مرض المرض!


سلمان الحميدي

 الصحة العالمية في خطر..!!
 
كيف حال الوضع الصحي في بلدنا؟!
 
الأمر خطير، هل عندك الأعراض التالية:
زكام وسيلان في الأنف..!
سعال جاف، أو غير جاف..!
قليل من الحمى..!
شعور بلهيب داخل العينين..!
ما يشبه الصداع..!
وجع في الحلق..!
 
حسنًا، كلنا مصابون بهذه الأعراض. لا تخف من إصابتك بفيروس قاتل، قد تكون نزلة برد.
 
بصيغة مشابهة، قرأت ذلك الإعلان، كتبه شخص باللغة الإنجليزية، وبعد أن استعنت بجوجل والقاموس، تعرقت وأنا أقرأ الأعراض!
 
 أيعقل أن الفيروس يزورني من زمان؟! يا الله، هذه الأعراض تلازمني كلما داهمتني نوبة مرض منذ عرفت المرض. لن أحاكم بتهمة علل العالم المستعصية، وأمراضه الجديدة، رغم أن هناك مشحوطين في صنعاء يحاكمون ترمب شخصيًا..!!
 
لم أخطط لكي يكتشفني العالم من زاوية إيجابية. عندما وصلت لـ"وجع الحلق"، بلعت ريقي مغمض العينيين. حتى بعدما استأصلت اللوزتين مازال الوجع يأتي. العالم سيكتشفك من مرض مدمر.
 
تنفست من الأعماق، كما يتنفس محموم الآن ظانًا أنه قد وقع في مربع الخطر، وضحكت من السطر الأخير لهذا المقلب.
 
صدى الأمراض الجديدة دائمًا ما تكون مرعبة؛ صدى فيروس "كورونا" مثل فيروس "انفلونزا الخنازير". الفرق البسيط: لم تكن الشبكة العنكبوتية موجودة في القرية، ولا تنتشر الهواتف الذكية مثل الآن؛ لذا كان الصدى ضعيفًا أيام "انفلونزا الخنازير".
 
الآن الغالبية تعرف، والجميع حذّر. ولأننا في أيام شتوية، فالأعراض متواجدة في كل بيت في بعض القرى.
 
أحدهم كان في انتظار ضيف، يسمع عن كورونا وخطوات الصين لمواجهة الوباء.. يصدق الشائعات: في المجلس يقولون أن الفيروس كان مزروعًا بالقرب من السفارة الأمريكية. بالطبع إشاعة.
 
المؤكد، أن هناك تعليمات بالاحتراز من جثث الموتى، وإحراقها خوفًا من انتقال "كورونا" من الأحياء إلى الأموات، أو من الأموات إلى الأحياء، كما يبدو. الوباء خطير؛ البنك المركزي الصيني يضخ 173 مليار دولار لمواجهة الفيروس. لا توجد مشاكل مع العملة؛ كانت من الطبعة القديمة أم الجديدة!! يالسعادة قلوبهم.
 
 المبلغ كبير. من ينتظر الضيف كان يفكر: لو توفر لنا، ليس 70 مليار، بل الكسور المدسوسة ضمن المبلغ الضخم (173)، الثلاثة فقط. لو حصلنا على ثلاثة مليار لواجهنا الفيروس بصدور عارية وهزمناه، شريطة أن يكون هناك رأس نزيه لإدارة المبلغ في اليمن. سنوفر للعالم أشياء كثيرة ونبني وطن. أوه.. اكتشاف علاج للفيروس في الصين، ربما أسهل من إيجاد ذلك المحنك الذي سيدير الثلاثة مليار في اليمن!!
 
شخصياً، أعتبر أن المبلغ الضخم لاكتشاف العلاج، مرتبط بإخطار العقل لمواجهة المرض. دعونا نبسط الأمر: قرأت في إحدى المسرحيات، نسيت اسمها، غير أني متأكد أن مؤلفها فاز بنوبل، إحدى شخصيات المسرحية يستشهد بفرويد، وأنه قال فيما معناه: إن سرعة شفاء المريض مرتبط بسعر الدواء.. كلما كان السعر مرتفعًا، كان الاستشفاء سريعًا. لا أحد يعرف كيف يعمل العقل؟ إنه مرض المرض.
 
وصل الضيف، وكان يئِن وعليه أعراض الزكام والكحة. غطى المضيف يده بـ"الغترة" لمصافحة الضيف: هذي الأيام مابوش صفاط.
 
لم يكتف بذلك، أضاف: "مفروض أنت يربطوك ببيت الحمير هذي الأيام، لموه عاجيك".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر