إعلام الشرعية لتفتيت الشرعية


فكرية شحرة

 يبدو أننا لن نعي أبدا خطورة وأهمية دور الإعلام للانتصار في معركتنا الكبرى. أو أننا نعي ذلك جيدا، فسلطناه بتركيز شديد في سبيل خسارتنا.
 
هذا التكالب المخيف، لتمزيق صف الجمهورية، لا يأتي على سبيل ثارات وأحقاد حزبية فقط؛ أنه مركز بدقة من أجل تشتيت العقول وإيقاعنا في هزيمة مروعة من صنع أفعالنا.
 
أين وزارة الإعلام مما يحدث في القنوات التابعة للشرعية؟ ولماذا لا يتم توحيد الخطاب الإعلامي ضد عدونا الأهم؟
 
الوزارة مطالبة بالإشراف على جميع القنوات التحريضية المتحدثة باسم الشرعية. فقد صار خطاب القنوات الرسمية أشد قبحا من خطاب المفسبكين ضد بعضهم. ومع ذلك يبقون مجرد مفسبكين، لكن خطاب القنوات المحسوبة على الشرعية هو خطاب للعالم عن قضيتنا المصيرية.
 
عار علينا هذا التمزق والتدليس والكذب وتشتيت قوتنا؛ عار علينا، ككتاب وإعلاميين وكجمهوريين نسعى لاستعادة وطننا.
 
نحن لسنا في معركة انتخابية، كي يجتهد كل حزب بإظهار معايب الحزب الآخر.. لسنا في سباق نحو السلطة، فلا دولة لدينا ولا حتى وطن !! التنافس المطلوب يكون في صالح الوطن.. أما الحاصل، فليس سوى إحراق لفكرة الأحزاب.
 
فحتى متى يظل السكوت نحو الخطاب الإعلامي للقنوات المتحدثة باسم الشرعية، التي تزيد الطين بلة، وحولت الشرعية إلى مسخرة الحوثيين.
 
يوجد شعور عام بالاستياء من هذا التصارع الجانبي المتجذر بين الأحزاب، ونفور أشد، من فكرة الحزبية، وأنها كانت السبب في خراب البلاد.
 
وصل المواطن العادي إلى فكرة: أن الولاية والإمامة هي الحصن الحصين ضد التشتت والتشرذم؛ ولتذهب الديمقراطية والتعددية السياسية إلى الجحيم، بكل مناكفاتها وكذبها وافتراءاتها وتناحرها !!
 
هل هذا ما تسعى إليه الملكية في اليمن؟ ووجدت الإنسان اليمني كالعادة أفضل من يدمر نفسه بنفسه..!!
باختصار، صار إعلام الشرعية موجه لتفتيت الشرعية، تحكمه المصالح الشخصية، وليس مصلحة الوطن كما يدعي الجميع..!!
 
إعلاميو الشرعية؛ إما صنف مستفيد ماليا براتب بعشرات الآلاف، ويكتب على صفحته على الفيس: تفاءلوا النصر قادم، ويخشى إغضاب ولي نعمته، فهموم الوطن لا تخصه فلا تسمع له ركزا !! وصنف يعمل بالأجرة ضد مكونات الشرعية، يملأ الدنيا كذبا وزورا.. الوطن آخر اهتماماته.
 
أما كلمة الحق فعلى عاتق البؤساء، الذين وهبوا اقلامهم للحق. هؤلاء مغضوب عليهم من عدوان الداخل والخارج..!!
 
لعل الحل لليمن، أن تستمر الحرب حتى ينقرض هذا الجيل المصاب بلعنة الحزبية والتناحر؛ لعل الله يخرج جيلا نقيا من الأحقاد، يؤمن أن الدين لله والوطن للجميع.
 
نحن لا نعي دروس التاريخ القريب، ولن نخرج من شبر الماء الذي نغرق فيه.. فاهتماماتنا منحصرة بكيف يغرق الواحد منا الآخر..!!
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر