الاحتلال أو الانفصال!


سلمان الحميدي

 ينادون للوحدة العربية، ولكنهم يدعون لانفصال اليمن، يفعلون ذلك عندما يجدون مقاومة لرغباتهم.

مع الثورة تعاظمت الأحلام، ومع تمديد الحرب لأرجلها بلا مبالاة، تحجمت الاهتمامات، تقوضت حتى رست على السفاسف التافهة، أو اللاشيء، وذلك ما خلق مساحة ليملؤها الأوغاد.

ومع بروز أصوات يمنية غير أصوات الثورة أمام مطامع الآخرين، نجد أصوات الطامعين أو حاملي مشاريعهم يصرخون: هناك اختلاف ثقافات بين الشمال والجنوب.. ليذهب إلى دولتين!.

لا يمثل ضاحي خلفان، صوت إمارات زايد الخير، زايد الذي لو سألت يمنيًا عنه يربطون ذكراه بترميم سد مأرب وبرفع مستوى اللحمة العربية لدرجة نسبها لليمن، أصل العرب..

غرد قائد شرطة دبي، بعقلية عسكري متحامل على كتيبة طالبت بالتموين، لا رجل محنك يقع على جهاز عتيد في واحدة من أهم المدن الصناعية الجديدة، كانت تغريدته حرفيًا: "عودة دولة الجنوب العربي بناء على رغبة أبنائها قبل "احتلالها" من اليمن الشمالي، مطلب شرعي.. لماذا يحرم أهل الجنوب من استعادة دولتهم كما كانت؟ لا شك هناك اختلاف شاسع بين العقليتين في صناعة المستقبل، في الوقت الذي يرى فيه الجنوبي كل ممكنات صناعة النجاح متوفرة، بينما لا يراها الشمالي".

إيه والله، هذه تغريدة ضاحي.. أين الاحتلال والأحزمة المدعومة "من طرف من التحالف" توقف "الشقاة" طبقًا لهوياتهم؟.

وهي تغريدة مماثلة للصحفي الكويتي أحمد جار الله، والذي كتب مقالًا بنفس الأسبوع في ذات الاتجاه مع اختلاف الصياغة فقط، وهو الذي كان قد مجد الوحدة اليمنية وكتب عنها المدائح في عهد علي صالح..
وكان أحد الصحفيين السعوديين قد مر معهم بنفس الخط.

دولتان، و... اختلاف ثقافات!.

ذريعة تافهة بأن هناك اختلاق ثقافات، كنا سنصمت لو أن بعض المقربين من الإماراتيين أنفسهم صمتوا، رغم أن المبرر هذا بالذات يضر برأس حربة التحالف العربي: المملكة العربية السعودية، إذ يخلق بيئة لدولة في الجنوب السعودي.. أما اليمن فلا يوجد أدنى اختلاف، إذ تنصهر الفروقات في بوتقة الهم الواحد!.

تأتي هذه الحملة عقب صعود أصوات تنتقد بعض المطامع التي ظهرت على أحد أطراف التحالف الذي جاء لإنقاذ "الشرعية اليمنية ومساعدة اليمنيين".

المن بالمساعدة على الضعيف، قبح فج، وإثارة الضجيج حول حجم المساعدات وأنه لا يستحقها، وأن هذا الذي جئنا لنساعده كان يستحق ما سيجري له ولا بد أن نتركه للحوثي ونسعى لتقسيمه، ليست من الشهامة في شيء، كما أنها صفة سيئة كانت تحمل العربي الأصيل على ذم من يتخذها نهج حياة، وتنتقص من عروبته ومروءته، وتظل خصلة للمعايرة ردحًا من الزمان!

صمتنا طمعًا أن تكتمل المساعدة على أكمل وجه، غير أن المطامع زادت والأهداف انحرفت، وصرنا عرضة للتشفي حتى عند الحوثيين!.

خلال الفترة السابقة دأبت أدوات "بعض أطراف التحالف" على النظر لكل من ينتقد مشاريع تضر بالشرعية خاصة وباليمن عامة، من قبيل الطمع بالشاطئ، تقويض الشرعية بأحزمة ملشاوية، تنظر إليه على أنه "إخواني" قطري، أو يفضل مشروع الحوثي، وهي نظرة الانحياز التأكيدي "حيث الناس يميلون إلى التركيز على المعلومات التي تؤكد معتقداتهم" ومن الطبيعي أن ينظرون للمعلومات التي تخالفهم على أنها "خاطئة".

حتى جاء بن دغر، سميع، حتى الصحفي سام الغباري، والذي كان مائلًا من قبل إلى نجل علي صالح، أحمد علي الذي يقيم في الإمارات، لم يتحمل ما كتبه خلفان، وجاراه برأي مماثل فكتب بغرابة:
"عودة إقليم عمان بشكله الجغرافي الواسع بما فيه دبي وأبو ظبي مطلب حيوي للمنطقة العربية، لماذا يحرم المواطنون هناك من العودة إلى وضعهم الطبيعي ضمن "إقليم عمان"، تساؤلات مهمة لاسترداد الحق العماني في الأراضي التي باتت تعرف باسم الإمارات العربية المتحدة".

هناك فرق بين من يكتب مجاراة، ومن يكتب ومعه بيس ليقول: إما سقطرى والشاطئ والأحزمة وإما الانفصال!.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر