الحوثيون ومطار تعز


سلمان الحميدي

 تستغل مليشيا الحوثي أي حدث إنساني يتعلق بالمسافرين، للحديث عن مطار صنعاء والدعوة لفتحه، كما أنهم يكررون طرح فتح المطار عند الحديث عن أي حل أو دعوة للسلام من قبل المجتمع الدولي. يستخدمون الواجهة الإنسانية لأغراض غير شريفة، إذ أن من يقتل الناس في البر لا يمكن أن تكون مطالبته لمزيد من الحرية في الجو؛ إنسانياً.
 
خلف الإلحاح المليشاوي هدف ما: المزيد من حرية اكتساب الخبرة من إيران..
يتحدث الحوثي عن معاناة المرضى وصعوبة التنقل إلى مناطق الشرعية للوصول إلى مطار عدن أو مطار سيئون، لإثبات الحاجة إلى فتح مطار صنعاء، إضافة إلى سعيهم الدؤوب لتخريب تلك المطارات بشتى السبل، كما حدث مطلع هذا العام باستهداف مطار عدن بالصواريخ أثناء وصول الحكومة.
 
ما يقوم به الحوثي غير بريء، ولضمان دخول مطار صنعاء في أي مفاوضات، فطنت إلى إمكانية الحديث عن مطار آخر في مناطق سيطرتها، مثل مطار تعز، لتقوم بتحويله إلى منصة إطلاق صواريخ بالستية وبالعلن، فأطلقت منه صواريخها إلى مطار عدن، وإلى قاعدة العند، وإلى ميناء المخا، بالتوازي مع إطلاق صواريخ موجهة لذات الأماكن من أماكن غير محددة في ذمار..
 
في العادة، يطلق الحوثيون صواريخهم من مناطق آمنة وشبه خالية، أو بالأحرى من مناطق يضمنون ألا أحد يمكن تحديد مكان الإطلاق بدقة، فلماذا حولوا مطار تعز إلى منصة إطلاق صواريخ؟.
 
باختصار، لصناعة ردة فعل واستهداف مطار تعز، وهو ما كان..
 
يؤمن الحوثيون أن تعز غير آمنة، وأنها لا تصلح مكاناً لاستقبال الرحلات التي تحمل الضيوف الدسمين بأفكارهم المدمرة، فالتعزي بطبعه يبحث عن المعلومة، وعن السبق في النشر، ويمكن أن يجد حيلة لتصوير الوافدين من جبل صبر، بالإضافة إلى أن جبهات تعز متداخلة وقريبة إلى حد كبير، والوصول إلى مطار تعز ممكن للغاية في حال تعدت المقاومة والجيش الوطني خط الألغام والقناصات، وإذن فإن غرض الحوثي هو تدمير المطار كي لا يدخل في أي مفاوضات محتملة، ولضمان الحديث عن منطقة ترى المليشيا أنها مناسبة لها في الوقت الراهن: مطار صنعاء.
 
الحقيقة أن الحوثيين، يريدون إرسال وفودهم وقياداتهم برحلات إلى الخارج، كما أنهم يريدون استقبال وفود وخبرات أكبر، إذ لا يكفي إرسال القيادات بصورة خفية مع وفود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وعبر مطار صنعاء، فبهذه الرحلات أرسلوا أشخاصا إلى إيران للتدريب، وأرسلوا قيادات جُرحت في المعارك، كما استقبلوا إيرانيين..
 
في فبراير من هذا العام، نشر الصحفي أصيل سارية تحقيقاً استقصائياً عن مطاري صنعاء وعدن. مطار صنعاء المحاصر استقبل رحلات أكثر من مطار عدن المفتوح، خلال شهرين استقبل مطار صنعاء 270 رحلة، بينما استقبل مطار عدن 220 رحلة، ومع ذلك يرتفع صراخ الحوثيين "احنا مظلومين".
 
الخلاصة: لسنا مع إغلاق مطار صنعاء، ولكن دعوات فتحه من قبل الحوثيين، هو من أجل أنشطتهم لا أكثر، والدليل مطار تعز!.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر