نموذج إيران وطالبان لتركيع المجتمع.. الحوثيون يفرضون قيودا جديدة على النساء في المناطق الخاضعة لسيطرتهم

[ يمنيات في السوق القديمة في صنعاء في 2 آذار/مارس 2020. © أ ف ب/أرشيف ]

يشدد الحوثيون قبضتهم لتضييق القيود الاجتماعية على النساء في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها.
 
وتروي الشابة عبير المقطري البالغة 21 عاما لوكالة الأنباء الفرنسية "حصلت على منحة دراسية في القاهرة ولكن لم يسمح لي الحوثيون بالمغادرة من مطار صنعاء" الخاضعة لسيطرتهم منذ 2014، منددة بحرمانها من حقوقها "البديهية".
 
ولم يسمح لعبير أيضا، والتي يحاصر الحوثيون مدينتها تعز، جنوب غرب اليمن، من التوجه إلى مطار عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة، متذرعين بمنع النساء من التنقل من مدينة إلى أخرى أو السفر من دون محرم.
 
ويشبه منع النساء من السفر بدون محرم لمسافات طويلة تلك القيود التي تفرضها حركة طالبان في أفغانستان، وهو أمر لم يكن موجودا في اليمن قبل الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.
  
وعلى الرغم من أن المجتمع اليمني محافظ بشكل عام، إلا أنه سمح تقليديا بمساحة للحريات الفردية. لكن تغير ذلك منذ صعود الحوثيين. ويفرض هؤلاء قواعد اجتماعية ودينية متشددة في المناطق التي يسيطرون عليها.
 
وتوضح رضية المتوكل وهي ناشطة حقوقيّة يمنية، ومؤسِّسة ورئيسة منظمة يمنية لحقوق الإنسان أنه رغم الطابع المحافظ للمجتمع اليمني "فهذه أول مرة يصدر فيها قرار بتحديد حرية التحرك للنساء من قبل سلطة رسمية".
 
ووفق هذه الناشطة الحقوقية فإن التنقل أو السفر مع محرم يشكل سابقة "خطيرة للغاية" تعاقب بشكل خاص النساء العاملات مع اتجاه عام لتحديد وجودهن في الفضاء العام.
 
"نموذج إيران وطالبان لتركيع المجتمع"
 
وإلى ذلك، فقد تم إغلاق العديد من برك السباحة وقاعات الرياضة المخصصة للنساء في صنعاء شهر آب/أغسطس الماضي، من بينها مشروع صالون تجميل وناد رياضي تابع لعائشة أحمد.
 
وبعد عدة التماسات ومناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعائشة، سُمح لها بإعادة فتح صالون التجميل ولكن دون السماح لها بفتح قاعة الرياضة التي أغلقت إلى أجل غير مسمى.
 
وتوضح أن القرار نتج عنه "فقدان ثماني موظفات في النادي الرياضي لوظائفهن من أصل 15 موظفة".
 
أما في منطقة الحديدة غرب البلاد، والتي تخضع هي أيضا لسيطرة الحوثيين، أغلقت السلطات مقهى مخصص للسيدات.
 
وفي هذا الشأن، تقول مالكة المقهى (38 عاما) التي اشترطت عدم الكشف عن اسمها إن العاملات طلبن منها "الموافقة على كل الشروط للاستمرار" موضحة "أخبرناهم بموافقتنا على ارتداء ما يريدونه حتى لو كان البرقع الأفغاني". وأضافت "تم الاتفاق على ارتداء زي موحد طويل (يشبه العباءات)".
 
وترى بلقيس اللهبي، مستشارة النوع الاجتماعي في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن هذه الإجراءات تخدم الأهداف الدينية والسياسية على حد سواء، وتأتي لإرضاء الجناح الأكثر تشددا لدى الحوثيين. وتقول إن الحوثيين "يستلهمون من النموذج الإيراني ونموذج نظام طالبان لقمع أي صوت معارض وتركيع المجتمع".
 
مقاومة من المجتمع
 
أما في صعدة معقل الحوثيين وبعض القرى النائية، لم يعد بإمكان السيدات التنقل لوحدهن بعد السادسة مساء، حتى في حالات الطوارئ الطبية، ولم يعد بإمكانهن الوصول إلى وسائل منع الحمل بسهولة بسبب قيود طالتها أيضا.
 
بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تكليف وحدة شرطة نسائية تعرف باسم "الزينبيات" بتنظيم وفرض النظام في جميع الأماكن المخصصة للنساء.
 
ولكن تبقى هناك مقاومة السكان في المدن الكبرى، لصد ما تصفه رضية المتوكل بـ"محاولات طلبنة المجتمع" خاصة في العاصمة صنعاء التي لطالما عرفت بالتنوع السكاني والجيل الجديد من اليمنيين الذي يرغب بالدفاع عن حقوقه.
 
ولكن تقول المتوكل إنها "معركة طويلة الأجل" موضحة "لا نعلم من سيفوز (..) لأن في النهاية، الناس مرهقون".
 
وكانت قد لقيت قرارات منع حفلات التخرج المختلطة من الجامعات وفي المطاعم بالإضافة إلى منع الموسيقى خلال بعض الاحتفالات استهجانا من قبل السكان في صنعاء ما أجبرها على التراجع في بعض الأحيان.
 
المصدر: فرانس برس
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر