كاتب بريطاني: صراع النفوذ الجيوسياسي على "سقطرى" آخذ في الاشتعال والإمارات تواصل طموحاتها الخبيثة (ترجمة خاصة)

قال كاتب بريطاني: "إنه مع احتدام القتال في الأجزاء البرية لليمن جددت الإمارات طموحاتها للسيطرة على جزيرة سقطرى الإستراتيجية، على الرغم من اصطدامها بالنفوذ السعودي والمقاومة المحلية المتزايدة".
 
وأضاف الكاتب الصحفي جوناثان فنتون هارفي ـ بمقال له بموقع «Inside Arabia» ـ "في الوقت الذي يتركز فيه اهتمام وسائل الإعلام الضئيل بالحرب الأهلية في اليمن على اندلاع أعمال العنف بين الحوثيين والقوات الحكومية منذ يناير، الى حد كبير، يستمر الانفصاليون الذين تدعمهم الإمارات بمواجهة السلطات المحلية ضمن مساعيهم المتكررة للاستيلاء على جزيرة سقطرى اليمنية".
 
وأشار: "بالرغم من أن تصوير أبو ظبي لانخراطها في سقطرى على أنه إنساني بحت، إلا أن محاولاتْها الوَاضحة لتنفيذ انقلاب ضد قيادة سقطرى والسيطرة على الجزيرة تستثير مقاومة محلية متزايدة".
 

إقرأ أيضا ..
محافظ سقطرى يتهم الإمارات بدعم التمرد العسكري في الجزيرة ويتوعد بعقابٍ عاجل


وبرغم حديث الكاتب عن تميز جزيرة سقطرى بطبيعتها الفــريدة على المستوى العالمي، إلا أنه لفت الى أن موقع الجزيرة هو الذي جذب انتباه الإمارات التي ترى في سقطرى "عنصراً محورياً" لإمبراطوريتها الجيوسياسية المثالية التي تسعى اليها.
 
وأوضح هارفي: "بأن التحكم في موانئ الجزيرة سيؤدي إلى تعزيز التجارة البحرية العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير، التي بالإضافة الى ذلك، سعت لتأمين الموانئ في جنوب اليمن والقرن الأفريقي".
 


وعلاوة على ذلك، فإن انشاء قاعدة عسكرية لها في سقطرى المتاخمة لمراكز تواجدها في شرق إفريقيا ستساعد في تعزيز سيطرتها على البحر الأحمر وباب المندب، الذي يمر عبره قدر كبير من التجارة الدولية.
 
وبحسب الكاتب، تدير دولة الإمارات رحلات منخفضة المستوى وجولات سياحية إلى جزيرة سقطرى منذ عام 2017، مما يشير إلى أنها تسعى إلى جعل الجزيرة تابعة لـها بالكامل.
 
ويرى هارفي بأنه وعلى الرغم من دعمهما أطرافاً مختلفة في حرب اليمن، إلا أن كلا من الرياض وأبو ظبي "حسمتا حاليًا خلافاتهما الجيوسياسية في باقي اليمن، وسعيا إلى توحيد الأطراف اليمنية المفضلين لديهما في اتفاق لتقاسم السلطة في نوفمبر سمي باتفاق الرياض".
 
 ومع ذلك ـ يستدرك الكاتب ـ فما زال البلدان يتصارعان بصورة غامضة وخفية حول سقطرى، خاصة وأن الإمارات أصبحت واضحة بشكل متزايد في الجزيرة، ضد رغبات السعودية.
 
وبعد التدخل في اليمن في مارس 2015 لدعم حكومة عبدربه منصور هادي وهزيمة التمرد الحوثي، سعت المملكة العربية السعودية لدعم سيطرة الحكومة على سقطرى وتعزيزها بوجودها العسكري.
 
وذهب الكاتب هارفي للقول بأنه ونظرًا لغياب العنف أو التواجد الحوثي في ??الجزيرة -مما يمنع أي ذريعة للتدخل العسكري ـ لجأت السعودية والإمارات إلى استخدام المساعدات الانسانية كقوة ناعمة. حيث ضربت الأعاصير والفيضانات الجزيرة وخلقت ظروفًا مناسبة للاستجابة الإنسانية.
 

للمزيد إقرأ أيضاً..
موقع بريطاني: الإمارات تسرق أشجار "دم الأخوين" من سقطرى وتنشرها في أبو ظبي


في يناير، أعلنت المملكة العربية السعودية من خلال ما يسمى بالبرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار لليمن عن أنها أطلقت العديد من مشاريع التنمية والأمن في الجزيرة في محاولة لتوفير المساعدات بعد إعصار مكونو. حيث كان من المفترض أن تقود هذه المشروعات إلى تحسين إمكانية الوصول إلى المياه، وزيادة إمدادات الكهرباء، فضلاً عن تطوير خدمات الرعاية الصحية والنقل.
 
وقال الكاتب " منذ عام 2012، واصلت دولة الإمارات تنفيذ مشاريع تنموية في سقطرى، على الرغم من أنها بدأت تتوسع فعلياً في الوقت الذي أصبحت فيه السياسة الخارجية الإقليمية لأبو ظبي أكثر وضوحاً، خاصة بعد تدخلها في اليمن في عام 2015. وقد استخدمت المساعدات كأداة - بما في ذلك عمليات توزيع الغذاء وغيرها من المساعدات الإنسانية - لكسب السكان المحليين، مع تقديم العلاج لسكان جزيرة سقطرى في المستشفيات الإماراتية".
 


واستدرك بالقول "لكن بعد التوسع العسكري الإماراتي في سقطرى في مايو 2018 والذي أثار جدلاً واسعاً وكان واضحاً من خلاله أن الإمارات كانت تهدف من خلاله لتعزيز سيطرتها، تكثف التدقيق والاشتباه في دور أبو ظبي". حيث قامت القوات الإماراتية بطرد العمال من مهبط طائرات وميناء الجزيرة، وفقًا لما أوردته الإندبندنت، وذلك لتسهيل سيطرتها عليها وتنظيم حركة المرور القادمة من وإلى سقطرى.
 
وقال: "بأن الإمارات اضطرت لتقليص وجودها جزئيًا بعد أن أثار توسعها في مايو 2018 موجة استنكار شديدة، مما دفع المملكة العربية السعودية إلى التفاوض حول انسحاب إماراتي بسيط".
 

إقرأ أيضاً..
«ACLED» يستعرض كيف أدى نشاط الإمارات والسعودية في سقطرى والمهرة إلى تدهور البيئة الأمنية؟


وحذر الكاتب بأن الامارات حاولت منذ ذلك الحين، توسيع تواجدها العسكري في الجزيرة، حتى وإن شكل ذلك خرقاً لاتفاق الرياض ـ حيث كان يتوجب على الإمارات أن تقلل من مشاركتها في جنوب اليمن بعد الاتفاق-".
 
وأشار الى أن سلسلة التحركات الاماراتية في سقطرى قبل أسبوع واحد فقط من اتفاق الرياض، تدل على أن الإمارات تسعى لعزل اليمنيين وتحويلهم ضد المحافظ، رمزي محروس - الناقد الصريح لمحاولات أبو ظبي الاحتلالية - ومساعي جعل الجزيرة أكثر اعتماداً على نفوذ الامارات وصادراتها من الوقود.
 
 ولفت بأنه وبالتوازي مع زيادة أبو ظبي ممتلكاتها في الجزيرة، أعلن مسؤول خفر السواحل بسقطرى في أوائل فبراير انشقاق اللواء الأول مشاة بحري وانضمامه إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد وعود إماراتية برواتب مرتفعة.
 
 ويلاحظ الكاتب هارفي بأنه "ومع توسع وجود أبو ظبي في سقطرى، هناك معارضة شعبية متزايدة لانخراطها في الجزيرة، الأمر الذي يرى بأنه قد يعوق طموحات الإمارات على المدى الطويل".
 
ونـوه الى أن النجاح السعودي في احتواء أجندات حليفتها الاستفزازية قد يعوق إلى حد ما نفوذ أبو ظبي (في سقطرى).  مضيفاً بأن ذلك ممكن حتى برغم أن اتفاق الرياض يشير إلى أنها ـ الرياض ـ تفضل حل وسط هادئ، بدلاً من المواجهة، لا سيما بسبب تحالفها المحوري مع الإمارات.
 
واختتم الكاتب البريطاني هارفي مقاله بالتحذير من أنه " في ذات الوقت، فإن الفوضى المستمرة داخل اليمن، وخاصة بعد الاشتباكات بين الحكومة والقوات الحوثية في يناير، ستمنح أبو ظبي المزيد من الغطاء والحرية لمواصلة طموحاتها الخبيثة في سقطرى".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر