عدن مدينة الجريمة المنظمة


فكرية شحرة

جريمة مقتل الطالب محمد دحان الحارثي في يوم تخرجه من كلية الطيران في عدن، والتي لاقت أصداء واسعة؛ ليست أول الجرائم الصادمة التي تقوم بها عصابات الجنوب؛ بل هي واحدة من سلسلة جرائم مدروسة تريد أن تصل بنا إلى فكرة محددة .

فالجرائم في عدن تنوعت بين جرائم القتل السياسي كما يحدث لمنتسبي حزب الإصلاح وأئمة المساجد، وجرائم ضد أبناء عدن من العامة والبسطاء، وأغلبهم نساء وأطفال في قضايا اغتصاب وخطف وقتل .
والجرائم المناطقية ضد أبناء الشمال باختلاف أنواعها من قتل أو ترحيل، أو منع عبورهم وإساءة معاملة وحرمان من حقوق كما يحدث لـ450 طالب كان الشهيد وزملائه ضمنهم فلم يتسلموا مرتبات أسوة بالجنوبيين .

ولسنا بصدد تعداد لجرائم العنصرية الفاشية الجنوبية لثقتنا أن العصابة الانقلابية في صنعاء بكل أفعالها الإجرامية ضد الشعب يوازيها عصابة مماثلة في عدن، تقوم بذات الدور القذر ضد الأبرياء، فلا غرابة من تشابه النزعة الإجرامية .

كما بات جليا أن حق الحكم والولاية في البطنين يقابله حق تقرير المصير والقضية الجنوبية .
كلها دعاوى باطلة تنخر في الجسد اليمني الواحد؛ يذكيها ذات العدو الذي يريد أن يرى اليمن مجزئا ولقمة صائغة البلع .

إن الفكرة التي تعمل على تثبيتها هذه العصابات في أذهاننا أن عدن مدينة منتهية أمنيا، و دخلت في طور المدن الميتة التي لا أمل أن تقام عليها دولة نظام وقانون، مدينة يجب أن تترك لمصيرها فيبتلعها البحر أو الغزاة الجدد .

لو أننا كشماليين نعلم أو نصدق أن هذه الأفعال الإجرامية التي تحدث في الجنوب من فعل شرفاؤها أو عامة الناس فيها؛ لطالبنا نحن في شمال الوطن بالانفصال بل ولكان طلاقا بائنا.
لكننا على ثقة أن هذه الأفعال الموغلة في الإجرام وحقارة النفوس لا تصدر من أخوتنا الجنوبيين المحبين لوطنهم وأمنهم ..
الواعين لما يدبر ضد مدينتهم. !

لو أن أسياد هذه العصابات يريدون خيرا في عدن ما أشاعوا فيها الجريمة، ولا حرموا أبنائها من خيراتها ولا ضيقوا عليهم في معيشتهم بلا خدمات أساسية للحياة .
إن ما يراد لعدن أقبح مما يتخيل الجنوبيون .

هذه الأفعال تصدر من نفوس حقيرة باعت نفسها للشيطان قبل المال ..تخلت عن قيم الإنسانية والدين والأخلاق قبل تخليها عن الوطن جنوبا وشمالا..

اثبتوا لنا أن الجنوبيون كلهم على قلب واحد في هذا الإجرام وارتكاب الشنائع، ونحن نخلي بينكم وبين الهلاك فهو مصير من يحمل هكذا أخلاق .
فالشعوب تنقرض إذا تفشى فيها الظلم والقتل والفساد وهذا المصير يجب أن نحاربه شمالا وجنوبا .

صار واجبنا نحو عدن واجبين فهي نصف الوطن الذي لن نتخلى عنه إذا أصابه المرض والوهن، وهي نصف الوطن الذي ينزلق في الخراب والتدمير الذاتي .

عدن بحاجة إلى أن تفرض الدولة نفسها، وأن تقاوم ما يريد لها من انحسار رغم الصعوبات..عليها أن تثبت عدم ضلوعها في التآمر على عدن بالرضوخ لما يراد لها، وأن تقوم بواجبها كصاحبة القرار في إنقاذ عدن من هذه الفوضى وإنقاذ اليمن مما يحاك ضده .
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر