخرين في الحرب في اليمن، منذ أن شن بن سلمان حملته عاصفة الحزم لاستعادة البلاد من سيطرة الحوثيين.
ويعاني اليمن من تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب 500،000 شخص. ويحتاج ثلثي سكانها -أكثر من 18 مليون شخص -إلى المساعدة الإنسانية ويعاني أكثر من سبعة ملايين من سوء التغذية.

تفاصيل اللقاء تضمنتها رسائل إلكترونية تبادلية بين إنديك، ويوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، والتي حصلت عليها مجموعة حملة جلوبال لييكس (GlobalLeaks).

وكان إنديك وعتيبة يناقشان "برجماتية" الأمير السعودي، وانحرافه عن المواقف العامة التي تتبناها المملكة.

في العاشرة من صباح يوم الـ 20 أبريل /نيسان، كتب العتيبة: "في بعض الأحيان يتعين على وزراء الخارجية أن يرفعوا السقف قليلا إلى الأعلى. وأعتقد أن محمد بن سلمان أكثر برجماتية مما نسمعه (هكذا) من المواقف العامة السعودية".

 
وردا على تلك الرسالة، عاد إنديك بعد 27 دقيقة، وكتب: "أتفق معك على ذلك، لقد كان [محمد بن سلمان] واضحا تماما مع ستيف هادلي ومعي، أنه يريد الخروج من اليمن، وأنه ليس لديه مشكلة مع التقارب الأمريكي مع إيران طالما يتم تنسيقها مسبقا والأهداف واضحة".

ورد العتيبة عليه: "لا أعتقد أننا سنرى على الإطلاق زعيما أكثر براغماتية في هذا البلد. وذلك ما يجعل من العمل معه أمرا مهما للغاية، وسيحقق معظم النتائج التي ما كنا نستطيع الحصول عليها من السعودية".

"نحن نبذل قصارى جهدنا للقيام بذلك". رد إنديك، الذي ومن خلال مسيرته الوظيفية قد يكون ميالا أكثر لمناصرة السياسات المؤيدة لإسرائيل بدلا من السعودية.

رسائل البريد الإلكتروني التي تمتد على مدى سنوات عديدة تظهر أن العتيبة كان يظهر تقديرا عاليا لإنديك، الذي بدأ إشراكه في العمل منذ الاجتماع الذي عقد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، من أجل أن "يعطيه بعض التفصيل الدقيقة حول أبناء العمومة"- في إشارة إلى إسرائيل.

 
هادي على الحبال 
إن شكوك بن سلمان حول عاصفة الحزم من شأنها أن تزيد من تقويض مكانة الرئيس اليمني المنفي خارج البلاد عبد ربه منصور هادي، الذي باسمه أطلقت الحملة بقيادة السعودية.

وبحسب تقرير لـ"ميدل إيست آي"، فإن هادي كان قد دخل في شجار مع بن زايد، الذي يقوم بدعم قوات يمنية ندة (لهادي) تسيطر على مطار عدن. وكان هادي قد اتهم بن زايد بالتصرف كمحتل في اليمن. وحاليا يعيش هادي في الرياض.

وتكشف الرسائل الإلكترونية للعتيبة أيضا، أنه في أوائل أبريل/ نيسان 2015، تعاملت الإمارات مع الدكتاتور اليمني السابق علي عبد الله صالح على أنه فقط مجرد "عنصر هدام" في الصراع اليمني، في مقابل الحوثيين الذين صنفتهم الإمارات بشكل علني على أنهم "تهديد استراتيجي".

جاء ذلك، في تبادل رسائل بريد إلكتروني خاصة مع نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق "مايكل موريل"، حيث بحثوا في إحدى تلك الرسائل الالكترونية، آخر تشارك للمعلومات الاستخباراتية بين وزير (الدولة للشئون) الخارجية الإماراتي "أنور قرقاش"، والسفيرة الأمريكية لدى الإمارات العربية المتحدة "بربارة لييف".

وفي لقاء مع "لييف"، قال قراقاش إن هدفهم هو إبعاد صالح عن دعم الحوثيين، وتشجيع الانقسامات داخل حزبه، المؤتمر الشعبي العام.

ووفقا لموجز محضر الاجتماع، شدد قرقاش "على أهمية التفريق بين الحوثيين كتهديد استراتيجي، وصالح الذي هو في الأساس "عنصر تخريبي" لا يفرض تهديدا استراتيجيا".
وأكد قرقاش على "أهمية العمل على إبعاد صالح عن الحوثيين كخطوة أولى، ودعم الانقسامات داخل حزب المؤتمر الشعبي العام وصالح في النهاية".

وقالت "لييف" إن صالح كان "يحاول بشكل يائس التحدث مع الولايات المتحدة والبدء بالتفاوض"، لكن الولايات المتحدة لم تكن تثق به، واعتقد انه كان غير جديرا بالثقة.

"ومن ناحية أخرى، استفسرت [السفيرة الأمريكية] عن أموال صالح في الإمارات، مشيرة إلى أنه في اجتماعها الأخير مع [المسؤول الأمني] علي بن حمد الشامسي، قيل لها إن ابنه ما زال ... في الإمارات العربية المتحدة ولا يسمح له بالمغادرة إلى اليمن".
 
طموح عالي لأسبرطة الصغيرة
كان العتيبة واضحا في المراسلات الخاصة بشأن طموح بلاده لقيادة المنطقة في حين أن الانقسامات تتصاعد داخل مجلس التعاون الخليجي.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني مع إليوت أبرامز، وهو مسؤول أمريكي سابق مشهور بتبني آراء المحافظين الجدد حول إسرائيل، ولم يعترض السفير [الإماراتي] عندما كتب أبرامز: "جيز، الهيمنة الجديدة! الإمبريالية الإماراتية، حسنا إذا كانت الولايات المتحدة لم تقم بذلك، فإن شخصا ما ينبغي عليه أن يقبض على الأمور معنا لفترة من الوقت". (ملاحظة: كلمة جيز- Jeez: تقال للاستغراب والدهشة أو الانزعاج الخفيف)

وعليه يرد العتيبة بالقول: "نعم، كيف نجرؤ نحن! بكل صدق لم يكن هناك الكثير من الخيارات، ونحن صعدنا فقط بعد أن اختارت بلدك التنحي".

ويتذمر أبرامز من أن ذلك كان "سيء للغاية لأنك لا تحصل على المساعدة التي تستحقها" من الولايات المتحدة وقطر والسعودية. ويضيف العتيبة: "أو عمان أو تركيا".
غير أن العتيبة كان واضحا بشكل قاسِ حول من الذي يفكر في مقعد القيادة، عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الإماراتية السعودية.

ورد العتيبة على أبرامز: "أعتقد أننا على المدى الطويل قد يكون لنا تأثير جيد على المملكة العربية السعودية، على الأقل مع بعض الناس هناك".

وتابع العتيبة، مؤتمنا محدثه على سر: "إن علاقتنا معهم تستند إلى عمق استراتيجي ومصالح مشتركة، والأهم من ذلك أكثر هو الأمل في أن نتمكن من التأثير عليهم، وليس العكس".


تم التواصل مع "إنديك" وعُرض عليه مضمون مادة البريد الإلكتروني الذي تبادله مع العتيبة. ورفض التعليق.
ولم يرد العتيبة على طلب "ميدل إيست آي". وقال هادلي "لا يمكنني التعليق على ما كان عبارة عن محادثة خاصة".

- المصدر الرئيسي للتقرير: Middle East Eye
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر