كذبة أسمها "المجتمع الدولي"


منذر فؤاد

 تواصل عصابة الحوثي جرائمها أمام أنظار الجميع، الأعداء والأصدقاء؛ في تحدٍ ليس بجديد، بقدر ماهو موغل في البشاعة، وانتهاك الحرمات..!!
 
ربما سيكون أسوأ ما اختتم به اليمنيون عام 2020، هي جريمة القتل التي نفذها الحوثيون، بمديرية "العدين" بمحافظة "إب"، بحق امرأة أمام أطفالها الصغار، الذين هالهم مشهد الجريمة، وتحلقوا حول الجثة بحثا عن دفء لن يتكرر، وعن حنان حرمهم منه الحوثيون إلى الأبد..
 
هل المجتمع الدولي أعمى عن جرائم الحوثيين، حتى يحتاج إلى هذا الوخز المستمر من النداءات والمناشدات والحملات؟!
 
 المجتمع الدولي يرى، لكنه منافق؛ يعرف، لكنه يتجاهل..!! إنه يعرف ما تمر به الشعوب المضطهدة، لكن علاقاته ومصالحه، لاتصب في سلة هذه الشعوب المضطهدة التي لو واصلت صراخها ليلا ونهارا، لن تغيّر من موقف هذا العالم إزاءها..!!
 
مساكين أولئك الذين يعلقون جُلّ آمالهم على كذبة تدعى "المجتمع الدولي" في الانتصار للقضايا العادلة؛ إنها الكذبة الكبيرة التي رعت إبادة الملايين من العراقيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وسمحت لبشار الكيماوي بسحق غالبية السوريين، وأوعزت للسيسي بتنفيذ المذابح وإنشاء المعتقلات، وتركت العصابة الحوثية تجتاح المدن والقرى قتلا وتدميرا في الأرض اليمنية..!!
 
أدّت الأيادي الدولية خدمات جليلة لن ينساها الحوثيون؛ فتّحتَ إشرافها ورعايتها انطلقت الحرب الحوثية على اليمنيين وما تلاها من جرائم قتل وتهجير وتوسع؛ مهدت للانقلاب الذي رعته هذه الأيدي، ثم بعد هذا كله مايزال البعض يضع ثقته كاملة فيها لانتشال اليمن وإنقاذه..!!
 
لقد ابتلعت آذان المجتمع الدولي كثيرا من النداءات والصرخات عالميا ولم تعبأ بها..!! وصرخات اليمنيين جزءا مما أُبتلع خلال الست السنوات الماضية.. ومن غير المنطقي أن يواصل مرهفي الحس السير في هذا الطريق المظلم، الذي لاوجود للضوء في آخره، باعتباره الطريق الوحيد..!
 
يتعامل الحوثيون مع المواطنين كعبيد، يملكون الحق في التصرف بحياتهم بما يتوافق مع الهوى الحوثي. وانتظار الخلاص من جهة خارجية يبدو وهما، ومالم يتم ابتداع أساليب جديدة تعيد الاستقلالية للطاقات الموجودة، وتضرب في العمق الحوثي، وتصيبه بالشلل، فسيكون الانتظار أطول من السنوات التي انقضت حتى اللحظة.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر