الجنوب.. قضايا للتفاعل السلبي


فكرية شحرة

  ما يحدث من جرائم وانتهاكات شنيعة في جنوب البلاد هي عملية مدروسة ومصنوعة بدقة. عمل عصابات منظم لا علاقة له بنزعات البشر نحو سرقة الآخر أو اللصوصية.
 
يتكشف لنا هذا عقب كل جريمة تهز الشارع اليمني وتحصد ردودا عنيفة، تتصدر القيام بها نخب تعمل على حرفها نحو هدف محدد قد يبتعد كثيرا عن فحوى القضية.
 
ليست السرقة واللصوصية هي الهدف، كما قد يتبادر للذهن، فالأهداف الوقحة تبرز رأسها كل مرة، ولعل أبرزها هو: جعل الشعب اليمني عدوا لبعضه، كارهًا لفكرة الوحدة، راغبا في التقسيم بكل قوة.
 
هذه أفعال عصابات الإجرام والانقلابات، ولا علاقة لليمنيين (شمالا وجنوبا) بها؛ بل هي أعمال تنفذها طغمة من عبدة شياطين الإنس الذين باعوا أنفسهم واستقرار بلادهم بالمال.
 
هؤلاء أفراد وُضِعوا في أماكنهم المختارة بعناية لتنفيذ عمليات بالغة البشاعة، تصل للرأي العام لتقول إن الجنوب يرفض وجود الشماليين رفضا قاطعا..!!
 
ضحايا وجرائم مختارة لإفزاع الناس ليس إلا، وليس غرضها السرقة والحرابة كما يرغب المخرج في تصوير الوضع وحال اليمنيين؛ بل أن هدفها هو تقسيم اليمن أولا وأخيرا.
 
إبقاء اليمنيين في أتون أحقاد ضد بعضهم، لا ينتهون منها، ولا يلتفتون لما يحدث لبلدهم من اغتصاب وتقسيم مبطن بالإنقاذ. حتى أن التقسيم الذي يريدونه ليس تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب؛ بل تمزيقه إلى طوائف ومناطق متناحرة تكره بعضها وتحارب بعضها إلى أن تفنى.
 
لم يعد خافيا أن المنقذون ليسوا سوى عصابة بسط، تدير عصابات اليمن شمالا وجنوبا، وأن تخادم العصابات التي تتحكم باليمنيين أصبح واضحا لا يغطيه إعلان أهداف مزيفة.
 
فكل جريمة تقوم بها عصابة الجنوب تصب في مصلحة عصابة الشمال. وكل جريمة في الجنوب لها نظائر كثيرة في الشمال، بذات الأسلوب والطرق الممنهجة ضد المواطن اليمني.
 
ولولا سبات اليمنيين وتفرق كلمتهم ما طال أمد معاناتهم هكذا. ولولا المخاوف من بعضهم ما رضخوا لغيرهم هكذا. ولولا ضخ فكرة المناطقية والعنصرية ما تسلط الغرباء وأصبحوا سادة..!!
 
إن كل علة في اليمن سببها تناحر اليمنيين وتفرق كلمتهم؛ وعدم ولاءهم لوطنهم، ذلك الولاء الذي يحتم عليهم تجاوز أحقادهم من أجل إنقاذ بلدهم. 
 
اليمنيون في الجنوب، هم من ينبغي أن ينتفضوا ليقولوا كلمتهم، ويساعدوا أنفسهم ضد حكم العصابة الفاشلة التي تصدرت قضيتهم وحولتها إلى مسبة ونكتة دارجة..
 
فليرفضوا ما يحدث في مدينتهم من انتهاكات، ليس من أجل قضية السنباني، وإنما بسبب الفساد والفشل، وتردي الخدمات والفقر، والغلاء الفاحش الذي حول عدن إلى وكر للجريمة من قبل ضعاف النفوس.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر