دور المرأة في ثورة 26 سبتمبر


فكرية شحرة

 في مقارنة سريعة بين الوجود النسوي خلال ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة عام 1962، والوجود الفاعل له خلال ثورة 11 فبراير عام 2011، سنصاب بغبن الفاجعة من حالة التهميش العجيبة لإمرأة ما كان يسمى بـ"الشطر الشمالي" فقط، وذلك لأن نساء ما كان يسمى بـ"الشطر الجنوبي" لهن حالة مختلفة تماما عن واقع المرأة الشمالية..!!
 
وبغض النظر عن نوعية الانفتاح الحاصل آنذاك؛ إلا أن التعليم الموجه كان له دور في ملامح شخصية المرأة الجنوبية..
 
لكن مقارنة بما حدث في الشمال، لم يكن هناك شيء اسمه تعليم الفتيات، أو حتى ذكر لكيانٍ كان موجودا وله تأثير من أي نوع..!!
 
ففي الوقت الذي لمعت فيه أسماء نسوية في ثورة 14 أكتوبر (1968) جنوب الوطن، لم يكن هناك أي ذكر لعنصر نسائي شارك في ثورة 26 سبتمبر (1962) شمال الوطن، مشاركة يمكن أن تخلد أسماء للأجيال!..
 
وهذا قد يؤكد توغل تلك النظرة الدونية التهميشية للمرأة، شمالا، والتي غرسها أئمة الكهنوت في عقلية اليمني نفسه، فصار أسيرا لها بتعاقب الأزمنة!؛ نظرة أن المرأة عيب وعورة؛ وأن أي ظهور لها- ولو جثة جاهزة للدفن- يعد عيبا وعارا في حق ذويها، كونها خلقت لأعمال البيت والمعيشة والانجاب خلف ألف ستار وألف حجاب..!!
 
وعليه؛ فلم تكن المصيبة ما اقترفه العهد الإمامي الكهنوتي في حق المرأة، لتصبح هامشا بلا تأثير أو وجود يذكر؛ وبالتالي لم تنل فخر وشرف المشاركة بأي إسهام ثوري تناقلته الاسماع والكتب في ثورتنا المصيرية والعظيمة، بحسب ما أظن كقارئة..
 
ذلك لأن العهد الإمامي قام بارتكاب أبشع صنوف التجهيل على شعب بأكمله، بمختلف مكوناته وشرائحه المجتمعية، وليست المرأة فقط..
 
بل أن الجريمة الكبرى، هو ما خلفه هذا العهد الأسود من رواسب في عقول اليمنيين حول المرأة بالذات، فظلت هذه الرواسب تلاحق المرأة في كل مشاركاتها المجتمعية ومحاولاتها لتكون مكونا مهما في المجتمع، ومنها مشاركتها الفاعلة في ثورة 11 فبراير (2011)، ثورة الصحوة واليقظة السبتمبرية..
 
فقد نال المرأة ما نالها من القدح والذم والاستهانة بدورها، ولاحق حضورها ومشاركتها الكثير من الشائعات المغرضة، التي تمس العرض والشرف، والسخرية بكونها امرأة عليها إعداد الكعك فقط..!!
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر