أسوشيتد برس: الحصار الحوثي على "العبدية" يقيد المساعدات الإنسانية وحركة السكان

قال مسؤولون وعمال إغاثة تابعون للأمم المتحدة يوم الأحد إن متمردي الحوثي يواصلون حصارهم المستمر منذ أسابيع على منطقة العبدية في محافظة مأرب بوسط البلاد، حيث أوقفوا المساعدات الإنسانية ومنعوا تنقل سكانها البالغ عددهم 37 ألف نسمة.
 
وقال مسؤولون عسكريون من الجانبين إن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران تقدموا في العبدية جنوب مدينة مأرب في الأسابيع الأخيرة، مما أجبر قوات الحكومة المعترف بها دوليا على التراجع.
 
وقال محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة، إن الحوثيين "يرتكبون إبادة جماعية" في العبدية، ويمنعون الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى من الوصول إلى المنطقة.
 
والهجوم على العبدية هو جزء من هجوم الحوثيين للسيطرة على مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة والتي يحاول المتمردون السيطرة عليها منذ سنوات. حيث كثفوا هجومهم في فبراير، والذي شجعه على ما يبدو قرار إدارة الرئيس جو بايدن بإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية. ومع ذلك، فقد واجهوا مقاومة شديدة من قبل القوات الحكومية والقبلية بمساعدة التحالف.
 
وقُتل آلاف المقاتلين، معظمهم من الحوثيين، في اشتباكات وغارات جوية في محيط مدينة مأرب. وعادة ما يهاجم الحوثيون بموجات من المقاتلين الذي يلتحمون مع الخطوط الحكومية، وبالتالي يصبحون أهدافًا سهلة في الصحراء المفتوحة لطائرات التحالف الحربية.
 
ومن بين القتلى في القتال أطفال جندهم الحوثيون. حيث تنتشر اللافتات التي تحمل صور الجنود الأطفال في الشوارع في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بما في ذلك العاصمة صنعاء.
 


كما قُتل العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال لا تتجاوز أعمارهم عامين، في هجمات الحوثيين على مدينة مأرب باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات.
 
يريد المتمردون الحوثيون  انتزاع مأرب الغنية بالطاقة من الحكومة لإكمال سيطرتهم على شمال اليمن، وهي خطوة من شأنها أن تعزز موقفهم في أي مفاوضات مستقبلية لإنهاء الصراع المدمر. لقد تحدوا حتى الآن الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد والمشاركة في مفاوضات لتسوية الصراع.
 
وقال اثنان من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة إن الحوثيين منعوا وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وقيّدوا حركة الناس هناك لنحو ثلاثة أسابيع. وقالوا إن آلاف الأشخاص نزحوا وسط القصف العشوائي والهجمات الصاروخية على المباني السكنية والبنية التحتية في العبدية.
 
وقال العمال، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، بأن الحصار الحوثي منع أيضًا نقل الجرحى والمرضى الآخرين إلى خارج المنطقة، حيث لم يُسمح لهم باطلاع وسائل الإعلام بذلك .
 
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية إن صاروخا باليستيا أصاب، الجمعة ، مستشفى علي عبد المغني، المنشأة الصحية الرئيسية في العبودية التي تقدم رعاية طبية عاجلة لأهالي المديرية.
 
وقال مسؤولون عسكريون من الجانبين، -تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بإطلاع وسائل الإعلام-، إن المتمردين دخلوا وسط المنطقة، لكن القتال العنيف استمر في عدة مناطق وسط غارات جوية كثيفة للتحالف.
 
وقال التحالف الذي تقوده السعودية إنه شن عشرات الغارات الجوية على الحوثيين لوقف تقدمهم في المنطقة.
 
في اتصال هاتفي يوم السبت مع تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، دعا العرادة المجتمع الدولي إلى "اتخاذ قرارات جريئة لتصنيف هذه الميليشيا على أنها جماعة إرهابية ومحاكمة قادتها كمجرمي حرب".
 
وزعم محمد عبد السلام كبير المفاوضين والمتحدثين باسم المتمردين أن المتمردين الحوثيين  يقاتلون مسلحين مرتبطين بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. كما زعم أن الممرات الإنسانية كانت متاحة في العبدية "لكن الأمم المتحدة ليست جادة في إيجاد حلول إنسانية".
 
لم يقدم عبد السلام أدلة تدعم مزاعمه ولم يرد على المكالمات الهاتفية للحصول على تعليق.
 
وندد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، يوم السبت، بتصعيد الحوثيين في مأرب، والذي قال إنه "يظهر استخفافًا صارخًا بسلامة المدنيين".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر