على وقع تصعيد في المنطقة.. هل تستغل إيران اليمن لضرب الملاحة الدولية؟

[ أدلة عرضها التحالف عن تورط الحوثيين في استهداف الملاحة الدولية - أرشيف ]

على وقع ملامح تصعيد في المنطقة، تحرّكت فرنسا لجس نبض إيران بخصوص استئناف محادثات فيينا الخاصة بإحياء الاتفاق النووي، وسط توتر يرخي بظلاله على العلاقات بين طهران والغرب، عقب اتهام إيران بالهجوم على ناقلة النفط «ميرسير ستريت» وتلويح بالرد عليها.

وفي أول اتصال هاتفي يتلقاه كرئيس جديد لإيران، بحث إبراهيم رئيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عدداً من الملفات الإقليمية والدولية، حيث دعاه ماكرون إلى «وضع حد من دون تأخير لكل الأنشطة النووية التي تواصلها في انتهاك للاتفاق النووي وإلى أن تستأنف سريعاً المفاوضات في فيينا بهدف إنهائها».

ورد رئيسي أن «الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق لم تفِ بالتزاماتها»، مشدداً: «في أي مفاوضات، تجب المحافظة على حقوق الشعب الإيراني وضمان مصالح البلاد».


الأمن البحري

وفي محاولة للتوصل إلى تسوية لأزمة السفينة التي هددت الملاحة الدولية، قال ماكرون: «أولا وقبل كل شيء، يجب أن نخلق إطاراً للاستقرار والتأكد من أنه سيكون هناك استقرار في مختلف القضايا، بما في ذلك حالة الملاحة البحرية».

وكان تعليق رئيسي أن «إيران جادة للغاية في توفير الأمن والحفاظ على الردع في منطقة الخليج وبحر عمان، وستواجه العناصر التي تتسبب بزعزعة الأمن».


تصريح بلينكن

على جبهة أخرى، كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يؤكد: «نحن على ثقة بأن إيران هي التي قامت بالهجوم على ميرسير ستريت»، الذي أدى إلى مقتل بريطاني وروماني على متن السفينة التي يشغلها رجل أعمال من الكيان الصهيوني.

وخلال كلمة له في جلسة افتراضية لمجلس الأمن لمناقشة أمن الملاحة البحرية، أضاف بلينكن أن الدول المسؤولة عن هجمات ضد الملاحة البحرية يجب أن تحاسب، وأن هجوم إيران على السفينة غير مبرر.

ودعا إلى «إعادة الالتزام بالدفاع عن النظم والقواعد البحرية»، مؤكدا أنه يؤيد «سيادة وسلامة الدول في حماية حدودها المعترف بها بما في ذلك الحدود البحرية».

وكان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب شدد على أن «الهجوم على ميرسير ستريت لن يمر دون محاسبة إيران.. سننفذ رداً منسقاً».


استثمار اليمن

وأثار الهجوم على السفينة «ميرسير ستريت» في بحر عمان تساؤلات حول ما إذا كان اليمن سيتحول إلى مصدر تهديد جديد للسفن، وذلك بعد أن تكشّفت معلومات حول أن الهجوم جاء من شرقي اليمن عبر ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وكانت صحيفة دايلي إكسبرس البريطانية، نقلت عن مصادر استخباراتية أميركية وبريطانية أن «الحوثيين نفذوا العمل الوحشي بأمر من طهران. وطهران زودت المسلّحين بطائرة من دون طيار طويلة المدى لتهديد السفن التجارية الدولية في بعض أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم».

وسبق أن أبدت دولٌ قلقها من نقل إيران طائرات مسيرة للحوثيين، وفي يناير الماضي، كشفت مجلة نيوزويك الأميركية إرسال إيران طائرات من دون طيار «انتحارية» من طراز «شاهد 136»، يصل مداها إلى نحو 2200 كيلومتر إلى محافظة الجوف في اليمن من أجل شن هجوم على مجموعة متنوعة من الأهداف.

وكثيراً ما اعترضت البحرية الأميركية، وتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، قوارب وسفناً إيرانية وأخرى مجهولة المصدر تحمل أسلحة ومتفجرات، لكن اليمن يمتلك شريطاً ساحلياً كبيراً تصعب مراقبته بشكل دقيق، ولذلك تصل الأسلحة بطرق عدة إلى البلاد، أغلبها عن طريق البحر، وميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، الذي يسيطر عليه الحوثيون.


قوة خاصة

وفي السياق ذاته، ذكرت «دايلي إكسبريس» أن 40 جندياً من عناصر القوة الجوية الخاصة البريطانية، وصلوا في 7 الجاري إلى مطار الغيضة في محافظة المهرة، لملاحقة مهاجمي السفينة ميرسير ستريت.

وقال مصدر عسكري بريطاني للصحيفة، إن وصول القوات الخاصة هو رسالة لإيران بأن بريطانيا لن تتسامح مع مثل هذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل حارس أمن بريطاني وروماني آخر.

وحول القوات البريطانية، قالت الصحيفة «عند هبوطهم في مطار الغيضة في المهرة قيل إنهم يستخدمون متعاقدين محليين، مدعومين من وزارة الخارجية، ممن لديهم معرفة بالمنطقة للمساعدة في مطاردة المرتزقة الحوثيين المسؤولين»، مردفة أن الفريق يضم «وحدة حرب إلكترونية متخصصة مهمتها مراقبة الاتصالات، وتعمل مع قوة العمليات الخاصة الأميركية التي كانت موجودة بالفعل في المنطقة، وتساعد في تدريب نخبة من وحدات الكوماندوز السعودية».

ويعتقد مراقبون أن تساهل القوى الإقليمية والدولية في الملف اليمني، وتركهم البحر للإيرانيين لتزويد الحوثيين بالتقنيات العسكرية عبر البحر، قد أوصل الأمور إلى ما هي عليه، محذّرين من استغلال إيران ذلك لتحويل اليمن إلى مصدر تهديد للملاحة الدولية.


المصدر: القبس الكويتي

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر