عبد الله علي ليس فردًا!


وليد علوان

 

اليد الآثمة التي امتدت إلى هذا البطل لم تعرفه. القيادي البعثي الذي صار تاليًا رئيس الإصلاح في مديرية الشمايتين، قلب الحجرية، رجل صلب وصادق وإذا خطب في الناس يغمض عينيه كمن يتجرد عن نظرات الناس ليرى الحق والحقيقة..

عبدالله علي، وليس وحده من يحمل هذا الاسم، لكنك إذا تحدثت عن عبدالله علي في الحجرية، فهم الناس أنك تعني عبد الله علي حسن الشيباني، الرجل الذي لا يبيت في منزله إلا لمامًا، تعرفه الآكام والجبال وتحفظ وجهه السهول والوديان، جميعها، كأنما هو غيم أو غيث مر ولم يتخلف على ناحية..

الأستاذ عبد الله علي، كان أول لقاء جمعني به وأنا طفل لم يتجاوز التاسعة من العمر رفقة شباب المنطقة الإصلاحيين، في طريقنا إلى جبل راسن حيث ينظم هناك حفل بإحدى المناسبات، أظنها الذكرى الأولى للوحدة اليمنية، كان علينا أن نبيت في راسن حتى الصباح حيث يعقد المهرجان، ثم نتحرك بعدها في رحلة إلى عدن..

وفي إحدى الشعاب وقد كان الوقت قرابة الثامنة مساءً، بدا من بين الأشجار البرية التي يغطيها الغيم، بدا رجل أسمر برأس كرأس الأسد، ثم أخذ الشباب يوشوشون عن اسم الرجل باهتمام، قالوا هذا الأستاذ عبد الله علي، صعد معنا السيارة وجعل يصافح الجميع ويحييهم بحميمية لافتة..

هو رجل فكر وسياسة، ومطوع نفسه وجهده في نفع الناس وتلبية حاجاتهم، سهل لين، إلا على الاستبداد وأدواته.. حينها يرتسم على جبينه عرق مستعرض، يتحول معه عبدالله علي إلى أسد هصور، يبطش ولا يبالي..

أراد الحوثيون المرور نحو الجنوب عبر جبال بني عمر وراسن والعلقمة، ولم يكونوا قد سمعوا بعد كما يبدو بعبد الله علي، ومن يسمع عن عبد الله علي، لا يأتي من طريقه بكل تأكيد، رجلٌ إذا سلك واديًا سلك الحوثي واديًا آخر..

خرج لهم عبد الله علي، من بين تلك الأشجار، كالأسد أيضًا، لكنه لم يمد يده إليهم بالمصافحة كما فعل بعض خونة البلاد كعبد الجبار عايض وزامط، خرج كالأسد يزأر ويبطش، ويلقيهم الردى الأحمر..

حافي القدمين، صلبًا، كجبال بني شيبة، واجه عبد الله علي ورجاله معسكرات صالح، وكسروها. وقد ظن الحوافيش أن هذا الصمود يختبئ في روح الرجل الأسمر، حتى إذا قطفوها سهلت أمامهم الدروب، لكن عبد الله علي كان قد أعد رجالًا بعدد صخور هذي الجبال، أصلاب كما هي وأكثر..

لك السلامة يا سيدي الحافي، وجعلني الله فداك.

من صفحة الكاتب في الفيس بوك

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر