موقع بريطاني يكشف عن اجتماع سري بين وفد سعودي وحزب الله أسفر عن ضمان وقف إطلاق النار في اليمن

كشف موقع بريطاني، اليوم الاثنين 27 يونيو 2022، أن اجتماع سري بين وفد سعودي واخر من حزب الله في لبنان مهد الطريق لوقف إطلاق النار في اليمن، بحسب ما نقل عن مصادر متعددة. 

ووفق ما نقل موقع «Middle East Eye» كان الاجتماع استثنائي لأن الطرفين يعتبران بعضهما البعض أعداء لدودين، وقد نفى حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، مراراً وتكراراً والعمل نيابة عن الحوثيين في اليمن، على الرغم من أنه ليس سراً أن الحركة تتدرب من قبل حزب الله وتحذو حذوه.

في الاجتماع الذي عقد في أواخر مارس/ آذار الماضي 2022، قدم نعيم قاسم، نائب نصر الله، للسعوديين قائمة مطالب كشرط لوقف فوري لإطلاق النار في اليمن. 

وشملت المطالب الإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة الرئيسي ومطار صنعاء، وتبادل الأسرى، والذين ليس كلهم من اليمنيين ولكن بعضهم من الشيعة المسجونين في البحرين ودول الخليج الأخرى.   

بعد ثلاثة أسابيع، حدث معظم هذا، رغم أنه لم يتم الإفراج عن جميع السجناء المدرجين في قائمة قاسم. في ذلك الوقت، جاءت استقالة هادي في 18 أبريل ونقل صلاحياته إلى مجلس رئاسي فجأة بعد ثماني سنوات من الدعم السعودي للرئيس اليمني. 

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أجبره على ترك منصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية الفعلية. 

ولكن حتى اليوم، لم يكن السبب وراء قيام الحاكم الفعلي للسعودية بذلك، غير معروف، بخلاف رغبته في تخليص نفسه من تدخل عسكري مكلف وغير فعال لمدة سبع سنوات كان قد شنه ضد الحوثيين في واحدة من أولى أعماله كوزير للدفاع.  

وفقًا للأمم المتحدة، سيكون الصراع في اليمن قد أسفر عن مقتل 377,000 شخص بحلول نهاية عام 2022، وقد نزح ما يقدر بنحو أربعة ملايين شخص، ويعتمد 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات. 

في يونيو/ حزيران، تم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، وقال مصدر خليجي "إن الامور كادت أن تنهار بعد أن واصل الحوثيون عملياتهم العسكرية حول مدينة مأرب بوسط اليمن والمحافظة المحيطة بها". 

رداً على ذلك، علم موقع «Middle East Eye» إن المملكة العربية السعودية هددت بمقاطعة الجولة التالية من المحادثات بين الوفدين السعودي والإيراني، والتي عُقدت في بغداد لمعالجة القضايا الإقليمية بين الحين والآخر لعدة أشهر. 

في ذلك الوقت، سافر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي لعب دور الوسيط في المحادثات السعودية الإيرانية، إلى كلا البلدين، وأثار القضية مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الأحد. 

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي مساء الأحد: "أكدوا خلال الاجتماع دعم الهدنة في اليمن وتعزيز الجهود لإحلال السلام هناك، كما أكدوا أن الحل السلمي للأزمة يجب أن يعكس إرادة الشعب اليمني". 

وأكدت مصادر متعددة في الخليج وخارجه حدوث الاجتماع في لبنان، عندما اتصل به موقع «Middle East Eye»، لم يرد حزب الله، لكن مصدرا على اطلاع على أعلى المستويات في التنظيم أكد أن "السعوديين اقتربوا من حزب الله". ولم ترد السفارة السعودية في لندن على طلب للتعليق. 
 

الحوثي يتحدث عن الطاولة

بدأت الخطوة الدبلوماسية غير العادية في أحد الاجتماعات السعودية والإيرانية وجهاً لوجه في بغداد. 

وقال مصدر خليجي لموقع «Middle East Eye»: "السعوديون طلبوا من الإيرانيين فتح الملف اليمني، وأصر الإيرانيون على أن اليمن دولة مستقلة وأنهم لم يتدخلوا في الشأن اليمني، قال الجانب الإيراني إن الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله هو تسوية العلاقات". 

وبحسب المصدر، قال السعوديون إن أي تسوية للعلاقات لا يمكن أن تتم إلا بلقاء مباشر بينهم وبين الحوثيين. 

هنا تختلف الروايات، حيث تقول مصادر خليجية إن الإيرانيين ضغطوا من أجل لقاء الجانبين ورفض الحوثيون مثل هذا الاجتماع، وتقول مصادر مقربة من حزب الله عكس ذلك، وقال مصدر مقرب من حزب الله، مستخدماً الاسم الرسمي لحركة الحوثي، "لم يرغب السعوديون [في مقابلتهم] لأنهم لا يريدون التعرف على أنصار الله". 

ثم عرض الجانب الإيراني نصر الله كمتحدث باسمه، وكان السعوديون مترددين، وقال مصدر خليجي "لقد انطلقوا، لكنهم بعد ذلك تقبلوا الفكرة وأرسلوا وفدا إلى لبنان". 

لدى وصوله إلى بيروت، قيل للوفد السعودي أن نعيم قاسم سيلتقي به، وليس نصر الله نفسه، رفضوا ذلك وعادوا على الفور إلى فندقهم، في اليوم التالي اتصل بهم حزب الله وأقنعهم بمقابلة قاسم. واستمر الاجتماع 25 دقيقة، لفترة قصيرة بالنظر إلى مدى تعقيد ما تم مناقشته. 

بدأ الوفد السعودي بخطوط دبلوماسية معيارية في الشرق الأوسط: "كلنا عرب، كلنا إخوة، يجب أن نلتقي"، ونحى قاسم هذا الأمر جانباً، وأخرج قطعة من الورق وقدمها للسعوديين. 

وكان عليها قائمة بنحو عشرة مطالب بدأت بإقالة هادي وتنصيب مجلس رئاسي موسع، واستمرت بتبادل الأسرى ورفع الحصار عن مطار الحديدة وصنعاء. 

سأل السعوديون قاسم ماذا سيكون رد الحوثيين إذا تم تلبية هذه المطالب.  أجاب قاسم: "بمجرد أن تدرك أننا جادون تماماً، سيكون هناك وقف فوري لإطلاق النار"، بحسب ما قاله مصدر مطلع على الاجتماع لموقع «Middle East Eye». 

بعد ثلاثة أسابيع، بدأ السعوديون في سن هذه الإجراءات وأعلن الحوثيون وقف إطلاق النار. على الرغم من بدء رسو السفن في الحديدة وتحليق الطائرات مرة أخرى عبر مطار صنعاء، واصل الحوثيون إغلاق طرق الإمداد للقوات الموالية للحكومة في مأرب ومدينة تعز الجنوبية. 

وهدد السعوديون مرة أخرى بالانسحاب من لقائهم مع الإيرانيين في بغداد إذا لم يرد الحوثيون "إيجابا"، مما أدى إلى رحلة الكاظمي إلى طهران. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر