شبح الاغتيالات .. من المستفيد؟


همدان الحقب

بلغت الحركه السياسيه، ذروة نشاطها خلال مؤتمر الحوار الوطني، وما رافقه من حوار سياسي، وانفتاح واجتهاد في ايجاد حلول للقضايا العالقه على مختلف الصعد، حيث أخذت الرؤى السياسية لمستقبل اليمن تعتمل بين الأحزاب السياسية، وكافة أطياف المجتمع اليمني، سعيا منها لإيجاد حلول تمكن اليمنيين من بناء دولتهم المنشودة، وفقا لاتفاق يرضي كافة أطراف وأطياف المجتمع اليمني.

إلى أن شعرت قوى الانقلاب، بعدم قدرتها على الاستمرار في ظل دولة نظام وقانون، تحفظ حقوق مواطنيها، ويحتكم فيها الجميع إلى قوانين دستوريه اتفق عليها الجميع، فكان ما كان من انقلاب على ما توصل اليه مؤتمر الحوار الوطني من وثيقه تاريخيه تؤسس لمستقبل يمني مشرق.

جاء الانقلاب وقضى على الأمل الوحيد الذي لاح في افق اليمنيين للخروج من حالة التيه والصراع، لتسيطر مجموعة مسلحة مدعومة بالولاء المطلق من قادة عسكريين طالما حرصوا على عرقلة مسيرة تطور المجتمع اليمني وبناء الدولة اليمنية.

قاوم اليمنيون حركة الانقلاب، وانضم الى صفوف مقاومتهم تحالف دعم الشرعيه، وكان يمكن أن يكون هذا التحالف سندا قويا للتخلص من الحركة الانقلابية، واعادة الشرعية، ليستمر العمل السياسي المنظم على تنفيذ الحلول التي توصل اليها مؤتمر الحوار الوطني، ليتحقق ما أمل به اليمنيون، وما ضحى من أجله شباب الثوره السلمية، ورجال المقاومة الأوفياء الذين بذلوا دمائهم رخيصة في سبيل استعادة الدولة اليمنية.

ذلك لو لم تكن لدى بعض تلك القوى الداعمه للشرعيه رؤيتها الخاصه لمستقبل يمن ما بعد الحرب، ضاربة بعرض الحائط كل تضحيات اليمنيين، ومعاناتهم ومقاومتهم لكل صنوف الاضطهاد والمجاعة والفقر، إذ لم يكن كافياً بالنسبة لها تشرد الاف الأسر واختطاف الاف الشباب واستشهاد الاف اخرين ومعاناة مئات الاف جراء تغول المليشيات الانقلابية في محاصرة وتشريد اليمنيين وتعذيبهم وتصفيتهم ، حيث صرفت تلك القوى نظرها عن الهدف الأسمى لانظمامها الى تحالف دعم الشرعية لتسعى جاهدة لتنفيذ مخططاتها المرسومة لمستقبل اليمن ما بعد الحرب.

تلك الأجندة التي تسعى هذه القوى لتنفيذها لا يهمها اطالة امد الحرب مع ما يترتب عليها من تدهور في الاقتصاد ودخول البلد في حالة من المجاعة والأوبئة وانهيار في العملة وانفلات في الحالة الأمنية وما إلى ذلك من ويلات قد تلحق بأي بلد تطول فيه أمد الحرب دون وجود قوة شرعية تحفظ أمنه وتوفر سبل العيش الكريم لأبنائه في المناطق الخاضعه لسيطرة الحكومة الشرعية.

إن من أبرز الدلائل والشواهد لسعي تلك القوى لتنفيذ أجندتها الخاصة هي حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المناطق المسيطر عليها من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من قبل تلك القوى ، حيث شهدت عدن لوحدها ما يزيد عن 400 عملية اغتيال بعد تحريرها من تحالف الانقلاب على الشرعية ، تلك الاغتيال ليست مجرد صراع عادي ما بين اطراف محليه متنازعه كما يسعى البعض لتصويرها ، بل أنها مؤشر خطير وخطير جدا يكشف ما تسعى اليه بعض القوى من افراغ ساحة المناطق المحررة من كل العقول السياسية الشابة والقيادات التي كان لها دور بارز في العمل السياسي خلال فترة الحوار الوطني وما سبقه من تنشيط للوعي الثوري خلال فترة ثورة الشباب السلمية.

وما الاحترافية والدقه التي تتسم بها عمليات الاغتيالات من حيث انتقاء المستهدفين ودقة تنفيذها واخفاء جميع اثار مرتكبيها إلا شاهد واضح وجلي عن وجود قوة تمتلك كافة الامكانات والتي سخرتها لتصفية الساحة من كل الناشطين وترك الباب على مصراعيه لتحكم الجماعات المسلحة والتي هي الأخرى مجرد أداة لتنفيذ تلك الأجندة .

إن خلو الساحة اليمنية من العقول السياسية الشابة التي رسمت وتسعى جاهدة لرسم مستقبل اليمن والخروج من حالة الفوضى التي يعيشها ، والتي طالما وقفت حجر عثرة أمام التلاعب بأحلام اليمنيين وتطلعاتهم لهو مؤشر خطير عن مستقبل تسود فيه الجماعات المسلحة التي تحركها وتتحكم بها أطراف خارجية لا يهمها مستقبل اليمن بالقدر الذي يهمها السيطرة على مصالحه الحيوية من موانئ وجزر وغيرها من المصالح الحيوية التي وضعت اعينها عليها منذ الوهله الأولى لمشاركتها في دعم الشرعية، ولا يسعنا نحن كيمنيين إلا أن نقف صفا واحدا لإيقاف عمليات الاغتيالات التي تطال اخواننا الناشطين من مختلف الأطياف السياسية ووقف هذا المسلسل المرعب الذي تسعى بعض القوى فرضه كواقع سيواجهه كل من لا يرضى بأجندتها متجاهلاً الغرض الأسمى الذي بذل من أجله الشباب اليمني ارواحهم وتحملوا في سبيله معاناة الاختطاف والتشرد والمجاعه ، ألا وهو استعادة الدولة اليمنية واستمرار العمل السياسي وتحقيق تطلعات وأحلام الشباب اليمني وتنفيذ أهداف ثورة الشباب السلمية..

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر