كان أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري أول من شخّص القضية الوطنية اليمنية ببراعة وعمق واكتمال.. فكما حملها لكل المحافل الدولية حملها في الداخل اليمني نضالا وشعرا وكتابة ونزاهة وإخلاصا.. واستشهادا.
 
 إلا أن مقدرته في عرضها في كتابه ذي الوريقات القليلة المعدودة.. "الإمامة وخطرها على وحدة اليمن".. يجسد امتلاءه بالفهم الواسع والغير مسبوق بقضية اليمن  التاريخية ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
 
ولقد كان طريق الحرية الشاق لهذا الشعب مع من سبق الزبيري من الأحرار يولد بفكرة هنا؛ وفكرة هناك؛ ثم تتراكم هذه الرؤى أشتاتا دون خيط ناظم أو فكرة جامعة.. إلا أنها مع الزبيري ولدت مكتملة قضيةً وفكرا.. ثم كانت نفسه الذي يتنفسه لا يفارقه في شطر يوم أو في شطر قول.
 
وبقدر ما كانت كتابات الزبيري وقودا لثوار سبتمبر مثلت لنا نهجا في سنوات معركتنا مع الحوثي.. وكان إيمانه بالشعب عقيدة مقدسة مهما كان جهله أو ولاء بعض منه للأئمة.. وهي نظرة ثاقبة سبقت زمنه وزماننا.
 فلطالما ونحن نخوض ما خاضه دب اليأس إلى قلوب البعض معلنا كفره بالشعب وبالقضية برمتها لاصطفاف بعضه مع العدو.. إلا أن هذا الإيمان غير المشروط بالشعب  عند الزبيري أهم ملمح لتبلور القضية في روحه وفي فكره ونضاله، وخلاصة غدت تشكل مرجعيتنا في الحكم على حركة الشعوب في تحولاتها التاربخية.
 
وما من أحد بعده استطاع أن يأتي بجديد في تعريف مشكلة اليمن التاريخية، في توصيفها وعرضها وإيجازها.. فقد ألم بها وحده بشمولية واكتمال.. فأصبح ما كتبه أداة نضال وثقافة شعب ومنهاجا لحياة. وشخصيته النادرة بطهره ومثاليته.. قدوة ملهمة ومعيارا وطنيا..
 
 وكلما كرت الأيام بمزيد من محنها واختباراتها واستقطاباتها ازداد الزبيري شموخا لا يُطال.
 
وتلك هي عبقرية الشهيد أبي الأحرار محمد محمود الزبيري ومعجزته.
 

مشاركة الصفحة:

اقراء أيضاً

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر