جمهورية طارق عفاش.


منذر فؤاد

  الشخص الذي اتهمه السفير الأمريكي الأسبق في اليمن جيرالد فايرستاين، بأنه المسؤول عن مجزرة جمعة الكرامة بحق شباب الثورة في مارس 2011، أصبح اليوم في نظر البعض" رمزا وطنيا وحارسا للجمهورية"، وما أقبح المسميات عندما تلصق زورا وبهتانا بحق من لا يستحقها.
 
كان لطارق عفاش وتشكيلاته، حضورا ضئيلا في الساحل الغربي قبل عامين، أما اليوم فيوشك أن يستحوذ على بقية  التشكيلات العسكرية الموجودة في المكان، وبدعم إماراتي غير محدود. هو ذراع للإمارات كما تراه هي، وذيل لها كما نراه نحن.

نجحت الإمارات في استخدام طارق عفاش وتشكيلاته، في ضبط منطقة الساحل الغربي وإخضاعها لنفوذها، في إطار منفعة متبادلة للجانبين، ضحيتها الأولى هم سكان المنطقة، التي تحررت من الاحتلال الحوثي، ليدخلها الاحتلال الإماراتي بواسطة أدوات محلية ذات مسميات وطنية مهلهلة.

توقفت معارك الساحل الغربي، منذ توقيع اتفاق السويد المشؤوم أواخر العام 2018، وتفرغت الامارات لمشروعها الخاص، بتعزيز شوكة طارق عفاش، ودمج ما تبقى من تشكيلات عسكرية موالية للشرعية، تحت قيادته، في حين كان يفترض أن الحكومة الشرعية هي من تقوم بسحب البساط منه واستيعاب المجندين في الساحل ضمن قوات الجيش الوطني.
 
لقد تحول الساحل الغربي أو الجمهورية المصغرة لطارق عفاش إلى منطقة عسكرية، يجري فيها التضييق على السكان، ومنع الصيادين من ممارسة أعمالهم التي يتدبرون من خلالها معيشتهم، وسط طموحات رعناء بتحويل المنطقة إلى كيان منفصل، وغياب رسمي عما يجري هناك.
 
كان طارق عفاش قبل ديسمبر2017، يصف من يقاتلونه و العصابة الحوثية بالساحل الغربي، بأنهم مرتزقة يبحثون عن مال مدنس، وها هو قد أصبح اليوم هناك يناقض نفسه، وباحثا عن جمهورية باعها مع عائلته للحوثيين عام 2014، ويبيعها اليوم للإمارات والسعودية، الفارق هذه المرة، أنه أصبح أداة بيد الخارج بعد أن كان أداة بيد الداخل.
 
إن مشكلة الشعب مع طارق عفاش، لا تتطابق مع مشكلة الحكومة معه، فمشكلة الشعب معه تتعلق بأنهار من الدم سفكها الرجل على مدى سنوات، بينما مشكلة الحكومة معه تتعلق فقط بعدم اعترافه بالسلطة الشرعية، وهذا أمر خطير، إذ من غير المعقول تبرئة الرجل لمجرد اعتراف قد يفعله في أي لحظة إن احتاج لذلك مستقبلا.
 
إن أهداف طارق عفاش التي يقاتل الحوثيين لأجلها ليست هي أهداف اليمنيين، فأهدافه ليست ثابتة، وتتعلق بمصالحه الخاصة، حتى ولو كان محسوبا على المعسكر المناهض للحوثيين.
 
ما يحدث، هو أن الرجل يجري إعداده منذ سنتين، ليصبح خليفة حفتر نسخة اليمن، في قادم الأيام، ولا فرق بين الرجلين إلا فارق السن فقط. فهل تتنبه السلطة الحاكمة لهذه المسألة قبل فوات الأوان؟
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر