لماذا طلب "الفيفا" وقف بث صور حسناوات المونديال على شاشات التلفزيون؟

دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الخميس 12 يوليو/تموز 2018، إلى التوقف عن بث صور «المشجعات الحسناوات» في أثناء مونديال كأس العالم على شاشات التلفاز؛ للحد من القضايا المرتبطة بالتحرش الجنسي.
 
وقال فيدريكو أديتشي، مدير شؤون التنوع والاستدامة في «الفيفا»، إن «الاتحاد سيطلب من محطات البث المحلية وفرق الإنتاج التلفزيوني التابعة لها، عدم بث مثل تلك الصور واللقطات خلال المباريات القادمة»، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».
 
من جهته، أوضح بيارا بوار المدير التنفيذي لـ»شبكة مناهضة العنصرية في كرة القدم بأوروبا»، أن «العنصرية دائماً كانت المشكلة التي تتردد كثيراً في أثناء مباريات المونديال».
 
غير أنه أشار إلى أن «قضايا ذات صلة بالتحرش الجنسي هي الأكثر تردداً في مونديال روسيا». وتابع: «معاملة الطواقم الإعلامية من النساء والمشجعات كانت أكثر الأمور التي أثارت النقاش حولها».
 
كما نقلت الوكالة الأميركية عن خبراء (لم تسمهم) القول، إن «أحداث التمييز الجنسي والتحرش» في مدرجات المشجعين باتت أكثر خطورة من العنصرية.
 
300 حالة «تحرش» شوَّهت صورة المونديال
 
وقال بيار بوار رئيس منظمة «كرة القدم ضد العنصرية»، إن نحو 300 حالة من أعمال التحرش والمضايقات في الشوارع شوَّهت الصورة الإيجابية لبطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً بروسيا.

وأوضح بوار أن الضحايا شملوا روسيات تعرضن لتحرش جنسي من المشجعين ومراسِلات تلفزيونيات واجهن مضايقات في أثناء البث.
وأضاف بوار للصحافيين: «لقد كانت تجربة إيجابية إلى حد بعيد، ولم يكن هناك قدر كبير من الوقائع من النوع الذي توقعناه» في إشارة إلى المخاوف من العنصرية ورهاب المثليين التي سادت قبل البطولة.

 وتابع قائلاً: «لقد رصدنا 30 حالة ارتكب فيها مشجعون أعمالاً تنطوي على تحرش ومضايقات في الشوارع، وهذا بوضوحٍ تقديرٌ مخففٌ؛ لأن الرقم الحقيقي ربما أكثر 10 مرات».
 
 وأفاد بوقوع نحو 30 حالة تعرضت خلالها مراسِلات لمضايقات على الهواء.
 
حالات تحرش «مروعة»

فقد شهدت كأس العالم، المقامة حالياً في روسيا، مشاركة إعلامية نسوية غير مسبوقة، مما يوحي بحدوث تقدُّم على صعيد النوع الاجتماعي، لكن هذا الأمر لم يبرز كثيراً؛ بسبب طغيان أخبار التحرش الجنسي في المونديال.
 
وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن مونديال روسيا شهد حوادث تحرش «مروعة» طالت مشجعات وصحافيات وغيرهن في روسيا، بصورة تفوق أي نسخة سابقة من البطولة.
 
 وكان من المفترض أن يشكل مونديال روسيا لحظة فارقة بالنسبة للنساء في الرياضة، فهذه هي المرة الأولى التي ترسل فيه محطات تلفزيونية بريطانية مذيعاتٍ ومراسِلاتٍ إلى كأس العالم، مما اعتُبر انتصار للمساواة بين الجنسين في التغطية الرياضية، لكن يبدو أن النساء لم يكنَّ سعداء بهذا «الانتصار».
 
واستعرضت الصحيفة البريطانية حوادث التحرش بالمونديال، التي بدأت في يومه الأول مع انتشار مقطع فيديو يهين فيه مشجعون برازيليون امرأة روسية؛ إذ كانوا «يعلمونها» ترديد كلمات نابية بلغة لا تفهمها.
 
وتكرر الأمر مع سيدة أخرى، عندما طلب مشجعون لمنتخب كوستاريكا من سيدة روسية المشارَكة في أغنية بالإسبانية فيها كلمات بذيئة، وحاول مشجع كولومبي إجبار مشجعتين يابانيتين على قول كلمات لا أخلاقية.
 
وحتى الصحفيات لم يَسلمن من ذلك
 
أما حال الصحافيات فقد كان أسوأ؛ إذ كان التحرش الجنسي بحقهن جسدياً، حين حاول شخص تقبيل المراسِلة الرياضية البرازيلية جوليا غيمارايش عنوة، لكنها تصدَّت له قائلة: «لا تفعل ذلك. لن أسمح لك بفعل ذلك. مطلقاً».

أما مالين وهالبرغ، فهي مراسِلة تلفزيونية سويدية تعرضت هي الأخرى لقُبلات مباغتة من مشجع، في حين كانت تتحدث على الهواء مباشرة، وحاولت الاستمرار في عملها، لكن الإحراج بدا واضحاً عليها.
 
ولم تكن مراسِلة تلفزيون «دويتشه فيله» الألماني أفضل حالاً؛ إذ أمسك بها رجل وطبع قُبلة على وجهها عنوة ووضع يده على جسدها، وقالت جوليث جونزاليس ثيران بعدما تعرضت للتحرش: «نحن لا نستحق أن يحصل معنا هذا!».
 
وطال التحرش أيضاً مديرة المراسلين الرياضيين في صحيفة «الغارديان»، مارثا كيلنر، التي قالت إنها تعرضت لمحاولة تحرش وسرقة في حين كانت تتناول عشاءها بموسكو، كما حدث ذلك مرات عدة حينما كانت عائدة إلى مقر إقامتها.
 
 
المصدر: عربي بوست

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر