زارا الرياض مؤخرا والتقيا بالرئيس هادي ومسئولين يمنيين كبار

باحثان أمريكيان يقدمان توصيات جديدة لإدارة ترامب لكيفية التعامل مع أزمة اليمن

[ الصورة للباحثين الأمريكيين خلال لقائهما الرئيس هادي بالرياض - المصدر: (Just security) ]

قدم باحثان أمريكيان رفيعان، عملا في السابق كمسئولين دبلوماسين بارزين للإدارة الأمريكية في اليمن، توصيات جديدة لإدارة ترامب للتعامل مع الأزمة اليمنية.

وشملت تلك التوصيات، مجموعة من الخيارات التي يعتقد الباحثان أن من شأن العمل عليها أن يؤدي إلى إنهاء الحرب عبر عملية سياسية تضمن مصالح جميع الأطراف في اليمن وأمن دول الجوار.

والباحثان هما: ستيفن سيش، السفير الأمريكي السابق لدى اليمن (2007-2010)، ويعمل حاليا نائبا للرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربي ومقره واشنطن،؛ وإريك بيلوفسكي، الذي شغل منصب مساعد خاص للرئيس الأمريكي والمدير الأقدم لشؤون شمال أفريقيا واليمن حتى أواخر يناير 2017، ويعمل حاليا باحث في برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط.

وجاءت التوصيات في مقال مشترك كتبه الباحثان تحت عنوان" اليمن: وجهة النظر من الرياض"، ونشراه في وقت متأخر من مساء يوم أمس الأحد على موقع (Just security) - الأمن فقط- الذي يُعنى بالتحليل الدقيق لقوانين وسياسات الأمن القومي الأمريكي ويساعد صناع القرار على تقديم حلول مبدئية وبرغماتية للمشاكل التي تواجه الأمن القومي.

وتوصل كاتبا المقال – الذي ترجم موقع "يمن شباب نت" أبرز ما جاء فيه – إلى تلك الاستنتاجات والتوصيات عقب زيارتهما يوم 14 يوليو الجاري إلى الرياض ولقائهما مسؤولين في السلطة الشرعية اليمنية في مقدمتهم الرئيس عبدربه منصور هادي ومسؤولين سعوديين لم يذكروا أسمائهم.

تفاصيل لقاءات الرياض

في بداية المقال تحدث المسؤولان عن انطباعهم النهائي لما خرجا به من اللقاءات التي أجرياها في الرياض مع مسئولين يمنيين كبار، على رأسهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. حيث خلص الباحثان إلى استنتاج يفيد بأن تلك الإجتماعات كشفت لهم عن أمل ضعيف في أن تكون الحرب اليمنية المستمرة منذ عامين ونصف وتسببت بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، قد شارفت على نهايتها. إلا أن تلك اللقاءات قد أظهرت مواضيع قد يكون من المفيد معرفتها للإدارة الأمريكية المحتارة في خياراتها المتصارعة حول اليمن، للسعي نحو إنهاء هذه الحرب المربكة.  

وفي هذا السياق، أكد الباحثان على أن جميع من التقوا بهما اتفقوا على أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الحرب، لكن في الوقت ذاته لمسوا منهم تصميما" على مواصلة القتال، بحجة أن هناك حاجة إلى ضغط عسكري متواصل لإعادة المتمردين الحوثيين إلى طاولة المفاوضات".  

وقد شرح المسؤولون اليمنيون – وفق ما جاء في المقال – عملية تقدم قوات الجيش والمقاومة بمحافظة تعز وفي جنوبها الغربي بالمخا على البحر الأحمر، بالإضافة إلى نهم شرق صنعاء وميدي باتجاه الحديدة.

وفيما يتعلق بتقييمها لتحالف الحوثي وصالح، أكد الباحثان أن المتحالفان (الحوثي وصالح) يعيشان صراعا داخليا، وأن لقاءاتهما في الرياض تناولت ذلك وخلص المجتمعون على أن "صالح هو في أضعف نقطة له حتى الآن في هذا الصراع، وأن وحدات الجيش التي كانت موالية له قد انشقت عنه إلى الحوثيين". ومع ذلك، يبدو صالح غير قادر على العمل ضد الحوثيين أو الخروج من التحالف. وهو ما زال مدعوما لضمان استمرار نفوذ عائلته في الحياة السياسية في اليمن، وفقا لما كتبه الباحثان في مقالتهما المشتركة.

وأضافا أن المسؤولون اليمنيون والسعوديون أرجعوا عقبة إنهاء الحرب عبر المشاورات إلى عدم جدية الحوثيون في المشاركة بمشاورات حقيقية بسبب ارتباطهما بإيران.

توصيات لصانع القرار الأمريكي

وخلص المسئولان الدبلوماسيان الأمريكيان السابقان إلى عدة توصيات لاستئناف عملية السلام، أهمها:-

أولا إعادة تنشيط عملية الوساطة في الأمم المتحدة. وتركز الأمم المتحدة على خطة لقيام طرف ثالث محايد بتشغيل ميناء الحديدة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى عملية سلام أوسع وأكثر حيوية من قبل الأمم المتحدة، وهي عملية تستفيد من المشاركة النشطة لأكبر عدد ممكن من الدول مع القدرة على التأثير على أطراف النزاع.

وفي هذا الصدد، تحتاج الولايات المتحدة إلى النظر إلى اليمن على أنها أكثر من كونها ببساطة مجرد مسرح يمكن فيه شن حملاتها ضد إيران ومكافحة الإرهاب. ويجب أن تحمل إدارة ترامب شعورا بالحاجة الملحة إلى الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.

الخطوات الاخيرة لمجلس النواب الأمريكي للحد من الدعم العسكري الأمريكي للحرب تشير الى قلق متزايد حول اثرها الانسانى، وتعزز الحاجة الى دبلوماسية امريكية فعالة. وهذا يمكن أن يشمل المزيد من البحث عن صفقة تسرع تفكك التحالف الحوثي-صالح من خلال أصول الحكم الدبلوماسية.

ثانيا زيادة الضغط على الحوثيين. هناك ضغوط سياسية وعسكرية إضافية على الحوثيين والقوات الموالية لصالح. ومع ذلك، يجب توجيه الجهود العسكرية ضد أهداف تقلل إلى أدنى حد من المخاطر الإنسانية التي يتعرض لها السكان المدنيون (على سبيل المثال: ليست الحديدة أو صنعاء). وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي بذل المزيد من الجهود التي تستهدف منع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، ولكن يجب أن لا تعيق العمليات البحرية للتحالف بقيادة السعودية، تدفق المساعدات الإنسانية.

ثالثا: تحديد معالم واضحة لصفقة السلام. إن الإجماع يتزايد في صالح ال?من الموحد بشكل كبير، وتعزز التطورات الجارية في الجنوب فقط هذا الاحتمال. وقد يوفر هذا فرصة لتقديم الحوثيين المزيد من الشروط التعجيزية في أي اتفاق سلام، بما في ذلك المطالبة بقدر أكبر من الحكم الذاتي في شمال اليمن، والأشتراك في الرقابة مع الأمم المتحدة على سيطرة الحوثيون على ميناء ميدي على البحر الأحمر.

وفي الأخير، نوه الباحثان إلى أن الشعب اليمني، في الوقت الراهن، يعتبر "رهن الإحتجاز لدى القادة الذين تخلوا عن مسؤولياتهم. وهم مهددون بالعنف والمجاعة والكوليرا".

وأختتما بالتأكيد على ان "
عدم الاستقرار يهدد جيران اليمن، وفي العديد من النواحي، مصالح الأمن القومي الأمريكي أيضا. لقد آن الأوان أن تضغط جميع الأطراف من أجل السلام بنفس التصميم الذي جلبته لشن الحرب".
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر