أمام "غريفيث" المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن المتشائم من الحل بحسب تصريح سابق له، مهمة شاقة ومعقدة في محاولة تحريك ملف التفاوض السياسي، المتوقف منذ فشل مفاوضات الكويت في العام 2016 بعد توصل الأطراف لطريق مسدود بعد أشهر من محاولات تحقيق توافق في الملفات المطروحة، حيث تعقدت أكثر في ملف انسحاب المسلحين الحوثيين من المدن وتسليم السلاح الثقيل.

أعلن المبعوث السابق ولد الشيخ عن إنهاء مهمته بعد وصولة إلى نتائج عكسية وعدم مقدرته التحرك بين الأطراف حيث امتنع الحوثيون التعامل معه واتهموه بتنفيذ أجندات السعودية، بعد طرح خطته في تسليم ميناء الحديدة، حاول ان يتحرك خلال الأشهر الأخيرة لكنه لم يستطع تحقيق شيء، رغم التفاؤل الذي كان يتحدث عنه للإعلام ما بين الحين والآخر.
 
سيبدأ "غريفيث" من الصفر في تقديم أفكار مقبولة للأطراف اليمنية وخاصة بعد توسع دائرة الأطراف والذي أعادت تشكيل مشهد الحرب في اليمن بطريقة أكثر تعقيداً، وخاصة بعد مقتل على عبد الله صالح على يد حلفائه الحوثيين بصنعاء، بالإضافة إلى محاولة الانقلاب في مدينة عدن على الحكومة حيث يرى الجنوبيون شكل آخر للحل في البلاد.
 
قال تقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير "إن اليمن يكاد يكون قد ولى عن الوجود" حيث دق ناقوس الخطر عن تلاشي الدولة جراء الحرب الجارية منذ ثلاث سنوات وهو ما يجعل المبعوث الجديد القادم من آخر مهمه له عربياً في سوريا والذي كان يرى أن الحل وارد فيها "وأن اليمن التي تتضاءل فيها الحلول وتتفاقم الأزمة الانسانية أكثر فأكثر، فهي أسوء من العراق وجنوب السودان"، بهذا الوصف السابق قد يعمل بطريقة مختلفة أكثر تأثيراً في الملف اليمني، أو العكس ويلحق من سبقوه في الفشل.

يصنف "غريفيث" بحسب الأمم المتحدة وسيط دولي كبير، ويعد واحد من أهم الدبلوماسيين حول العالم، ويبدو ان اختياره جاء بناء على تخصصه في نماذج تطوير الحوار السياسي بين الحكومات والمتمردين، وأيضا ارتباطه الوثيق بدبلوماسية بلاده بريطانيا والتي تدير ملف اليمن في مجلس الامن والتي تصدرت الاهتمام بالمشهد السياسي في اليمن مؤخراً حيث زار وزير الخارجية جونسون مؤخراً سلطنة عُمان والسعودية وبحث ملف اليمن.
 
لا توجد أي معطيات على الأرض في اليمن تهيئ للمفاوضات من خلالها يمكن ان يبدأ المبعوث الجديد، في الوقت الذي فقدت جميع الأطراف الأمل بالأمم المتحدة كونها لم تقدم إلى حد الآن سوى قرارات ولم تستطع تطبيقها والعمل على  ممارسة ضغوط يمكن أن تجبر الطرف المعرقل للتسويات والاتفاقات المبرمة منذ بدء الانقلاب على الدولة.
 
القضية التي يتفق عليها جميع اليمنيين أن الدولة تعرضت لانقلاب مسلح من قبل ميلشيات مسلحة في سبتمبر من العام 2014 وبعدها تم وضع جميع مسئولي الدولة تحت الإقامة الجبرية بما فيهم الرئيس هادي الذي قصف بالطائرات بعد خروجه إلى مدينة عدن، في ذلك الحين كانت كل الدول متواطئة في اسقاط الدولة والأمم المتحدة صامته وكل السفارات كانت تمارس مهامها في صنعاء بعد سقوط الدولة.
 
لا يمكن ان تنجح الأمم المتحدة في اليمن مالم تستعيد زمام المبادرة في تكثيف الضغوط الدولية لتطبيق قراراتها، ولن يقدم المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن شيئاً جديداً مالم يحمل أفكار جديدة بإمكانها أن تقدم حل جذري يعيد لليمنيين دولتهم والمسار الديمقراطي لتداول السلطة بعيداً عن عبث سلاح الميلشيات، في الوقت الذي لابد من دفعة تفاؤل للمبعوث الذي صرح سابقاً بتشاؤم ان الأزمة في اليمن صعبة الحل.

*المقال خاص بـ"يمن شباب نت"

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر