الحوثيون يحتجزون ناقلتي نفط دوليتين في الحديدة..وإحدى الشركات المالكة ترفع قضية لدى المحكمة العليا البريطانية

[ صورة ارشيفية لإحدى السفن الراسية في ميناء الحديدة ]


لندن، 14 سبتمبر (رويترز) 

 استولت السلطات في ميناء الحديدة، الواقع تحت سيطرة المتمردين الحوثيين في اليمن، على ناقلتي نفط لتجار دوليين إثر خلافات على دفع تكاليف الشحن، وفقا لأصحاب السفن، الأمر الذي قد يعقد أكثر صعوبة استيراد الإمدادات الحيوية للبلاد. بحسب ما نشرته وكالة رويترز بالإنجليزية اليوم الأربعاء.

وأوضحت الوكالة أن شركة Ocean Tankers"" (ناقلات المحيط)، المالكة للسفينتين اللتين تحملان ما مقداره 74,000 طن من النفط، ومقرها في سنغافوره، أكدت أن السفينتان منعتا من مغادرة ميناء الحديدة في البحر الأحمر، وهو ثاني أكبر ميناء في اليمن، ويقع تحت سيطرة المتمردون الحوثيون الذين يبسطون أيضا على العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال متحدث باسم ناقلات المحيط إن "السفينتان ليستا قيد الحجز، ولكن لسوء الحظ تم إيقافهما في إطار نزاع تجاري بين أصحاب المصالح المالية. وأن الخلاف لا علاقة له بناقلات المحيط أو سفننا، ونحن نأمل أن يتم تسوية الخلاف بسرعة".

ونقلت رويترز عن عدة مصادر تجارية قريبة من هذه القضية، قولها إن السلطات اليمنية (التابعة للمتمردين الحوثيين) منعت السفن من المغادرة بعد امتناعها عن دفع عشرات الملايين من الدولارات عن حمولتها من البنزين ونفط الغاز.

وتعود ملكية الحمولتين للعائلتين التجاريتين جنفور "Gunvor" و ليتاسكو "Litasco"، ومقرهما سويسرا، وهما أحد الأذرع التجارية لشركة لوك أويل النفطية الروسية، واستوردت عبر كروغاز "CruGas"، شركة تجارية تتخذ من لندن مقرا لها، والمورد المنتظم لشركة النفط الرئيسية في اليمن.

وفي وثيقة اطلعت عليها رويترز كشفت أن وزارة العدل اليمنية أصدرت، في 4 سبتمبر أمر قضائي يأمر وكيل الشحن عدم إعطاء السفينتين تصاريح المغادرة. ولم تذكر رويترز من هو هذا الوكيل.

وردا على احتجاز السفينة "هونج زي هو" تقدم المالك التجاري جنفور Gunvor بدعوى قضائية في 6 سبتمبر في المحكمة العليا البريطانية ضد شركة كرو غاز CruGas، مدعيا ما يقرب من 39 مليون $ تعويضا للخسائر التي تكبدتها شركته، وفقا لسجلات المحكمة التي اطلعت عليها رويترز.

وقالت شركة جنفور إن كروغاز مدين لها بغرامات التأخير - وهي تكلفة أخفافها الوفاء بإفراغ السفينة في الوقت المحدد لها – أضافة إلى التكاليف المسبقة لشحن الحمولة من 30,000 إلى 35,000 طن.

ورفضت كل من الشركتين المالكتين جنفور وليتاسكو التعليق. فيما لم يتسن الحصول على تعليق كروغاز. كما لم يتسن أيضا الوصول الى مسؤولين في الحكومة التي يسيطر عليها الحوثيون في ??صنعاء خلال عطلة عيد الأضحى.

وطبقا لرويترز، قالت مصادر في ميناء الحديدة إن شركة كرو غاز وشركة الغاز والنفط اليمنية (YOGC)  دخلتا في خلافات مالية بشأن استلام الوقود.

ووفقا لبيانات تتبع السفن التي حصلت عليها رويترز، فإن السفينتان رسيتا قبالة ساحل اليمن لعدة أشهر.

تعارض قانوني

بن هيني، وهو رئيس المخاطر السياسية لدى عون فرانس وسيط التأمين على النقل البحري الفرنسي، قال لرويترز إن ارسال المنتجات النفطية إلى منطقة حرب هو مغامرة تعتريها المخاطر، تبدأ من العوامل السياسية التي تحول دون تسليمها وتصل إلى إفلاس المشتري ومخاطر عدم السداد.

وأعتبر لويس بولليرت، رئيس شركة عون للائتمان التجاري والضمان والمخاطر السياسية، أن هذا الحادث يمكن أن تكون له آثار بعيدة المدى على قدرة اليمن على استيراد الوقود أو غيرها من السلع في المستقبل بسبب مخاطر التأمين التي ترفع من كلفة الرحلات البحرية بشكل كبير أو في بعض الحالات تجعلها أمرا مستحيلا.

من ناحيته أضاف هيني أن "أي احتجاز أو عرقلة للعمل في اليمن والذي من شأنه أن يؤثر على قطاع النفط دون أن يتم حله بشكل سريع، سيؤدي بالتأكيد إلى انسحاب كلي من التأمين والرغبة المالية لتمويل وتغطية هذه الأنواع من المخاطر".

ووفقا لـ"بولليرت"، فإن عقد التوريد يخضع للقانون الانكليزي، في حين أن ما تم هو إجراء قضائي بموجب القانون اليمني، الأمر الذي خلق عدم تطابق قانوني.

واضاف هيني "سيكون من المستحيل بالنسبة للناقلة القيام بمناورة من أجل مغادرة الميناء. بالإضافة إلى ذلك، فإن سلامة الطاقم يعد أمر بالغ الأهمية، وأي محاولة لتحدي"القانون" المحلي بالتأكيد سيضيف خطرا غير مرحبا بالنسبة لسلامة الطاقم، في ظل وضع مرفوض أصلا".

وقالت مصادر إن المشكلة تتفاقم بسبب قلة مخزون وقود تزويد السفن في ميناء الحديدة، المتوقع أن ينفد في غضون بضعة أسابيع. وقد تم استبدال طاقم سفينة هونغ زي هو في الأيام الأخيرة.

 

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر