الحاجة لإسناد معركة تعز


سلمان الحميدي

 بإمكانيات ضعيفة، حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز، تقدمات كبيرة، وكبدت مليشيا الحوثي خسائر فادحة، ومازالت المعركة جارية حتى اللحظة.
 
ما يحدث أنعش الآمال الشعبية التواقة للخلاص من المليشيا، ويعد الالتفاف الشعبي والدعم الذي يتلقاه المقاتلين من أبرز المحفزات للمضي قدما في التحرير.
 
كلما تقدم الجيش قرية، تخرج النسوة بالدعاء لهم، ويتكفلن بتقديم الخدمات.
 
قوافل الإسناد الشعبي، وضعت بعض المقاتلين في موقف حرج. أحدهم ويسكن في المدينة، اتصل بأحد المقاتلين يستفسره عن موعد رواحه، فرد المقاتل: أعود.. ووينه أدّي من وجهي من الناس.. سنحرر حتى ننتصر أو أعود شهيداً.
 
لمن لا يعرف، الدعم الشعبي في هذه الأثناء تقريبا يعد الرافد الغذائي الأول للجيش، فما أعرفه أن قائد محور تعز العسكري كان يبحث عن التموين المنقطع قبل أشهر..
 
نعم، كما أنه لا دعم في العتاد، انقطع دعم التغذية للألوية العسكرية في المحافظة..
 
تكتسب معارك تعز خصوصية معينة، فبمجرد انطلاقها يخرج القيادات إلى الصف الأول للمواجهة.. الجميع هنا يتحلى بالشجاعة حد التهور، ودون أي حساب للمستقبل، كما لو أن هناك إيمان بأن تعز ولّادة.
 
سترى قائد المحور، وترى المستشار، ترى قائد اللواء 35، ترى قادة الكتائب والسرايا، ترى الضباط كلهم في أتون المعركة الضارية، الجميع يتجاوزون أي حساسيات، ويتغلبون على ضعف الإمكانيات، هناك قوة تدفعهم للمواجهة بأقسى الظروف.
 
استشهد شقيق قائد المحور خالد فاضل في المقدمة، استشهد قائد المقاومة في الحجرية وقائد الكتيبة الأولى في اللواء الرابع العقيد عبده نعمان الزريقي، وهو يتقدم المقاتلين، حتى أن جثمانه ظل محاصرا لثلاثة أيام، حتى تمكن الأبطال من التقدم إليها وتحرير مناطق أبعد منها في اشتباكات لم تتوقف..
 
استشهد القيادي المعروف، طارق الحميري، قبل أن تنزل رتبته، وطارق قاد معارك ضارية في الجبهة الغربية، وتصدى لهجومات كاسحة منذ بداية تقدم الجيش هذا الشهر، حتى أن أحد المقاتلين قال الأسبوع الماضي بأنهم كان يتمترسون في تبة مقابل التبة التي يتمرس فيها طارق الحميري وأفراده، وكان هناك هجوما كاسحا بمختلف أنواع الأسلحة، وكان الجميع ينصحهم بالانسحاب، لكنهم رفضوا أي انسحاب، لقد ظنوا أن طارق استشهد مع أفراده من شدة القصف، لكن لا أحد تراجع، لقد ظهروا أكثر قوة، قال ذلك الفرد: لو كنت قائدا أو لو كان لي مالا لمنحت طارق وأفراده مكافئة على ذلك الصمود.
 
وما الذي قاله طارق الحميري في محادثة تداولها الناس مع صديقه الذي استفسره عن رتبته: رتبنا بالجنة إن شاء الله..
 
**
 
الخطوة الإيجابية التي اتخذتها السلطة المحلية لابد أن تلقى تأييدا من الحكومة أو ما يقوم مكانها، لأن تعز بلا دعم ولا سند، لا بد أن تمول ذاتها وتمضي قدما في سبيل التحرير..
 
على أن هذا الدعم المحلي المزعوم والشعبي الحاصل، لن يغني عن ضرورة الدعم العسكري من قبل وزارة الدفاع وقبل ذلك الشرعية والتحالف استغلالا للزخم الشعبي والإرادة العسكرية للمقاتلين لتسريع الحسم.
 
الحوثيون يعايرون أبناء تعز بأنهم أول من خرج في مظاهرة لتأييد عاصفة الحزم، ورفعهم لشعار: شكراً سلمان..
 
لكن حتى الآن، المعارك الأخيرة في تعز، خلت من أي إسناد جوي.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر