بتنسيق مع الإمارات.. هل يعمل الحوثيون على إنهاء وجود ما تبقى من يهود اليمن؟ 

يعمل الحوثيون بتنسيق مع الإمارات على طرد ما تبقى من "يهود اليمن" من مناطق تواجدهم في شمال اليمن، ونقلهم إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ضمن الخدمات التي تقدمها أبو ظبي لـ تل أبيب عقب تطبيع العلاقات المعلنة في 13 أغسطس 2020. 


والسبت الماضي كشفت صحيفة لندنية، عن ترتيبات حثيثة لتهجير آخر ما تبقى من اليهود اليمنيين ونقلهم للاستقرار في أبوظبي، التي ترغب في استثمارهم في تحسين صورتها لدى الغرب، وذلك بعد اشهار التطبيع بين الإمارات وإسرائيل. 

 

 ورفض آخر يهود اليمن عروضاً كثيرة للانتقال إلى إسرائيل خلال السنوات الماضية، بسبب خوفهم من صعوبة الاندماج والاختلاف الثقافي. 


إنتقال اليهود إلى الإمارات

ووافق نحو 40 فرداً على الانتقال للإمارات التي رحّبت باستضافتهم بعد طلب من الإدارة الأميركية، فيما يجرى إقناع البقية بالموافقة على الانتقال إلى دولة عربية لن يجدوا فيها صعوبة في الاندماج، بحسب ما نقلت صحيفة "العربي الجديد".
 

وقالت المصادر إن صفقة إجلاء آخر يهود اليمن تتم برعاية أميركية وإشراف مباشر من المبعوث الأممي لدى اليمن، البريطاني مارتن غريفيث، وتنسيق إماراتي ـ إيراني رفيع، حيث طلبت أبوظبي من طهران التدخّل لدى الحوثيين لتسهيل عملية الإجلاء، كما سيتم استقدام عشرات من اليهود اليمنيين إلى أبوظبي، من تل أبيب ولندن ونيويورك. 
 

وتسعى أبوظبي لاستثمار يهود اليمن في تحسين صورتها، والترويج لمشروع مجمع ديني أعلنت عنه نهاية سبتمبر/ أيلول من العام الفائت، ويضم المشروع الذي أُطلق عليه "بيت العائلة الإبراهيمية" كنيساً وجامعاً وكنيسة في مكانٍ واحد على جزيرة السعديات، والتي تبعد نحو 500 متر فقط من العاصمة الإماراتية. 

ومهّدت الإمارات لانتقال آخر اليهود اليمنيين، بالإعلان في التاسع من أغسطس/آب الجاري، عن مزاعم قيامها بالمساعدة في لم شمل عائلة يهودية من اليمن ببقية أفرادها المقيمين بلندن، ليجتمعوا معاً في دولة الإمارات بعد فراق دام 15 عاماً. 

ووفقا لوكالة أنباء الإمارات" وام"، فقد عملت السلطات الإماراتية على تسهيل سفر الأب والأم من اليمن إلى أبوظبي، كما تم اتخاذ التدابير اللازمة من أجل سفر بقية أفراد الأسرة، وهم الابنة والابن وزوجته والأحفاد، من لندن إلى دولة الإمارات. 

 

الحوثيون يطالبون "اليهود" بالمغادرة 

إلى ذلك كشفت صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران، طالبت اليهود المتبقين في اليمن بمغادرة البلاد، وفقًا لمصادر في محافظة عمران (شمال اليمن). 

ونقلت الصحيفة عن زعيم عشيرة في المحافظة يدعى علي قدير، قوله إن الجماعة حاصرت قرية في منتصف يوليو الماضي لاستجواب أفراد عائلة يهودية تعيش هناك، بشأن اتصالاتها بأشخاص في الخارج. 

وأضاف قدير: "وصلت مجموعة من الآليات العسكرية إلى المنطقة، واتخذت مواقعها عند مداخل القرية وأقامت نقاط تفتيش"، وتابع: "دخل الجنود منزل عائلة يهودية في القرية واستجوبوا أفرادها حول مراسلاتهم مع  إسرائيل، وممتلكاتهم في القرية ومناطق أخرى، وما إذا كانوا على اتصال بأقارب يقيمون في بلدان أخرى أم لا". 

وأكد قدير أن بعض من تم استجوابهم نُقلوا إلى مكان مجهول واحتجزوا لمدة 48 ساعة، وقال: "خلال السنوات القليلة الماضية، حُرم اليهود من كثير من حقوقهم. لم يعد بإمكانهم السفر إلا بإذن مسبق من مشرف المنطقة المعين من قبل الحوثيين ". 

رواية قدير أيدها شخص يدعى سعيد أحمد (ليس اسمه الحقيقي خوفا من الحوثيين)، وهو من سكان بلدة خارف القريبة، مشيرا إلى أنه يتمتع بصداقات قوية مع العديد من اليهود في المنطقة، وأضاف: "في 12 يوليو، اعتقل الحوثيون سبعة من اليهود بعد استجوابهم وتفتيش بعض منازلهم". 

 

شروط صعبة 

وأشار أحمد إلى أن الحوثيين، الذين استولوا على معظم التجمعات السكانية الرئيسية في اليمن، أمروا هؤلاء اليهود بمغادرة البلاد، وفرضوا عليهم شروطًا معينة فيما يتعلق بممتلكاتهم، وأبرزها أنه لا يمكنهم بيعها إلا لسكان المنطقة، أو للدولة، أي للحوثيين أنفسهم، وأوضح أن سلطات الحوثيين ترتب الآن خروجهم من اليمن، ومنحهم آلية محددة للسفر والتواصل وإجراء الأعمال. 

تشير التقديرات إلى أن عدد اليهود بلغ في اليمن وصل إلى حوالي 200  ألف نسمة قبل أن يبدأ أفراد منها بالمغادرة  في وقت مبكر من القرن الماضي، ووصلت الهجرة الجماعية إلى ذروتها في عام 1949 و 1950 من خلال عملية ماجيك كاربت،  والتي نقلت حوالي 50.000 شخص من اليمن إلى إسرائيل، ثم توالت الهجرة في السنوات عبر رحلات.  

من جهته، أعرب مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية للصحيفة، عن قلقه، وأوضح أن هذا الاضطهاد بدأ بقتل وسجن وترحيل العديد من اليهود في محافظتي صعدة وعمران، وأشار إلى أن اليهود المتبقين في اليمن لا يتجاوز عددهم 22 عائلة معظمهم يعيشون في محافظة عمران، وآخرون في محافظتي صنعاء وصعدة. 

وأشار المصدر إلى تقارير غير مؤكدة عن يهود يقبعون في السجون منذ ثلاث سنوات، حيث يستخدمهم الحوثيون كورقة ضغط على المجتمع الدولي، وقال "ليس لدينا إحصائيات دقيقة عن عدد اليهود والحاخامات في اليمن. خاصة وأن قضية اليهود قد تغيرت من تركيبة ديمغرافية إلى أخرى أمنية، ما يعني أن البحث عنهم سيسبب مشكلات لأي شخص. 

من المعلومات المتاحة وشهادات اليهود اليمنيين الذين غادروا بالفعل، يمكن أن يكون العدد الحالي لليهود في اليمن 43 شخصًا في صنعاء وأكثر من 60 في محافظة عمران، بحسب الصحيفة. 

وأوضح المصدر أن "القرارات المتعلقة بعمليات الترحيل أو التحقيقات أو أي إجراء ضد اليهود تأتي من مسؤولي استخبارات تحت قيادة الحوثيين". 

 

المصدر: العربي الجديد + الحرة الأمريكية 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر