كانت قد وصلتني هذه الرسالة من أسم مستعار ولم ألق لها بالاً: (( أنا لست هاشميا.. أنا يمني.كم من الأرواح في سلالتنا تنبض بحب الجمهورية وتتنفس الحرية وتنكر ما آل إليه حال اليمن؛ لكنكم انتزعتم هذا الحق حين وصمتم كل هاشمي بختم الإمامة والاستبداد والأفضلية.. لم يعد يجدي دفاعنا عن وطنيتنا ضد موجة الكراهية والاحتقار الذي تتنامى في قلوب الناس، خاصة طبقة المثقفين والواعيّن)).
 
لكنني بعد اطلاع على قصص ومشاهدات واقعية، أيقنت أنه ليس اليمنيون فقط ضحايا للهاشمية السياسية وأطماعها في الحكم الأبدي والولاية.
 
العنصرية الهاشمية، التي قسمت المجتمع اليمني إلى طبقات وصنفت عباد الله إلى سيد وقبيلي وجزار ومزين وشريف وطرف، هي أيضا صنفت السلالة الهاشمية إلى طبقة الضحايا وطبقة المستفيدين.
 
لا ننكر أننا لعقود عشنا مع فريق من الأسر الهاشمية كيمنيين تماهت بيننا الألقاب؛ درسنا معا وتزوجنا منهم وتزوجوا منا.
 
وفريق آخر، برزت منه عائلات أوجدت لنفسها تميزا معدوما، وعزلت نفسها، فلا مصاهرة ولا مداخلة مع اليمنيين، إلا كبشر أقل مكانة.
 
هذه الأسر النافذة، جاه ومالا، هي التي أفسدت حياة اليمنيين والهاشميين على حد سواء. هي أشبه إلى حد كبير بعائلة روتشيلد الشهيرة تنظيما وحرصا على التأثير .
 
في معاركهم الشرسة، في سبيل الحكم وضد الجمهورية، قضى آلاف من أبناء هذه السلالة دفاعا عن أطماع المتحكمين منهم. عائلات قضى منها ثلاثة وأربعة قتلى في المعارك، إتباعا لوهم الأفضلية، الذي بات مقتصرا على الهاشمية السياسية.
 
لقد أوشكت أسر منهم على الانقراض، وصارت بيوتهم خاوية من الرجال، تزدحم بالإناث فقط. وليست، بطبيعة الحال، سوى تلك الأسر التي تأتي في المستوى الأدنى والأقل قيمة في السلالة.
ومن هؤلاء بالذات تتعالى أصوات تستنكر عنصرية اليمنيين ضدهم ؟!!!
 
نعم؛ كل ذي نفس سوية سيرفض العنصرية، ولا يواجه العنصرية بأخرى، إنما لا توجهوا لومكم على الإنسان اليمني الذي عانى طيلة قرون من ظلمكم وجبروتكم، وتطالبونه بالإنصاف في نظرته الكلية لهذه السلالة.
 
لا تتحدثوا عن العنصرية، وفي قلوبكم مثال ذرة من شعور بتميز أو أفضلية. فحتى خطاب البعض من سلالتكم يثير الضحك والسخرية، حول كونهم سادة طيبون ومتواضعون اقتداء بجدهم عليه الصلاة والسلام.
 
نحن لم نتفق أساسا، على أن النسب المزعوم للنبي، فيه فضل أو وجود.
 
إن أي هاشمي يخالجه أدنى يقين أن جده هو محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه حقا من آل البيت، وله فضل الانتساب للنبي، فهو مصاب بلوثة عقلية، وعليه أن يثبت نسبه هذا بفحص الDNA، وإلا فهو مجرد هراء نازي. وإن ثبت، فلا يثبت إلا أنه كبقية الناس، ليس إلا.
 
كان الأولى، ممن ينكر فعل الحوثية من الهاشميين، أن يشكلوا كيانا منفصلا يعلن تبرؤه من الحوثية وأفعالها وأطماعها وانقلابها على الدولة وكل جرائم الحرب التي ارتكبتها في حق هذا الشعب.
 
كان عليهم تشكيل كيان يندد بهذه العنصرية أولا، ويسعى لكفّ أيدي أبناء عمومتهم، من الهاشميين، عن العبث في هذا الوطن ونسيجه الاجتماعي..
 
بدلا من لوم الضحايا على موجة الكراهية الطبيعية كسلوك بشري لمن يتأذى.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر