ما دلالة تنصيب "باطرفي" زعيمًا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية؟ (ترجمة خاصة)

اعتبر محللون غربيون متخصصون في الشأن اليمني، أن اختيار السعودي خالد باطرفي كزعيم جديد للقاعدة في شبه الجزيرة العربية" خطوة من قبل التنظيم تهدف لإحياء الأيديولوجية الدينية المنقسمة للجماعة الإرهابية.
 
وفي وقت سابق من يوم أمس الأحد، أكدت القاعدة في شبه الجزيرة العربية مقتل زعيمها قاسم الريمي لأول مرة منذ إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن مقتله بطائرة درون أمريكية مطلع فبراير الحالي.
 
وفي أوائل فبراير، ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الولايات المتحدة شنت ضربة استهدفت قاسم الريمي، الذي قاد فرع الجماعة الإرهابية المتمركز في اليمن وأعرب عن رغبته في شن هجمات ضد الولايات المتحدة.
 
وفي يناير 2017، وضعت الخارجية الأمريكية خالد باطرفي على قائمتها لـ"الإرهابيين العالميين"، وحظرت أصوله وممتلكاته في الولايات المتحدة، ومنعت الأمريكيين من التعامل معه.
 
وكان باطرفي من بين 300 سجين أطلقهم التنظيم خلال هجومهم على السجن المركزي بمدينة المكلا في محافظة حضرموت شرقي اليمن، في أبريل 2015 بعد احتجاز أربع سنوات.
 
وقالت الدكتورة إليزابيث كيندال، -الخبيرة البارزة في شؤون القاعدة باليمن بجامعة أكسفورد- لصحيفة «The National» "إن باطرفي يعتبر أيديولوجيا مؤثراً وذا شخصية جذابة بالنسبة للقاعدة".
 
وأضافت كيندال بالقول "قد يكون تنصيبه يأتي بهدف إحياء الأيديولوجية الدينية الأصلية للتنظيم خصوصاً في أعقاب انقسامها مؤخراً وسعيها لتحقيق أهداف براغماتية (واقعية) ملائمة".
 
 ووصفت باطرفي "بأنه غزير الإنتاج في وسائل اعلام التنظيم، حيث أصدر سلسلة فيديوهات وعظيه".
 
وطبقاً لما ذكرته الخبيرة البريطانية كيندال "يشمل ذلك سلسلة 'قصص الأنبياء ' التي قدمها في عام 2017، حيث استخلص منها دروسًا للحياة العصرية حول كل شيء بدءاً من الأبوة والأمومة ووصولاً إلى محاربة الاضطهاد، حيث وصلت 20 حلقة.
 
وتابعت "أصدر باطرفي أيضًا سلسلة فيديو تحمل عنوان "نحو الوعي السليم" في عام 2015 لتعليم الناس كيفية التفكير في" طريقة القاعدة".
 
وقالت "لم يسمع الكثير من باطرفي منذ الحظر المفروض على وسائل اعلام التنظيم عبر شبكة الإنترنت في ديسمبر 2017." لكنها أشارت بأنه "كسر صمته في لحظات مهمة لإصدار ردود فعل مهمة على الأحداث السياسية نيابة عن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب".
 
من جانبه يعتقد المحلل جوشوا كونتز إن اختيار خالد باطرفي "يبرز الدور الرئيسي الذي لعبه في قيادة التنظيم".
 
وقال كونتز "قد تشمل العوامل الأساسية في اختيار خالد باطرفي دوره الطويل الأمد في شبكة القاعدة، وتجربته العملياتية والاستراتيجية في القيادة بالإضافة لشهرته على المستوى الدولي".
 
ويرى "أن ترقية باطرفي لقيادة التنظيم يشير إلى أن القاعدة في شبه جزيرة العرب تستميت في محاولات إبراز الاستقرار بصفوفها في وقت تعاني فيه من عجز في القيادة، واضمحلالاً في الروح معنوية، وجنون العظمة وانشقاقات بالإضافة للضغط المستمر على جيوبه القليلة المتبقية".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر