"هيومن رايتس" تنشر شهادات لناجيّن من جريمة حرق الحوثيين للمهاجرين بصنعاء 

[ جريمة حرق ميليشيا الحوثيين للمهاجرين في مركز احتجاز بصنعاء/ وكالات ]

نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، شهادات مروعة لمهاجرين أثيوبيين، نجوا من جريمة محرقة الحوثيين لمرفق احتجازهم بالعاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيا، وراح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى.

وقالت "هيومن رايتس ووتش"، إنها تحدثت هاتفيًا مع خمسة مهاجرين إثيوبيين مُحتجزين في مرفق الاحتجاز التابع لمليشيا الحوثي في صنعاء، ومسؤولين من الأمم المتحدة في اليمن.

وأوضحت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، أن "الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات أفادوا أنّ ظروف الاحتجاز في المنشأة المكتظة غير صحيّة، ووُضع حتى 550 مهاجرًا في هنجر". 

وأضافت "رايتس" نقلا عن المهاجرين: أنهم "لم يحصلوا على أفرشة للنوم، لكن سُمح لهم بشراء فراش من الحراس. وأن الطعام كان محدود، ومياه الشرب شحيحة، ما أجبر المحتجزين على الشرب من حنفيات المراحيض".

وتابعت: "المحتجزون نظّموا، بعد أسابيع من العيش في المنشأة المكتظة، إضرابًا عن الطعام؛ احتجاجًا على الظروف واستمرار احتجازهم".

واشترط الحوثيون للإفراج عنهم "دفع 70 ألف ريال يمني (280 دولار أمريكي) لحراس الأمن".  مؤكدين "تعرضهم لانتهاكات لفظية من قبل الحرّاس، بما فيها الإهانات العنصرية، والتهديدات، والشتائم المتكررة".

وأضافت المنظمة، "في صباح 7 مارس/آذار، بحسب ما قال المحتجزون، رفضوا تناول الإفطار. حوالي الساعة 1 بعد الظهر، عاد الحراس بطعام الغداء، لكنّ المحتجزين أصرّوا على رفضهم".

"تلا ذلك اشتباك قال المحتجزون إنّ حراس الأمن تعرفوا خلاله على منظمي الاحتجاج، وأخرجوهم من الهنجر، وضربوهم بالعصي الخشبية وأسلحتهم النارية".

وأفادت، أن "الحراس غادروا، وعادوا بعد عدة دقائق برفقة قوات أمن بالزي الأسود والأخضر والرمادي التابعة للحوثيين. كانوا مجهزين بأسلحة ومعدات عسكرية. قال الأشخاص الذين قوبلوا إنّ حراس الأمن أمروا المحتجزين بتلاوة "صلواتهم الأخيرة".

وزادت: "صعد أحد أفراد القوة الوافدة إلى سطح الهنجر، الذي يضمّ فسحات مفتوحة، وأطلق مقذوفتين على الغرفة. قال المهاجرون إنّ الموفة الأولى أحدثت دخانا كثيفا وجعلت عيونهم تدمع وتلذع. انفجرت الثانية، التي أسماها المهاجرون بالـ "قنبلة"، محدثةً دويا ومشعلة الحريق". 

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنها لا "تستطيع التحقق من نوع المقذوفات المستخدمة، لكنّ روايات الشهود تشير إلى احتمال استخدام قنابل دخانية، أو خراطيش غاز مسيل للدموع، أو قنابل صوتية، أو ما يُعرف بالأجهزة "الومضية".

ونقلت المنظمة عن أحد المهاجرين (20 عاما) قوله: "كان الدخان والنيران كثيفَيْن. لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الوضع حينها - انفجرت [المقذوفات]، وتصاعد دخان كثيف، ثمّ انتشرت النيران. كنت مذعورا، وكأنّ الدخان شلّ ذهني. كان الناس يسعلون، وأحرقت النيران الفراش والبطانيات ... احترق الناس أحياء. اضطُررت إلى الدوس على جثثهم للهروب".

وأشارت إلى أنه "بعد نحو 10 إلى 15 دقيقة، ساعد الناس خارج الهنجر في كسر الجدران والأبواب، ونقلوا عددا من الناجين إلى المستشفيات القريبة".

وأكدت المنظمة تلقيها مقاطع فيديو تؤكد روايات الشهود وحلّلتها، بما فيه فيديو التُقط بعد الحريق مباشرة يظهر عشرات الجثث المتفحمة في وضعيات تشير إلى أنهم كانوا يحاولون الفرار لكن الدخان والنار تغلبا عليهم.

وكانت مصادر أثيوبية قد كشفت عن السبب وراء إقدام مليشيا الحوثي بارتكاب جريمة حرق اللاجئين بصنعاء الأحد الماضي.

وقال تقرير نشره موقع البي بي سي، إن "معظم القتلى والجرحى كانوا من بين قرابة 900 شخص محتجز وفقاً لما ذكرته المنظمة الدولية للهجرة ومصادر يمنية وإثيوبية متطابقة".

واتهمت مصادر إثيوبية في أوروبا والولايات المتحدة، كانت على إتصالات ببعض أولئك اللاجئين المحتجزين، اتهمت سلطات الحوثيين بفرض مبالغ مالية على هؤلاء مقابل ترحيلهم مما اضطرهم إلى الإضراب عن الطعام والاشتباك لاحقاً مع حراسهم.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر