"يجب إفراغها فوراً".. علماء يحذرون من تسرب نفطي "وشيك ومدمّر" لناقلة صافر في البحر الأحمر

حذر علماء من أن ناقلة نفط متحللة راسية قبالة الساحل اليمني (خزان صافر) الذي يسيطر عليه الحوثيون على وشك إحداث أكبر تسرب نفطي في العالم. 
 

وفي دراسة بحثية نشرتها مجلة «Frontiers in Marine Science» أمس الثلاثاء، من قبل مجموعة من الخبراء الدوليين حذروا، من أنه ما لم يتم اتخاذ إجراء فوري، ستكون هناك "كارثة بيئية وإنسانية إقليمية". 
 

وطور العلماء نموذجًا حاسوبيًا لكيفية انتشار الزيت إذا حدث تسرب كبير خلال فصل الشتاء، حيث كانت التيارات في هذا الوقت من العام تنشر النفط على طول ساحل البحر الأحمر أكثر بكثير مما كانت عليه في الصيف، وفق ما نقل موقع «Arab news».
 

وقالت الدراسة "إن الناقلة، التي كانت تستخدم كسفينة تخزين وتفريغ، راسية قبالة ساحل الحديدة، صارت ساحة معركة رئيسية في الصراع اليمني بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليًا".


                     نماذج توضح انتشار الزيت من التسرب من الصافر في الشتاء والصيف.

وقالت كارين كلاينهاوس، الأستاذة المشاركة في كلية علوم البحار والغلاف الجوي في جامعة ستوني بروك، التي ترأست فريق العلماء، "حان الوقت الآن لمنع حدوث دمار محتمل لمياه المنطقة وسبل عيش وصحة ملايين الأشخاص الذين يعيشون في ستة بلدان على طول ساحل البحر الأحمر". 

وأضافت "إذا تم السماح بحدوث تسرب من الناقلة صافر، سينتشر النفط عبر التيارات المحيطية لتدمير أحد موارد المحيطات العالمية، حيث من المتوقع أن تكون الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر وخليج العقبة من بين النظم البيئية الأخيرة للشعاب المرجانية في العالم في مواجهة للبقاء على قيد الحياة في العقود القادمة".
 

وقالت "إن الشعاب المرجانية في المنطقة يمكن أن تعيش في المياه الأكثر دفئًا مقارنة بالشعاب المرجانية الأخرى حول العالم، والتي يتم القضاء عليها بسبب ارتفاع درجات الحرارة بفعل تغير المناخ".
 

ودعت الدراسة، الأمم المتحدة ومنظمتها البحرية الدولية إلى اتخاذ إجراءات طارئة لإزالة النفط على الرغم من التوترات السياسية الإقليمية. 
 

وقالت "على المسؤولين التحرك على الفور لتأمين سبل عيش شعوب البحر الأحمر ولتأمين أكبر ملجأ بحري في العالم من تغير المناخ". 
 

وفقًا للعلماء، لم يتمكن أحد من الوصول إلى السفينة حتى الآن على الرغم من قول الأمم المتحدة الشهر الماضي إنها توصلت إلى اتفاق مع الحوثيين للسماح لخبرائها بالوصول الى متنها. 
 

وفي مايو، اخترقت المياه هيكل السفينة ودخلت غرفة المحركات وشوهدت بقع زيت بالقرب من الناقلة في سبتمبر. 
 


وقال العلماء: "لقد تقطعت السبل بالسفينة صافر وتدهورت قبالة الساحل اليمني منذ عام 2015، مما أعطى العالم تحذيرًا أكثر استباقية على الإطلاق من حدوث تسرب نفطي كبير"، وتابعت "لكن هذه الفرصة الفريدة يتم تبديدها".
 

وتحتوي الناقلة "صافر" على مليون برميل من النفط - أي أربعة أضعاف الكمية التي تسربت من Exxon Valdez في التسرب الكارثي عام 1989 في ألاسكا. ومنعت ميليشيا الحوثي الخبراء مرارًا من الوصول إلى السفينة المهجورة منذ عام 2015. 
 

وقال مسؤول أميركي الأسبوع الماضي إن رفض الحوثيين السماح بدخول الناقلة يشبه سلوك جماعة إرهابية. واتهم الميليشيا، التي أشعلت فتيل حرب اليمن في 2014 عندما سيطرت على العاصمة صنعاء، بارتكاب سلسلة من الهجمات على السفن في البحر الأحمر. 
 

والجمعة الماضية 11 ديسمبر/ كانون أول، أعلنت الأمم المتحدة، أن خبراءها سيصلون إلى "خزان صافر" قبالة سواحل الحديدة على البحر الأحمر، (غربي اليمن)، نهاية يناير المقبل. 
 

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "عقدنا اجتماعا إيجابيا مع سلطات الأمر الواقع بصنعاء (الحوثيين) في عطلة الأسبوع الماضي، وبتنا متفائلين بأنه سيكون بالإمكان المحافظة على الإطار الزمني للوصول إلى الناقلة (صافر) أواخر يناير المقبل، أو أوائل فبراير 2021".  
 

في المقابل، قال مسؤول رفيع في شركة صافر، إن خطر ناقلة صافر سيستمر مالم يتم إفراغ حمولتها من النفط الخام المقدر بنحو 1.1 مليون برميل، وحذر من أن الناقلة في وضع خطير منذ فترة طويلة، وستبقى في خطر حتى بعد زيارة الفريق الأممي، مشدداً على أن توقف الخطر مرهون بتفريغ الخزان العائم من النفط بشكل فوري. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر