سبعة زائد واحد


سلمان الحميدي

في رمضان الفائت، دخلت حملة أمنية إلى مربع أبو العباس في تعز. تم العثور على خمس جثث مدفونة في فناء أحد المنازل، كانت واحدة من الجرائم الفاضحة التي تدينه صراحة دون لبس، ولمراوغة التهمة التي لبسها المنضوين تحت لواء كتائبه؛ أعلن تعاونه مع الأمن، وبدأ أبو العباس يواجه أبو العباس!.

لم تروع هذه الجريمة أنصاره المناوئين للإصلاح، تحديدًا نخبة افتراضية تقوم بأنشطتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم مجموعة ممن ينادون بالمدنية والقيم الإنسانية ومشروع القومية الكبير، كما أنهم يرون تجلي الراديكالية في الإصلاح الذين يحاربونها فيه. هؤلاء وبدلًا من إدانة الجريمة بدأوا بالتلاعب بخيوطها مؤجلين التضامن حتى انجلاء الحقيقة وإعلانها من قبل الجانب الأمني.

غريب أن تغم الحقيقة الواضحة على أناس تكاد أبصارهم تخطف من لمعانها!.
هذا الميل الواضح والمعلن يكشف عن نتيجتين:
1 ـ إن مبادئهم ليست أكثر من مجرد شعار..
2 ـ أو نصرتهم لأبو العباس مجرد انتهازية..
غير أنهم، ونكاية بالإصلاح، خرجوا عن طور الانتهازية تماماً.
*
في رمضان الفائت، كانت خمس عوائل تبحث عن خمسة من أفرادها اختفوا فجأة، هؤلاء الخمسة ليسوا من فصيلة المستعرضين للأسلحة على المارة ولا من المتفيدين الذين تسري في دمائهم نزوة السلبطة، هؤلاء الأبطال كانوا ضمن كتيبة المدفعية ومن الأشاوس الصامدين في وجه المليشيا في خط التماس. تم اختطاف الخمسة إلى مربع أبو العباس وإعدامهم.

في رمضان، كان ثلاثة من الأفراد الخمسة المشار إليهم، كانوا يتشاطرون الشوق إلى منطقتهم ،غير أن الواقع يمدد لهم فترة المقاومة والصمود وإذكاء الشوق أكثر، منطقتهم قرية في شمال المدينة تسيطر عليها المليشيا، كانت مجازفة العودة تعني الموت، ذلك أنهم برأس قوائم المطلوبين للمليشيا، آثروا البقاء في المدينة للدفاع عنها وانتظار الاستراتيجية العسكرية للتحرك وفك السيطرة الملشاوية على القرية، كانوا من أخلص الأفراد، وأشجعهم وأنبلهم، يتنقلون بين الجبهات، يواجهون، يجلسون أياما في جبل هان ويعودون إلى داخل المدينة طمعًا بالنوم لساعات، وفي آخر عودة لاستراق غفوة لمحارب أصيل، تم الغدر بهم وسرقتهم من الشارع وهم عزل، ثم.... منحهم رقدة أبدية بأسلوب بشع.. أليس هذا قهرًا يكفي البلاد كلها ويستدعي تحركًا جادًا وصارمًا لإنهاء الإرهاب العنيف لشللية الغدر المنظم والممول في آن..

في رمضان، تم العثور على خمس جثث في فناء منزل يقع تحت نطاق سيطرة أبو العباس، وكان الجنود الخمسة ينتمون للواء 22 ميكا، هل هذه الحقيقة هي التي دعت أولئك الناس لعدم إدانة الجريمة بوضوح وبلا مراوغة، كانت الحقيقة مرعبة رغم أنها غمت على تيار بعينه وأراد تحقيقات وبصمات وأيمان مغلظة على المصحف الشريف ليصدق أن الجريمة حدثت فعلًا في المربع المشار إليه.
وفي رمضان نزلت حملة أمنية..

ورغم كل ما دار حول الجريمة، إلا أن موقف كما يقال "السبعة" كان لا بأس به، حتى أنهم انقسموا في مواقفهم حول الحملة الأمنية، بعضهم أيدوها... الحملة لا الجريمة.

هل تأثير الجوع أم توجهات المحافظ السابق أم ماذا؟
الآن لم يعد الموقف كما كان.. لأنهم صاروا سبعة زائد واحد..
يكون الأمر سيئًا عندما تمشي بعد استراتيجية نبيل الصوفي..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر