"عمر" طفل أصابه المتمردون بتعز وقتله الإهمال الحكومي

 

"عمر" تارة يستنجد بأمهِ وتارةَ أخرى بجدِته بادلته إحداهما بمسحةِ متواصلةِ على الرأس لكن تقاسيَم وجههِ وما يمر به من أوجاع تشيرُ الى أن كلَ ما تفٌعله جدتٌه  لا يغني ولا يسمن من جوع، بلا شك  هي تعلمُ ذلك .. لكن لاشيءَ أمامَها سوى ذاك.

 

عمرٌ هو الأخر لا يعلمٌ لما  استهدفته مليشيا الانقلاب وما الذنب الذي اقترفه  ليجازي بكلِ هذا الجرم ..  لكنَه أن نجي سيعلم لاحقاً بما لا يدع مجالا للشكِ  أن تلك العصابة انقلبت على الدولةِ وتوحشت وشنت حرباً على مدينتهِ تعز وأهلكت الأخضرَ واليابس ولم تستثني حتى الطفولة.

 

معركةُ عمر  ليست مع مليشيا التمرد فحسب بلا تلقى طعنةَ من الخلفِ هذه المرة من الشرعيةِ مستشفياتٌ بلا إمكانيات أنهكهَا الحصار وزادَ من تدهورهِا الإهمالٌ واللامبالاةُ من الجانبِ الحكومي .

 

وبالرغُمِ مما يعانِيه عمر من خروجِ أمعِاءه وأحشاءهِ  جراءَ الإصابة لا حلَ بيدِ أسرته سوى حِمِله بطرقِ بدائية وهي المتاحةٌ أمامهَم والتنقلٌ  من مستشفى الى أخرِ بحثاً عن الحياة ، التنقل في أروقة بقاياِ مستشفياتِ كأنهَ عمل عبثي، لكن  المضطرَ لا خيارَ لديه  سواه وإن كان  العبثٌ على حسابِ طفله.

 

 

محطة أخرى من المعاناة  لاشيءَ بيد الأطباء  يفعلوَه أيضاً سوى النصيحةِ بنقلهِ مباشرة إلى غرفةِ العمليات فحالهُ الطفل حرجة، مابينَ الطوارئ والعمليات مراحلُ كالتي مرت عليهم مابين المستشفيين بل زادَ الحَملٌ وتعددت المطبات.

 

وصل عمر وأدخل غرفةَ العمليات جدتهٌ في زاويةِ ما من المبنى تدعو سراً و كأنَ عجلةُ الزمن توقفت للحظاتِ أمامِ عينيها، لكن الأطباءَ لا يحملونَ هماً كذاك الذي تحُمله الجدة فالوضعٌ أمامَ العملياتِ يقولُ ذلك.

 

ملامح  لا تفهم  أهي استراحة أم استسلام  المهمٌ أجريت العملياتُ اللازمة لعمرِ أو قل  بعَضَها وهاهو في غرفةِ العنايةِ المركزة، يومان  فقط  ضلَ على هذا الوضع ، أبلغنا بعدها  بأن عمرَ غادرَ المشفى في ساعاتِ متأخرةِ من الليل وقد سكنت حواُسه.

 

غٌيبَ عمر وأفل نجمه ولم يتبقى من أثاره سوى شهادة وفاة  وثيقة  تحكي فصولاً كثيرة بدأ من وضع وصحي متدهور واستمرارا لقبح جرائم المتمردين

 

لمشاهدة التقرير للزميل أمين دبوان من مدينة تعز:-


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر