قرابة ثلاثة أعوام منذ أن بدأ انحراف الإمارات عن أهداف التحالف وقرار مجلس الأمن 2216 وتفكيك وإنهاء الوجود السياسي والأمني لسلطة الدولة الشرعية في المحافظات المحررة وإضعاف الشرعية وتشكيل جيوش ومليشيا وأحزمة مناطقية وجهوية على حساب الدولة وفي الضد منها، كما يؤكد تقرير فريق الأمم المتحدة، فضلاً عن الإساءات المتعددة لرئيس الجمهورية وتحويل عدن إلى ساحة معسكر للتمرد عليه. وبمقابل ذلك، قرابة ثلاثة أعوام ظلت السلطة الشرعية تتجنب حتى مجرد الإشارة للإمارات ولم تعلن عن احتجاجها وسط تصاعد الاحتجاج الشعبي، وفعلت ذلك لأسباب تتعلق ربما بحرصها على وحدة التحالف وحاجتها لعدم فتح جبهات متعددة داخل معسكر الشرعية وحلفائها.
 
وحينما اتخذت الحكومة الشرعية وأبرز الأحزاب والمكونات الوطنية المساندة لها موقف رافض للمساس بسيادة الدولة ووحدها وسلامة أراضيها بعد أن وصلت الشرعية ووحدة الدولة وسيادتها ومصالح البلد العليا والأساسية الى تهديد خطير ينتهي معه مبرر وجود الشرعية والحكومة والأحزاب إذا فضلت الصمت، دعاها الدكتور ياسين إلى "التعوذ من الشيطان".
 
بينما ظل صامتاً عن الإشارة لكل تلك الانحرافات طيلة ثلاثة أعوام من إضعاف الشرعية وتفكيك وحدة الدولة، وهنا يصطف ضد الحكومة الذي هو ممثلاً لدبلوماسيتها في بريطانيا، أحد أهم البلدان الفاعلة داخل المجتمع الدولي والممسكة بالملف اليمني في مجلس الأمن.
 
إن لم يكن هذا إنحياز للإنحرفات ومصدرها وللتهديد المتفاقم للشرعية والدولة ومصالح اليمنيين، فهو نوع من الوعظ السياسي يشبه ذلك النوع من الوعظ الديني الذي تستخدمه الأنظمة السلطوية عبر وعاظ وزارات الأوقاف والإرشاد لتفريغ غضب الشعوب حين تصل بها سياسة السلطة وآلة القهر إلى مرحلة الثورة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر