إرهاب دولة العيال


منذر فؤاد

 مذبحة مروعة ارتكبها الطيران الإماراتي بحق أبطال الجيش اليمني، كانت كفيلة بصنع حالة من التلاحم الشعبي ضد العبث والسلوك الاحتلالي لدولة الإمارات، بعد أربع سنوات عاثت خلالها الإمارات فسادا وإرهابا في المناطق المحررة، ومارست القتل والاغتيال عبر أذيالها بصورة غير مسبوقة.
 
أمام مشهد الجريمة المروعة، لا يمكن تبرير السكوت والتغاضي فكيف بمن يؤيد ويصطف مع مرتكبي الجريمة من أبناء جلدتنا، وإذا لم يكن التأييد خيانة تستوجب الحساب فما هي الخيانة إذن؟ وكيف يمكن تبريرها؟
 
جريمة دولة العيال بحق الجيش لا يمكن تبريرها منطقيا، ولا يمكن لنا أن نفهمها إلا في إطار "إرهاب الدولة" الذي مارسته وتمارسه الإمارات في اليمن ودول أخرى، بمباركة ودعم ما يسمى" المجتمع الدولي" ضمن حملة غربية تسعى لإبقاء الشعوب داخل حظيرة الطاعة والتبعية، والقضاء على كل محاولة لنهضة الشعوب واستعادة استقلاليتها وحريتها.
 
قالت الإمارات أن جريمتها المروعة بحق الجيش تأتي في إطار الدفاع عن النفس، ووصفت شهداء الجيش الذين ارتقوا في المجزرة بأنهم إرهابيين، والجميع يعرف أن الجيش اليمني لم يدخل أبو ظبي أو يهدد الجزر الثلاث المحتلة من إيران حتى تدافع عن نفسها، كما أن نعت شهداء الجيش بالإرهابيين يأتي في سياق سياسة شيطنة الخصوم التي تنتهجها الإمارات في بلدان الربيع العربي.
 
وبالمجمل، فقد عكست هذه التبريرات السخيفة مدى قوة الجيش اليمني الذي أصبحت دولة العيال تحسب له ألف حساب، وتبذل قصارى جهدها للقضاء عليه وتدميره، كونه أصبح يشكل خطرا حقيقيا على مشروعها التوسعي في المناطق المحررة؛ المشروع الذي عملت عليه الإمارات طوال أربع سنوات وكان الجيش على وشك أن يقضي عليه في غضون أيام لولا تدخل الطيران الإماراتي.
 
وبقدر ما خلّفت المجزرة الإماراتية من حزن اجتاح قلوب اليمنيين، فإنها شكّلت حالة من التلاحم والغضب الشعبي المناهض للمشروع الإماراتي، وأماطت اللثام عن كل جرائمها السابقة بحق الجيش والمواطنين، والتي كان البعض يصنفها في إطار الغارات الخاطئة من باب "حسن الظن" بالتحالف.
 
كما كشفت المجزرة حقيقة الموقف السعودي المتواطئ مع الإمارات بعد أن هلل البعض للسعودية ونسب انتصارات الجيش في شبوة إليها، وبقدر ما عرّت المجزرة الموقف المخزي للقيادة السعودية، فقد أظهرت حرصا كبيرا من شعب بلاد الحرمين وبقية الشعوب العربية تجاه إخوانهم في اليمن، واستنكارا قويا للإرهاب الإماراتي الذي يسعى لنشر الفوضى وإبقاء اليمن في دائرة عدم الاستقرار.
 
مجزرة الإمارات لن تكون الأخيرة إذا لم يتم طردها من التحالف بشكل رسمي، بعد أن أضحت مطرودة شعبيا، وإذا عجزت الشرعية عن طردها فهذا العجز لا وجود له في صفوف أبطال الجيش الوطني، وفي حين تعتقد الإمارات وأذنابها إن إرهابها ضد الجيش سيعيقه عن أداء مهمته، يوقن اليمنيون أن أبطال الجيش هم من سيكتبون نهاية المشروع الإماراتي في اليمن بإذن الله.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر