إدمان المواد الأفيونية يقتل يوميا 175 أميركيا

كشفت الأرقام المعلنة في الولايات المتحدة أن عدد الأشخاص الذين قضوا بسبب الجرعات الزائدة من المخدرات بلغ في الإجمال خلال العام الماضي 64 ألف شخص بمتوسط وصل إلى 175 شخصا في اليوم الواحد، مما يمثل ارتفاعا بـ 22% مقارنة مع سنة 2015، وفق ما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية.

ويرجع هذا الارتفاع في عدد الضحايا الأميركيين إلى سبب واحد هو الإقبال على المواد الأفيونية التي يمكن أن تكون أقوى حتى خمسين مرة من الهيروين، وقد حصدت حياة حوالي عشرين ألف شخص العام الماضي.

والمواد الأفيونية -أو المركبات شبه الأفيونية (opioid addiction)- مثل المورفين والهيروين والكوكايين، يمكن شراؤها بطريقة غير قانونية أو موصوفة طبيا.

وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي أن تفشي هذه المواد الأفيونية يشكل حالة "طوارئ وطنية" مكلفا حاكم ولاية نيوجرسي بالتعامل مع الموضوع.

ففي نيوهامشير التي يطلق عليها اسم ولاية الكرانيت، قتل خمسمئة شخص عام 2016 فقط نتيجة لتعاطيهم المواد الأفيونية.

أرقام صادمة

وتضمن تقرير صدر عام 2015 أرقاما "صادمة" حيث لفت إلى أن 13 مليون جرعة من المسكنات "الصنف الثاني" -المرتبط بالأفيون- قد صرفت في صيدليات الولاية خلال ثلاثة أشهر فقط. وبناء على ذلك، تم اتخاذ إجراءات لجعل صرف المواد الأفيونية أكثر صرامة.

ومع ذلك وبمجرد صرفها بالمرة الأولى، يتحول كثيرون إلى السوق السوداء للحصول على المزيد من هذه المواد، وبينت الأرقام أن أربعة من أصل خمسة من متعاطي الهيروين في نيوهامشير بدؤوا مع دواء وصف لهم ضمن الوصفة الطبية.

وقد بدأت حكومة الولاية في ضبط الوضع بعد أن رفعت دعوى قضائية ضد شركة "بيورديو فارما" التي تتحمل -وفق الصحيفة- جزءا مهما من المسؤولية في ظهور وانتشار قضية المواد الأفيونية.

وتقول صنداي تايمز إن مندوبي الشركة جعلوا بيع تلك المواد متاحا للجميع "تماما كما هو الحال بالنسبة لقنينات المشروبات الغازية" كما صرح أحد الأشخاص الذين لهم علاقة بموضوع تتبع الدعوى القضائية.

مبادرات مجتمعية

عمران هال، وهو رئيس سابق لفريق عمل ذي علاقة بالمجال في ولاية أوهايو، اتهم إدارة الدواء التي تشرف على صناعة الأدوية بالتواطؤ في هذه الفضيحة.

وقال "لقد حموا هؤلاء الأشخاص لكنهم لم يقوموا بحماية أميركا، سنعود لندقق فيما جرى الفترة الماضية وسنصدم بما حدث" مضيفا أن القائمين على صناعة الأدوية "أنفقوا مبالغ طائلة من المال للتأثير على الجانب السياسي".

وأمام هذا الواقع، يتمثل الحل الوحيد في المجتمع المدني الذي أطلق مبادرات على رأسها المراكز الصحية المسماة "عيادة الأمل" حيث تقدم العلاج للمدمنين مما يساهم في الحد من البحث عن الجرعات الزائدة.

وقال غالاغير وهو مواطن أميركي فقدت شقيقته بسبب هذا النوع من الإدمان "هناك بعض الناس يرون في الأمر فشلا أخلاقيا، لكن هناك إرادة للحديث عنه الآن، وأعتقد أنه أمر سيساعد" في القضاء على الظاهرة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر