الحكومة ترفض شروط الحوثيين "التعجيزية" وتدعو مجلس الأمن لتحمل مسؤوليته تجاه ناقلة "صافر"

أكدت الحكومة اليمنية، الثلاثاء، رفضها استمرار ميليشيا الحوثي في وضع المزيد من الشروط التعجيزية غير القابلة للتنفيذ، بهدف إجهاض جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.

جاء ذلك في بيان مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، المقدم إلى الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي، التي عقدت اليوم.

وجدد السعدي التأكيد على تطلع الحكومة اليمنية إلى السلام المستدام المبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها, لافتا إلى أنها كانت ولا تزال حريصة كل الحرص على إنجاح الجهود الدولية وجهود المبعوث الأممي لإنهاء معاناة اليمنيين التي سببها انقلاب الميليشيا الحوثية وما ترتب عليه من أسوأ كارثة إنسانية عالمية.

وقال:"ولتحقيق هذا الهدف وافقت في مايو المنصرم على مقترحات المبعوث الأممي الهادفة إلى وقف إطلاق النار واجراءات بناء الثقة واستئناف العملية السياسية، بما في ذلك كافة الترتيبات الاقتصادية والإنسانية المقترحة".

ولفت إلى أن الحكومة اليمنية، ستبقى منخرطة مع جهود المبعوث الأممي وعملية السلام الأممية ومن واقع مواقفها السابقة التي تتمسك بها وتعمل في إطارها بما في ذلك ما يتعلق بالقضايا الخاصة بدفع الرواتب وفتح الطرقات، وإطلاق سراح كافة المعتقلين والمحتجزين، وفتح مطار صنعاء للرحلات الدولية عبر الناقل الوطني والتي من شأنها التخفيف من معاناة اليمنيين.

وقال السفير السعدي، إن الحكومة بادرت بالتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة على وضع خطة لتغطية المتبقي من رواتب القطاع المدني (...) وفوجئت بنهب الحوثيين للمبالغ التي تم إيداعها في البنك المركزي بالحديدة والتي تتجاوز (35 مليار ريال يمني) لتمويل مجهودها الحربي والإثراء الشخصي.

واستدرك: ما تزال الحكومة تنتظر موقفاً حازماً حيال هذا الخرق الفاضح للتفاهمات التي ترعاها الأمم المتحدة، والاستخفاف الذي تبديه تلك الميليشيات بالمجتمع الدولي وبمعاناة المواطنين.

وبشأن فيروس كورونا؛ قال السفير السعدي، إن الحكومة وجهت نداءات علنية متكررة للميليشيات الحوثية من أجل توحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا، وتبني سياسة صحية موحدة، وتسخير كافة الامكانيات لمواجهة هذه الجائحة، وأعلنت من أجل ذلك مع تحالف دعم الشرعية وقف إطلاق نار من طرف واحد.

وأضاف: لم تلق هذه المبادرات إلا التجاهل والرفض من قبل تلك الميليشيات، بل إنها ذهبت في حالة إنكار لوجود الوباء، وأسدلت ستاراً من العتمة و التعتيم حول الوضع الصحي في المناطق التي تسيطر عليها، وأخضعت الطواقم الطبية للترهيب، ومارست ترويعاً للمجتمع و أعمالاً لا إنسانية بحق المشتبهين بالإصابة و بحق عائلاتهم.

وتابع: إن استمرار ميليشيات الحوثي في تسيس ورفض المبادرات المقدمة من الحكومة، وغياب الشفافية في الوقت الذي نواجه فيه مخاطر انتشار واسع للمرض، مع وجود شحة في أدوات الفحص والعلاج، وتهالك النظام الصحي، هو خطيئة كبرى ".

وناشد مندوب اليمن، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، والدول المانحة والمنظمات إلى تقديم الدعم العاجل للحكومة والشعب اليمني، لمواجهة هذه الجائحة في مختلف محافظات الجمهورية، وتوفير الحماية والدعم اللازم للعاملين في القطاع الصحي، والضغط على المليشيات الحوثية للتعاطي مع المبادرات لتوحيد الجهود لمواجهة هذا الوباء الذي ينذر بفاجعة غير مسبوقة في اليمن.

وبشأن قضية ناقلة النفط صافر في الحديدة؛ أشار إلى أنه بعد مرور أسبوعين على عقد جلسة مجلس الأمن، لا يزال الحوثيين يماطلون ويضعون العراقيل والشروط أمام مهمة الفريق.

وقال:"يتضح جلياً أن الميليشيات الحوثية تنتهج نفس طريقة التعامل التي دأبت عليها خلال السنوات الماضية لامتصاص الضغط الدولي قبيل انعقاد جلسات مجلس الأمن في الشأن اليمني، ومن ثم العودة للتعنت والمماطلة وخداع المجتمع الدولي، رامية عرض الحائط كل ما يصدر عن هذا المجلس".

وجدد دعوة الحكومة لمجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات العاجلة والضرورية وممارسة الضغط على تلك المليشيات للسماح للفريق الفني للأمم المتحدة بتقييم وتفريغ خزان صافر وتسهيل مهمة الفريق دون أي تأخير أو شروط مسبقة تجنبًا لحدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية ستؤثر على اليمن والمنطقة والعالم.

وفيما يتعلق باتفاق الرياض؛ أكد السعدي حرص الحكومة اليمنية على تنفيذه وعبرت عن ذلك في أكثر من مناسبة وفقاً للمصفوفة المزمنة الموقع عليها .. لافتاً إلى أن هناك جهود كبيرة و مقدره تبذلها السعودية للمساعدة في استئناف تنفيذ الاتفاق.

ودعا السفير السعدي المجلس الانتقالي إلى الالتزام بتنفيذ هذا الاتفاق الذي يعد خارطة طريق للخروج من هذه الأزمة، والتراجع عن إعلانه ما يسمى "الإدارة الذاتية" وكل ما ترتب عليه، وتمكين مؤسسات الدولة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين في محافظة عدن.

كما دعا الانتقالي إلى الكف عن محاولة الاستمرار في التصعيد على الأرض، وتوحيد الجهود لإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة كما أكدت عليه التقارير الأممية الأخيرة، بالإضافة إلى تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة جائحة كورونا.

وأشار إلى أهمية إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في محافظة أرخبيل سقطرى التي تشتهر بتنوعها النباتي والبيئي الذي يجعلها واحدة من أهم المحميات الطبيعية في العالم والمدرجة في قائمة التراث العالمي، وقال: إن استمرار العبث والتصعيد في جزيرة سقطرى والذي لم تشهده يوما هو أمر مرفوض ومدان.
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر