اتفاقية نزع السيادة


فكرية شحرة

  كعادتنا ننقسم بين مؤيد ومعارض، وبتعصب شديد كلا لرأيه من منظور تحليله، لبنود اتفاقية الرياض.. والحقيقة: لا شيء يدعو للتفاؤل البتة!!
 
ليس بسبب تلك البنود، التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب؛ بل لأننا خبرنا اتفاقيات مماثلة قبلا، كانت أقربها "اتفاقية السلم والشراكة" لتنفجر الحرب والدعوة إلى الولاية، عوضا عن السلم والشراكة الموقع عليهما..!!
 
كما أن الفترة الزمنية بين المبادرة الخليجية- لقصم الثورة اليمنية- وبين اتفاقية الرياض- لقصم الوحدة اليمنية- ليست فترة طويلة كي ننسى أن ما يأتي من الشقيقة لا يمت للوئام بصلة..
 
بعد خمس سنوات طاحنة من الحرب، هناك من يحتفل اليوم بالخروج الصوري للمنقذين الأفتراضيين، والتمهيد لتقسيم اليمن  بشكل رسمي..!!
 
هذا الفرح العجيب باتفاقية الرياض لا علاقة للعدو الحوثي به، ولا يحل مشكلتنا معه؛ بل يوطن له أكثر لهضم شمال اليمن بعد ابتلاعه..!!
 
الاتفاقية أشبه بجرعة ماء باردة في جوف الحوثي، وعلينا التفرغ لصدمة الاتفاق معه. لم نعد نستبعد أي أمر، فهم يبيعون كل شيء، هؤلاء الساسة الملاعين.. كل شيء قابل للبيع لديهم حتى الوطن الذي يبيض لهم ذهبا..!!
 
يشهد الحاضر لنا، أن الأغبياء والحقراء يتصدرون المشهد دائما، لأنهم الأسهل من حيث تسييرهم وفق مصلحتهم وجمود فهمهم.
 
وهذه المبالغ الطائلة، التي تُدَس في جيوب سياسيي اليمن، ليست مكافاة حضورهم مراسم إغراق اليمن في فوضى جديدة، إنها صفعات احتقار دبلوماسية لهؤلاء المرتزقة كي لا يرفعوا رؤوسهم في وجوه أسيادهم..!!
 
وليست المرة الأولى التي ينبري  فيها المبشرون بعظمة هذه الاتفاقية، فقد بشروا قبلها بالقوة الصاعدة (الحوثيين)..!! هم موجودون دائما للدور ذاته..
 
المحلل السياسي لكل دور محرم وطنيا في اليمن..!! وحين يأتي دور التباكي، يفوقون الجميع صراخا وعويلا..!!
 
ليس علينا كشعب، سوى انتظار ما تسفر عنه هذه الاتفاقية من كوارث علينا نحن..! أما أولئك الذين تسلموا ثمن خضوعهم، فقد صارت لهم أوطان أخرى، ولا يحرصون على العودة إلى وطنهم.
 
اثبتت لنا كل الاتفاقيات، التي تبرم من أجل اليمن وترعاها الرياض، ما هي إلا لتركيع اليمنيين وإذلالهم أمام الحوثية، وقبولها في نهاية المطاف..!!
 
وسيسهل الاتفاق مع الحوثية، عقب هذه الاتفاقية، كونها تسلم الزمام للتحالف الذي بتنا نطالب برحيله كمستعمر، فجاءت الاتفاقية لتُشَرعِنْ سيادته وهيمنته كسلطة فوق سلطة الشرعية..!!
 
وما رفع شعارات وحدة الصف، إلا كتسمية عاصفة الحرب بعاصفة "إعادة الأمل".
 
ما أسهل رفع شعار لا يمت للواقع بصلة. وكما قيل: المهم النوايا..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر