تتحرك في الأزمة اليمنية الحالية كافة المسارات، فهناك حراك دبلوماسي يخبو أحيانا، ويشتد أحيانا أخرى، إلا أنه مؤخرا شهد تحركات مكثفة من خلال اللقاءات والاتصالات والزيارات المكوكية للمبعوثين الأمريكي والأممي (البريطاني ) للبحث عن ما يسمونه الحل الشامل  للحرب في اليمن.
 
يساور اليمنيين شكوك عميقة بأن هذه الدبلوماسية قد تفضي إلى مقايضة بلدهم مقابل المشروع النووي الإيراني، في ظل سعي قوى الهيمنة الدولية إلى إفساح المجال أمام الأقليات الاثنية والعرقية لتقويض الدول وأخذ زمام المبادرة بدلا عنها.
 
يترافق مع الحراك الدبلوماسي حضور الأزمة الانسانية، والحديث عن إنقاذ اليمنيين من الموت المحقق الذي بات يخيم على ملايين الأسر بفعل سلوك الجماعة الحوثية العنصرية السلالية والتي ألحقت بالشعب أضرار فادحة، إلا أنه لا يخلو هو الآخر من معايير مزدوجة لدى الفاعلين الدوليين، وعدم تحديد المتسبب بتفاقم الأزمة الانسانية، واتخاذ اجراءات ضد ما تقوم به المليشيا من نهب المساعدات وهو ما كشفت عنه منسقة الشؤون الانسانية باليمن ليزا غراندي في شهادتها أمام مجلس الشيوخ الامريكي عن نهب الحوثيين للمساعدات وعدم اكتراثهم لتفاقم للوضع الانساني، ووصفتهم بالذئاب.ما يعني أن الصورة عن الوضع الإنساني والجهة التي تتعمد زيادة معاناة المواطنين، وعدم السماح لاستخدام الجانب الإنساني ورقة في المفاوضات ورفض فصله عن الجانب السياسي والعسكري، حيث تصعيد الحوثي الأخير على مأرب التي تحوي مليون نازح واستهداف مخيمات النازحين كسابقة خطيرة في مستوى الاستهتار بالوضع الانساني.
 
بالمقابل هناك حراك للرأي العام في العالم العربي، بدأ من الأزهر الشريف واستهجانه لسلوك الجماعة الحوثية القائم على العبث بالمساجد وانتهاك قدسيتها وإفراغها من دورها الأخلاقي والتربوي.
 
بينما ذلك كله يضل الحراك الدائم  يتمثل في اشتداد المعارك وكثافة البارود في جبهات البلاد المشتعلة، وأشدها ضراوة لأهميتها السياسية وتأثيرها على شرعية الرئيس هادي وفريقه ما تشهده جبهات مأرب التي لا تعرف الهدوء ولا يتسلل النوم إلى أجفان مقاتليها، ومثلها العديد من جبهات تعز والضالع والساحل والبيضاء ولو بنسبة أقل لإدراك الحوثيون والإيرانيون أنه بكسر جبهات مأرب تكتمل حلقات المشروع الإيراني الخبيث ليتفرغ للجارة الكبرى والتي بات يحاصر جهاتها الأربع ويعتقد أن العقبة المتبقية في طريقه هي موطن العرب الأول سبأ، ومن هنا جاء التحشيد الحوثي مدعوم بالمليشيات العراقية واللبنانية والحرس الثوري وغيرها من عصابات الشر والإجرام.
 
غير أن يقظة أبناء اليمن المتواجدون في محافظة مأرب ووقوفهم الأسطوري وتلبيتهم لنداء سلطان سبأ بشأن النفير العام ومساندة كافة اليمنيين والأحرار من العرب والعالم وموقف السعودية الداعم عبر سلاح الجو ذا الفاعلية العالية وسواعد أبطالنا المتواجدين في كافة المتارس في مختلف الجبهات القتالية ومساندة المقاومة الشعبية، وقبائل اليمن الشرفاء وكافة قوى المجتمع المدني والشعبي المقاوم ورجال الأمن الأشاوس اصطفوا جميعا رافضين لخط الكهنوت والتبعية الإيرانية؛ قد افشلت بفضل الله كافة خطط الغزاة وبعثرة قوتهم في الوديان والشعاب وقمم الجبال، ولم نعد نسمع أو نرى سوى عويل المليشيات ومواكب العزاء وسرادق الموت الذي ادخل الحزن إلى كل بيت في البلاد.
 
إن أبطالنا في الميدان ومن خلفهم شعبنا الكريم هم من يرسم مستقبل اليمن الجديد وهم من سيجبر العالم بالاعتراف بهم وبقضيتهم العادلة ويحفظ مهد العرب والجزيرة من الضياع وتأتي مساندتهم فرض واجب على كل يمني وعربي وكل حر وشريف في العالم.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر