هل ستجبر الظروف الاقتصادية الرياض لمغادرة اليمن خلال العام 2021؟

[ خلال استقبال السفير السعودي للرئيس هادي في المهرة 2018 ]

"لا يمكن المغادرة، ويستحيل البقاء"، هكذا شبّه الباحث الروسي "ألكسندر نازاروف"، وضع السعودية في ظل استمرار الحرب في اليمن، للعام السادس على التوالي. مشبّها "وضع اليمن حاليًا بالنسبة للرياض، بوضع أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة".

وكتب الباحث الروسي مقاله المعنوّن بالسؤال: هل تخرج السعودية من اليمن عام 2021؟ ، ونشره موقع "روسيا اليوم"... مشيرًا إلى أن "النظام العالمي يتفكك، ويحدث هذا على شكل سلسلة من الأزمات، لكل منها طبيعته الخاصة. ومن بين الأزمات التي تدخل فيها أكبر دول العالم، أزمة الحلفاء والتحالفات".

وقال نازاروف، "إن المشكلات الاقتصادية المتزايدة تجبر الدول الكبرى على إعادة توجيه بوصلتها نحو حل المشكلات الداخلية، وإعادة النظر في العلاقات مع الحلفاء، والمبادئ التي كانت تستند إليها التحالفات في السابق". مؤكدا "انتهاء كرم الزعماء والقادة، وبدأت الاحتكاكات والصراعات مع المرؤوسين".

وأشار إلى "استمرار تدهو الوضع المالي في الخليج، سواء بسبب انخفاض أسعار النفط، أو بسبب الجائحة المستمرة، وفي إطار الأزمة الاقتصادية العالمية المشتركة". 

وأكد في هذا السياق، أن "السعودية تعاني من عجز كبير في الموازنة، وتحتاج إلى المال، لهذا كان على الكويت والإمارات تقديم المساعدة للرياض من خلال شراء جزء من أسهم أرامكو السعودية كجزء من الاكتتاب العام للشركة".

وتوقّع المحلل الروسي، "بقرب انخفاض كبير في الإنفاق السعودي على المشروعات الخارجية، بالتوازي مع تراجع نفوذ السعودية على حلفائها وفي الخارج بشكل عام". لافتا إلى أن "الرياض تدرك جيدا عواقب مثل هذه السياسات، من زعزعة للاستقرار الداخلي، حتى في الدول الغنية". 

ولفت نازاروف إلى أنه "كان من المفترض أن تكون قد نضجت لدى الرياض رغبة قوية في إنهاء الحرب في اليمن". مقارنة بحجم الإنفاق الذي تقوم به على الحرب.

وقال: إن مركز "ويلسون" الأمريكي، في عام 2015، قدّر إنفاق التحالف على الحرب في اليمن بمبلغ 200 مليون دولار يوميا، مع تغطية السعودية لمعظم هذه التكاليف".

وأشار إلى الصعوبات التي تواجهها الرياض في خروجها من اليمن. مرجعا السبب إلى ما أسماها بـ"غياب الصيغة الواضحة لتحقيق الاستقرار في اليمن بشروط مقبولة إلى حد ما بالنسبة للرياض".

وأضاف، من الأسباب كذلك: "تزايد التناقضات، وتعقيد التنافس مع الإمارات في حال خروج السعودية من اليمن، سيجعل الرياض تفقد  قيادتها في شبه الجزيرة". "كما أن إضعاف موقف الرياض في اليمن يقوّض مكانة السعودية في مجلس التعاون الخليجي، وآفاق هذه المنظمة برمتها". حسب قوله.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر