المساكن في إب.. أزمة خانقة وأسعار مجنونة

"علي محمد عبد الله"  مواطن من أبناء محافظة تعز، نزح  إلى إب مع نهاية شهر رمضان الماضي هارباً من الأحداث التي تعصف بمدينته، فور وصوله إلى إب مكث هو وأسرته لأيام في أحد فنادق المدينة ،قبل أن يغادره بسبب تكاليفه الباهظة، استقر بعدها في دكان أحد العمارات بأطراف المدينة من الجهة الغربية وبقي فيها حتى عيد الأضحى المبارك، ليغادر إلى قريته قبل أن يعود باحثاً عن شقة ،الشقة التي يبحث عنها لثلاثة أشهر ولم يجدها بعد.

 

ما كتب أعلاه قصة صغيرة توضح ظاهرة انعدام المساكن في محافظة إب اليمنية التي تعيش ازدحاماً سكانياً كبيراً هذه الأيام.

 

ففي الآونة الأخيرة ظهرت بمحافظة إب أزمة خانقة في المساكن ،لتضاف إلى الأزمات التي تشهدها المدينة منذ عامين جراء الأحداث الجارية في البلد.

 

وتشير المعلومات بأن مركز المحافظة ـ مدينة إب ـ تعيش أزمة كبيرة في المساكن أدت إلى انتعاش نسبي في عمليات البناء والتشييد في الوقت الذي تجري فيه حرباً في البلد أثرت على حركة الاقتصاد العام وتوقف لحركة الاستيراد التي يقوم عليها ثلث الاقتصاد الوطني.

 

السلام الجزئي الذي تعيشه المحافظة ،وموجة النزوح اليها ،وأسباب أخرى كانت سبباً في نشوء المشكلة التي تتفاقم مع الأيام لتصبح مشكلة كبيرة تؤرق الكير من المواطنين والوافدين إليها.

 

كثافة سكانية وانعدام للمساكن

تشهد محافظة إب ـ وسط اليمن ـ ازدحاماً سكانياً كبيراً وكثافة سكانية غير معهودة،أدت إلى ظهور مشكلة انعدام المساكن في المحافظة التي تشهد توافداً كبيراً من النازحين من المحافظات المجاورة،نتيجة الحرب الجارية بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة ومليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من جهة أخرى.

 

الكثافة السكانية هذه أدت وبسبب انعدام الشقق السكنية إلى حركة دائمة في الفنادق التي تحولت إلى أماكن إقامة دائمة لكثير ممن لم يستطع العثور على شقة سكنية.

موجات الطلب الكبيرة على الشقق السكنية جعلت من الحصول عليها أشبه بالمعجزة على حد تعبير (صلاح محمد)ـ يعمل في تأجير العقارات ـ ،والذي أوضح لنا بأنه وغيره الكثير ممن يعملون في مجال تاجري العقارات باتوا يواجهون طلبات كثيرة من المواطنين لكن هناك عجز كبير في الشقق يصل إلى حد العدم وهو الأمر الذي يسبب لهم إحراجاً أمام الزبائن وبواراُ في العمل.

وأضاف:"الحصول على شقة في إب خلال هذه الأيام يُعد معجزة،كون المحافظة تعيش ازدحام سكاني وموجة نازحين وموسم أعراس.

 

من جهته يرى المواطن (سعد الدين علي)بأن المشكلة أصبحت عويصة وانه يبحث جدياً في السفر إلى صنعاء أو أي محافظة أخرى للعيش نظراً لعدم توفر شقة في إب،مؤكداً بأنه وللشهر الثاني وهو يبحث عن شقة ولم يجد.

 

موجة النزوح وعلاقتها بالمشكلة

يرى كثير من المواطنين والمهتمين بهذا الشأن أن موجة النزوح التي شهدتها المحافظة من محافظات (تعز،عدن،الضالع،صنعاء)أدت إلى ظهور مشكلة المساكن في المحافظة ،مؤكدين بأن المحافظة التي تعاني من كثافة سكانية عالية كأكبر معدل كثافة سكانية بالجمهورية،زادت حدة الطلب على المساكن فيها مع بداية توافد النازحين إليها في بدايات العام 2015م ،الأمر الذي فاقم من المشكلة حتى وصلت إلى هذا الحد.

آخرون يرون أيضاً بأن المدينة بحد ذاتها صغيرة،ومدينة ثانوية ولا تكفي لأبنائها الساكنين فيها ،ومن باب أولى فتوافد النازحين إليها وبالحجم الكبير الذي لم يتوقعه أحد كان له الأثر الكبير في ظهور المشكلة.

 

أسعار مجنونة

بحسب استقصاء أجريناه لعدد كبير من المواطنين،فإن زيادة كبيرة طرأت على أسعار الشقق السكنية في المحافظة وصلت إلى حدود 75% ،كان لانعدام الشقق وكثرة الطلب عليها السبب الرئيس في ذلك.

وبالنظر إلى أسعار الشقق في المحافظة قبل عامين وكيف وصلت إليه اليوم نجد بأن الشقق الكبيرة لم تتعدى أسعارها سقف (40,000) قبل عامين ،في حين أن شقق صغيرة جداً أسعارها الآن تبدأ من سقف(40,000) فأكثر وهو ما يعني ارتفاع كبير في أسعارها.

(صالح سالم) ـ سمسار شقق ـ يعزوا هذا الارتفاع إلى حاجة كثير من الوافدين إلى المحافظة من النازحين إلى شقق،الأمر الذي يجعل من صاحب الشقة القيام برفع سعرها أمام المتنافسين،والأمر ذاته ينعكس على أسعار الشقق المؤجرة،حيث يضطر المؤجرين إلى رفع أسعارها على المستأجرين نتيجة السعر الجديد المتداول في السوق،إضافة إلى الطلب المتزايد على الشقق وبأسعار أكثر من الموجودة.

 

 

ظاهرة اقتصادية

الباحث في الشأن الاقتصادي (عبد الحكيم محمد) يرى بأن الأمر لا يعزوا عن كونه ظاهرة اقتصادية تتحكم بها سياسة (العرض ،الطلب)،مؤكداً بأن انعدام الشقق وارتفاع أسعارها تعود لكثرة الطلب على الشقق،في حالة وجود محدودية في العرض.

 

ويضيف:بأن عوامل كثيرة أدت إلى ظهور هذه المشكلة منها كثرة الطلب على المساكن ،من قبل الوافدين على المحافظة بالإضافة إلى موسم الأعراس الذي تعرف به المدينة هذه الأيام إضافة إلى عوامل الهدوء والسكينة النسبية التي تتوفر في المحافظة مقارنة بالمحافظات الأخرى.

 

 

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر