لا شرعية إلا للشارع


فكرية شحرة

  تفاجأت بالتغيير الجذري لمواقفها السياسية وتصريحاتها الخطيرة عبر حالات الواتس، وبعض المنشورات الفيسبوكية؛ لقد انقلبت إلى النقيض في انتمائها للشرعية.
 
قالت ببساطة: الشرعية تكون لشيء موجود، ولا شرعية لمعدوم. 
 
لا شك أن الفجوة تتسع بين الشعب وقيادته !!
 
وأي قيادة منها، سوى القيادة الشرعية للبلاد؟ القيادة التي انتخب رئيسها كل الشعب، في توافق عجيب كقبول الإنسان بقدر الموت الذي لا بد منه.
 
وفيما الحوثي، الغاصب للسلطة، يجمع الأنصار حوله بشعارات مضحكة ويقودهم نحو الهلاك، تنفرط عرى الشرعية خلف أطماع فردية ومصالح شخصية.
 
لا فرق بين الحوثي والشرعية في اهمال هذا الشعب، وتكثيف معاناته، واستخدامه شماعة وجود. فلا حاكم بلا محكومين.
 
ولا يوجد شعب كاليمن، ينصاع بصبر ومكابرة، رغم معرفته إلى أي مدى وصل به السوء.
 
فلا دهشة إذا ظهر كائن هزيل من الجوع والمعاناة ليقول بكل عناد: نحن صامدون حتى آخر معذب متعب على أرض اليمن.
 
القيادات صامدة أيضا في مراكزها، فلا ضير، والشعب صامد في معاناته، إنما حتى متى؟!
 
الوضع المعيشي وصل إلى أقسى مراحل التدهور. وكل المعطيات تبشر بالمزيد من هذا الضياع لأننا صامدون فقط !!
 
وعود تلو الوعود بصرف أنصاف الرواتب، وأنصاف الحلول. لكنها تذهب أدراج الرياح، بعكس قرارات التعيين التي تتجلى كوضح النهار.
 
يعامل هذا الشعب كمطية. فقط، عليها أن تأكل من خشاش الأرض وتسمع وتطيع. لا أحد يبالي إن مات جوعا أو حربا أو انتهى في التشرد أو المصحات العقلية. فهو لن ينقرض على أية حال، وسيتبقى هناك شعب كي يحكمه المغتصب والشرعي على حد سواء.  
 
والخلاصة؛ أن الشرعية التي تستمد شرعيتها من قضية اليمن، لا تقاتل من أجل عودة، أو من أجل حرية لهذا الشعب. هم يشعلون الجبهات أحيانا من أجل مكاسب ومصالح فقط. وحين يحصلون على بغيتهم، لا يحسمون أمر هذه المعارك ولا يبالون بأرواح الضحايا.
 
مهما كانت الضغوط الإقليمية التي تمارس ضدها من قبل التحالف، ستسقط، حال إصرار الشرعية على مصلحة الشعب وعودة السيادة والدولة.
 
يجب أن نعي ألا أحد يمكنه أن يخرج هذا الشعب مما هو فيه من مأسيه سوى نفسه.. هو تائه وجائع ومحبط وخائف.. ماذا لو ثار ثورة أخيرة، موت أو حياة؟ ليثور على الجميع. فالحلول المؤقتة معاناة إضافية.
 
كم نحلم، نحن التائهون المشردون، "بقطز" ما، يقودنا إلى الخلاص من تتار هذا العصر.
 
كم نتمنى أن ينبت بيننا، فجأة، عمر المختار، ليقول في وجه الجميع: نحن لا نستسلم. ننتصر أو نموت.
 
نحلم كعادتنا، ولا يخرج منا قائد. فالقيادة من قلب هذه المعاناة، هي ما يحتاجه الشعب فقط.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر