هل يسمح للطيار بالنوم خلال رحلة الطيران؟ 

غالباً ما يعمل الطيارون لساعات طويلة وفي أوقات مختلفة من النهار والليل، لذا يجب عليهم أن يكونوا مرتاحين للقيام بعملهم بشكل صحيح، ولكن في الوقت ذاته هناك رحلات جوية طويلة تستغرق أكثر من 10 ساعات متتالية وقد تصل إلى 17 ساعة، ليأتينا السؤال الجوهري هنا: هل يسمح للطيار بالنوم خلال الطيران؟ 

  

هل يسمح للطيار بالنوم خلال الطيران؟

الجواب بكل بساطة هو: نعم، يسمح للطيارين بالنوم في أثناء الرحلة ولكن وفقاً لقواعد صارمة تتحكم بهذه الممارسة، وغالباً ما تكون هذه الخطوة متخذة فقط في الرحلات الطويلة، ولكن أحياناً يسمح بالنوم في الرحلات القصيرة؛ لتجنب آثار التعب. 
 

ما قواعد نوم الطيارين في أثناء الطيران؟

التعب ظاهرة طبيعية نشعر بها جميعاً، ولذلك فإنه من الطبيعي أن نأخذ استراحات متقطعة في أثناء عملنا، وهو أمرٌ طبيعي أيضاً لدى الطيار الذي يُسمح له بالنوم وفقاً لإجراء يُطلق عليه اسم "الراحة الخاضعة للرقابة" والتي تحكمها عدة قواعد؛ للتأكد من أن غفوة سريعة لا تعرّض سلامة الرحلة للخطر، وفقاً لما ذكره موقع Flight Deck Friend المختصص بنشر المعلومات الخاصة بالقيادة والطيران. 
 

القاعدة الأولى: إحدى تلك القواعد هي أن يستريح كابتن الطائرة خلال فترة "الرحلة البحرية"، التي يُشار إليها بفترة انخفاض عبء العمل والتي تكون الطائرة فيها تسير بشكل مستقيم لمئات الأميال وتتطلب الحد الأدنى من الجهد للحفاظ عليها. 

علاوة على أن الطائرة فيها تكون على ارتفاع عالٍ، مما يعني أن هناك وقتاً للرد والاستيقاظ في حالة حدوث حالة طوارئ، وبالتالي فإنها الفترة التي يُسمح للطيار بأخذ قسط من الراحة فيها. 

القاعدة الثانية: هي عدم السماح للطيار بأخذ استراحة في الساعة التي تسبق الهبوط، والسبب في ذلك هو أنه يجب أن يكون لديهم ما يكفي من الوقت "للاستيقاظ" بشكل كامل، وعدم الشعور بالترنح في أثناء الاقتراب من المطار والهبوط. 

القاعدة الثالثة: هي أنّ على الطيار الذي يحتاج إلى "راحة خاضعة للرقابة" أن يسأل مساعده في الطائرة عما إذا كان يتمتع براحة جيدة، فمن غير السليم أن يغفو الطيار ويستيقظ ليكتشف أن مساعده قد انحرف عن طريق الخطأ بسبب التعب. 

القاعدة الرابعة: هي إبلاغ طاقم الطائرة بضرورة عدم إزعاج طاقم قمرة القيادة في الأمور غير الضرورية، من أجل عدم إزعاج الطيار ومنعه من الاستيقاظ في أثناء محاولته أخذ قسط من الراحة. 

القاعدة الخامسة: هي لحماية كلا الطيارين من الاحتمال الضئيل لنومهما معاً، لذلك يقوم الطيار المستيقظ بإجراء مكالمات منتظمة على نظام الهاتف الداخلي كل 10 دقائق مع الطاقم خارج قمرة القيادة، وذلك لإبلاغهم بأنه مازال مستيقظاً، وفي حال لم يتلق الطاقم الخارجي مكالمة في غضون ذلك الوقت فإنهم سيذهبون للقمرة؛ للتأكد من أنّ الطيار المساعد مستيقظ.  

القاعدة السادسة: متعلقة بمقدار الوقت الذي يسمح فيه للطيار بالنوم، وهي 40 دقيقة كحد أقصى؛ لضمان ألا يصل إلى مرحلة "النوم العميق" التي سيعاني بعدها من صعوبة الاستيقاظ السريع، لذلك فإن القيلولة السريعة تهدف إلى الراحة الخاضعة للرقابة، وليس النوم المستمر. 

القاعدة السابعة: الراحة الخاضعة للرقابة مسموح بها فقط على الطائرات متعددة الطيارين. 

القاعدة الثامنة: يقوم معظم الطيارين "بإيجاز" بعضهم بعضاً قبل أخذ قسط من الراحة، سيتضمن الملخص النقاط ذات الصلة التي يحتاج الطيار الآخر إلى معرفتها، وقد يشمل ذلك الاتجاهَ الذي يجب الالتفاف إليه إذا كانت هناك حالة طوارئ، وقد تتضمن أشياء أخرى مثل أقرب مطارات التحويل في الطريق أو أي طقس متوقع. 

القاعدة التاسعة: إذا كان الطيار سينام على مقعده فعليه تحريك مقعده بعيداً عن أدوات التحكم؛ لضمان عدم حدوث أي تدخل مفاجئ غير مقصود من خلال قدميه أو يديه. 

القاعدة العاشرة: بمجرد استيقاظ الطيار في أثناء الراحة، يجب عليه تجنب تشغيل عناصر التحكم لفترة زمنية محددة؛ للتأكد من أنه استيقظ تماماً وأنه في حالة تأهب. 
 

أين ينام الطيارون؟

وفقاً لما ذكرته مدونة AirportNerd المتخصصة بأخبار الطيران والمطارات، يميل الطيارون على الطائرات قصيرة ومتوسطة المدى إلى النوم في مقاعدهم، عند أدوات التحكم. 

  

أما في الطائرات طويلة المدى فلديهم خياران:

1- يمكن لعضو طاقم الرحلة المستريح استخدام المقعد الثالث في سطح الطائرة. 

2- أو بدلاً من ذلك، تحتوي بعض الطائرات الكبيرة جداً على منطقة راحة للطاقم. 

تختلف مناطق استراحة الطاقم من حيث الجودة، فبعضها مخصص للاستلقاء على السرير يقع في مقصورة بالجزء الخلفي من الطائرة، وبعض شركات الطيران تطوق منطقة من المقصورة ليرتاح الطاقم. 
 

ما الفرق بين الراحة الخاضعة للرقابة والراحة بطابقين؟

كما تحدثنا مسبقاً فإن الحديث السابق ينطبق على الراحة الخاضعة للرقابة، ولكن هناك أيضاً فترة نوم أخرى تسمى "الراحة بطابقين" وهما تختلفان من عدة نواحٍ. 

بشكل عام، تشير "الراحة الخاضعة للرقابة" إلى قيلولة مرتجلة يستخدمها الطيار لتقليل التعب، أما "استراحة الطابقين" فيتم التخطيط لها بشكل عام مسبقاً قبل الرحلة. 

وتستخدم استراحة الطابقين في أثناء الرحلات الطويلة جداً والتي يتألف طاقم الطائرة فيها من 4 طيارين. 

وبالتالي تبدأ الرحلة بقبطان ومساعده، بينما يكون الطياران الآخران في منطقة الاستراحة المخصصة لهما، وبعد فترة زمنية معينة، سيتبدل الطاقم، سيأتي الطياران اللذان كانا يستريحان إلى سطح الطائرة مرتاحين لتولي الرحلة، بينما سيعود الطياران السابقان الآن للحصول على نصيبهما من "الراحة بالطابقين". 


(عربي بوست)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر