"كورونا".. بين الأغنياء والفقراء


فكرية شحرة

 في خبر قرأته على أحد المواقع؛ أن عددا من أغنياء العالم سيقضون فترة الحجر الصحي في يخوت فارهة في عرض البحر، وفي جزر انتقلوا إليها عبر طائراتهم الخاصة بعد وقف حركة الطيران. ورصد الخبر أرقاما كبيرة يصرفها هؤلاء الأغنياء من أجل ذلك!!.
 
في خبر آخر، تحدث أن عددا من الأغنياء والشركات ورؤوس المال، قاموا بالتبرع لمواجهة الوباء وشراء أدوات صحية من أجل شعوبهم ودعم الطواقم الطبية.
 
بين هذين التصرفين، من المرجح أن الثاني، سيلاقي امتنانا كبيرا نحو تلك الشركات من قبل المستهكلين، كما أنها ستكون خيارهم كعملاء، ويعوض خسارات قد تكون حصلت بسبب الوباء.
 
في دول عربية منكوبة بالحرب والفقر، ستموت عائلات جوعا أو فريسة للأمراض أثناء الحجر الصحي، لأنها لا تجد قوت يومها أو ما تقاوم به هذا الوضع المأساوي!.
 
هذا البون الشاسع بين الأغنياء والفقراء طبيعيا في الانظمة الرأسمالية، والانظمة العربية الفاشلة التي لم تستطع تطبيق نظام التكافل في مجتمعاتها.
 
ليأتي وقت لا يكون المال فقط دولة بين الأغنياء؛ فحتى الصحة، والبقاء في مواجهة الوباء حصرا على القادرين على ذلك!.
 
في حالة اليمن الفريدة، حيث لا دخل ولا دولة، ينبغي لرؤوس المال والشركات والقادرين أن يسدوا هذا الجانب، كدعاية لحضورهم بجوار شعبهم.
 
فاليمن بحاجة إلى أبسط مواد الوقاية والنظافة. ليس المعقمات والكمامات، فهي قد تعد رفاهية في مناطق كثيرة ليس فيها ماء!؛ لا مياه نظيفة للشرب، ولا مياه متوفرة للنظافة، فكيف ستتوفر المعقمات والكمامات؟!
 
تطالعنا مشاهد، تبثها مواقع الأخبار، عن السطو والتقطع لشحنات المواد الصحية في دول كبرى، وهي تعد صور أولية لما سيحدث بكثافة إذا استمر هذا الوضع فترة طويلة..!! سيظهر الجانب المتوحش في البشرية وسيكون البقاء للأقوى والأشد فتكا بمصالح الآخرين!!
 
ذوو المال والقوة، سيستولون على ما تصل أيديهم وأموالهم إليه؛ وهم قلة من غالبية كبرى سيسحقها الوباء والعجز عن مواجهته!!..
 
في مقابل ذلك؛ ينبغي أن يظهر مشهد التكافل الذي توصي به الأديان، ويتجلى في الاسلام كأعظم ركيزة؛ بعموميته، فليس معنيا به المنتمين للإسلام فقط؛ وكذلك شموليته، فليس مقصورا على النفع المادي- وإن كان ركنا أساسيا فيه.
 
وهذا الركن الأساسي، المراد من التكافل، هو ما تحتاجه المجتمعات العربية في هذا الوقت العصيب.
 
وفيما يخص اليمن، بالذات- في ظل غياب الدولة- ينبغي أن يتدافع القادرون على مساعدة الفقراء والمعوزين بتوفير أبسط احتياجات الناس من الماء النظيف والغذاء، بعيدا عن فساد منظمات الإغاثة.
 
إن أهم نقطة لمواجهة الجائحة، هو: الوعي باحتياجات التغلب عليها، كي لا يسقط الضعفاء دائما.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر