رفض عربي ودولي لإعلان الانتقالي الإماراتي "الإدارة الذاتية"

أعلنت دول ومنظمات عربية ودولية، الاثنين، رفضها لإعلان المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا لما أسماها بـ"الإدارة الذاتية" لجنوب اليمن.

ومساء السبت أعلن المجلس الانتقالي حالة طوارئ في العاصمة المؤقتة عدن وعموم المحافظات الجنوبية وأعلن كذلك ما اسماها "الإدارة الذاتية" للجنوب وتشكيل لجان رقابية على مؤسسات الدولة.

واعتبرت الحكومة اليمنية إعلان الانتقالي بأنه "انقلاباً صريحاً على اتفاق الرياض واستكمالاً للتمرد المسلح على الدولة في أغسطس (آب) 2019".

ويعد تمرد الانتقالي على الحكومة الشرعية هو الثالث خلال ثلاثة أعوام. والتمرد الأول وقع في مايو/أيار 2017 وأطلق عليه آنذاك "إعلان عدن التاريخي" وتأسيس المجلس الانتقالي بدعم من أبوظبي.

وفي أغسطس 2019، قام المجلس الانتقالي بالتمرد والانقلاب على الحكومة الشرعية ودارت مواجهات عنيفة بين مليشيا المجلس والقوات الحكومية انتهت بسيطرة الأولى التي ساندتها الطيران الإماراتي.

وعقب ساعات من إعلان المجلس الانتقالي حكما ذاتيا في الجنوب، أعلنت 6 محافظات جنوبية من أصل 8، رفضها لهذا الإعلان، وأكدت تمسكها بالولاء للشرعية والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
 
  ردود الأفعال

اثأر إعلان الانتقالي الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية رفض دول عربية وأوربية.
 
وأعلنت جامعة الدول العربية، الاثنين، رفضها إعلان المجلس. مشددةً على ضرورة الالتزام باتفاق الرياض الذي يضع خريطة طريق لتسوية الأوضاع في الجنوب.
 
وقالت الجامعة في بيان إن "وحدة الأراضي اليمنية تُعد حجر الزاوية في موقفها من الأزمة في البلاد".
ودعت جميع الأطراف إلى "العمل سريعاً على تسوية الأزمة الرئيسية مع الحوثيين بدلاً من فتح جبهات جديدة".
 
بدوره شدد البرلمان العربي على ضرورة الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق الرياض، وعدم تبني أي مواقف سياسية أو تحركات عملية تُخالفه.
 
وأكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلّمي في بيان، على ضرورة عودة الأوضاع في عدن إلى سابق وضعها، وتغليب مصلحة الشعب اليمني في توحيد صفوف اليمنيين، والعمل على استعادة مؤسسات الدولة، والتصدي لخطر الإرهاب والتهديدات التي تمثلها ميليشيا الحوثي الإنقلابية.
 
ودعا جميع الأطراف اليمنية إلى العمل على سرعة تنفيذ بنود اتفاق الرياض دون تأخير، بما في ذلك تشكيل حكومة الكفاءات السياسية.
 
كما شدد مجلس التعاون الخليجي، على أهمية الاستجابة إلى إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن عن ضرورة عودة الأوضاع في عدن إلى سابق وضعها.
 
وطالب الأمين العام نايف الحجرف، في بيان بـ"العمل على التعجيل بتنفيذ الاتفاق (الرياض) الذي يمثل الإطار الذي أجمع عليه الطرفان(الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي) لتوحيد صفوف اليمنيين، وعودة مؤسسات الدولة، والتصدي لخطر الإرهاب".
 
وأعرب الحجرف عن أمله في أن تسفر الجهود إلى وقف أي أنشطة أو تحركات تصعيدية وتهيئة الظروف الملائمة للعودة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض دون تأخير، حسب البيان ذاته.
 
وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي "دعم بيان تحالف الشرعية في اليمن، الذي أكد على ضرورة عودة الأوضاع إلى سابق وضعها، إثر إعلان حالة الطوارئ من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي".
 
ودعت المنظمة في بيان لها اليوم الاثنين إلى "الامتناع عن أي عمل من شأنه تصعيد الأوضاع، وتقويض الجهود المبذولة لحل الأزمة اليمنية"، وإلى "إلغاء أية خطوة تخالف اتفاق الرياض".
 
وقال الأمين العام يوسف العثيمين، في البيان ذاته، إن اتفاق الرياض حظي بترحيب دولي واسع ودعم الأمم المتحدة، ومن شأنه توحيد صفوف اليمنيين وعودة مؤسسات الدولة، والتصدي لخطر الإرهاب.
 
وجدد العثيمين، التأكيد على وقوف منظمة التعاون مع الشعب اليمني، في هذه الظروف الحرجة التي يواجه فيها العديد من التحديات، ودعمها وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، والشرعية اليمنية.
 
ورحبت جمهورية مصر بالبيان الصادر عن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية وما تضمنه من تأكيد على أهمية الالتزام باتفاق الرياض.
 
وأكدت الخارجية المصرية في بيان على أهمية الالتزام بتنفيذ بنود (اتفاق الرياض) بشأن التسوية في اليمن وإلغاء أي خطوة تخالفه.

وشددت على ضرورة العمل على الإسراع في تنفيذ بنود بيان التحالف وضرورة عودة الأوضاع الى سابق وضعها.
 
وأكد الأردن أهمية الالتزام باتفاق الرياض وتطبيق بنوده لحماية مصالح الشعب اليمني وضمان نجاح جهود حل الأزمة وتجنيب اليمنيين المزيد من الصراع والمعاناة.
 
ونقلت وكالة الإنباء الأردنية (بترا) عن وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، دعم الأردن لما تضمنه بيان تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية من دعوة لإلغاء أي خطوة تتناقض مع بنود اتفاق الرياض، والعمل بشكل جدي على تنفيذ جميع بنود الاتفاق الذي تم اعتماده إطارا لتوحيد الصفوف لتحقيق السلام وخدمة مصالح الشعب اليمني.
 
وشدد الصفدي على أن المملكة تدعم بشكل كامل جهود الأشقاء في السعودية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة وبما يضمن أمن اليمن الشقيق واستقراره ووحدة أراضيه.
 
بدورها رحبت وزارة خارجية البحرين بإعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن بضرورة عودة الأوضاع في عدن إلى وضعها السابق، وإلغاء أي خطوات تخالف اتفاق الرياض والإسراع في تنفيذه.
 
وأعربت البحرين، عن أملها في أن تتجاوب جميع الأطراف المعنية مع دعوة تحالف دعم الشرعية، وأن تلتزم بما نص عليه اتفاق الرياض حفاظا على المصلحة العليا للشعب اليمني ووحدة وسلامة أراضيه واستقراره.
 
من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه لإعلان ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقراره بتولي الإدارة الذاتية لمدن الجنوب وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن.
 
وقال المتحدث الرسمي باسم إدارة الشؤون الخارجية الأوروبية، بيتر ستانو في تصريح صحفي، إن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية للجنوب "سوف يجلب مشاكل وعوائق لجهود الأمم المتحدة في التوصل إلى السلام والاستقرار في اليمن".
 
وأشار إلى أن إعلان الانتقالي يشكل عائقًا أمام جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى الاستقرار والسلام في اليمن.
 
وأضاف "هناك اتفاق تم التوصل إليه في نوفمبر بالسعودية والذي يساعد على خفض التصعيد في اليمن وندعو الحكومة اليمنية وجميع الأطراف إلى تطبيق كافة شروط الاتفاق".

في السياق قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي، إن أفعال المجلس الانتقالي الأخيرة غير مبررة ولن تخدم السلام في اليمن.

وأكد الوزير البريطاني خلال اتصال مع وزير الخارجية اليمني، دعم بلاده للحكومة اليمنية ولأمن واستقرار ووحدة الأراضي اليمنية ولجهود المبعوث الاممي ومبادرته للسلام.

إلى ذلك قال السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون،في تغريدة بتويتر، إن "القرار الانفرادي للمجلس الانتقالي يقوض استقرار اليمن".

وأعرب عن أمله أن "يتعاون المجلس مع السعودية ويستأنف المناقشات مع الحكومة اليمنية بشأن التنفيذ الكامل والسريع لاتفاق الرياض".

وكان التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، أكد في وقت سابق اليوم، "على ضرورة إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض، وعودة الأوضاع إلى سابق وضعها والعمل على التعجيل بتنفيذ الاتفاق".

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر